“افرحي يا أمي قطعته 6 حتت”.. حكاية جريمة المقاول والسكرتيرة الحسناء في كمبوند الأثرياء

منذ 3 شهور
“افرحي يا أمي قطعته 6 حتت”.. حكاية جريمة المقاول والسكرتيرة الحسناء في كمبوند الأثرياء

في غرفة مظلمة، باستثناء الضوء الخافت القادم من شاشة هاتف مالكها، كانت تبكي دماً بدلاً من الدموع. لقد انهارت تمامًا بسبب كارثة كبيرة ووجدت العالم ضيقًا لدرجة أنها فكرت في الهروب والانتحار.

تبكي كل يوم تقريبًا، بعيدًا عن أعين سكان المنزل، محاولة التخلص من الطاقة السلبية الكامنة داخلها. لكن ما حدث في تلك الليلة كان له نهاية مختلفة عن السيناريو المعتاد.

فجأة دخل شقيقها الغرفة دون إذن ورأى حالة أخته. سألها لماذا تبكي، ووجهها يتحول إلى اللون الأحمر، لكنها لم تجبه، وكأنها عاجزة عن الكلام مؤقتًا. أجبره صمتها المقلق على التقاط هاتفها وتصفح رسائله لاكتشاف الكارثة.

وتلا الأحداث التي وقعت في منزل بسيط بحي منشية ناصر فصل دموي بعنوان “الثأر من أجل الشرف”، والذي وقع في شقة داخل مجمع سكني بالتجمع الأول. وفي النهاية ظهرت جثة مقطعة إلى ستة أجزاء، نصفها في ثلاجة والنصف الآخر موزع على الغرف. فماذا حدث في قضية المقاول والسكرتيرة؟

وعندما عاد إلى مكتب السكرتيرة، اكتشف الأخ أن أخته أهملت أغلى ما تملك: علاقة غير شرعية مع صاحب عملها، مالك شركة إنشاءات. لقد حاولت لفترة من الوقت إقناعه بالحضور إلى منزلها وطلب الزواج منها، خوفًا من أن تتعرض للفضيحة، لكن الحبيب كان يتقن فن التردد منذ البداية.

وبعد التهرب المستمر، تمكن المقاول أخيراً من وضع حد لإصرار السكرتيرة: “الحب والرومانسية، نعم… ولكنني لن أعطيك جواز سفر”. ضربت الكلمات الفتاة كالصاعقة ودمرت كل شيء. لم يكن الأخ بحاجة إلى أي تفاصيل أخرى. الصورة كانت واضحة ولم تحتاج إلى أي تفسير. وقعت أخته في فخ المقاول وصدقت كلامه المعسول ووعوده الفارغة.

ولم يتردد الأخ في الانتقام. غادر المنزل واتجه إلى منزل خصمه -مقاول البناء- ولكن ليس وحيداً. أخذ صديقه معه لحمايته ومساعدته إذا لزم الأمر. في مجمع سكني شهير بالقاهرة الجديدة، كان الاثنان ضيفين على مالك شركة المقاولات الثري. ونشأ نقاش حاد بين الثلاثة، حيث رفض صاحب الشقة إتمام الزواج مع السكرتيرة، وكذلك التوقيع على عقد الزواج التقليدي الذي وعدها به.

تطورت مشادة كلامية حادة إلى قتال اعتدى فيه المقاول جسديًا على شقيق السكرتيرة. وبعد ذلك قام هو وصديقه بقتله بسكين ومضرب بيسبول، مما أدى إلى سقوطه ووفاته.

ولم يتوقف انتقام الأخ هنا. ففكر في شيء يروي عطشه، فأعطاه الشيطان فكرة جهنمية. أمسك بسكينه الكبيرة وبدأ بتقطيع جثة الرجل الميت إلى قطع. وعلى مدى ساعتين تقريبًا، قام بتقطيع الجثة إلى ستة أجزاء ووضع كل جزء منها في كيس بلاستيكي اشتراه من أحد المتاجر.

هنا اختلف الأخ وصديقه حول كيفية التخلص من الرفات. وبعد دقائق من المداولة، اتفقوا على وضع نصفها في الثلاجة وتوزيع الباقي على الغرف، ظناً منهم أن جريمتهم لن تُكتشف. لكن تحلل الجسد بدأ يدمر أحلامها الوردية.

اشتكى الجيران من وجود رائحة كريهة تنبعث من شقة الضحية. طرقوا الباب ولم يتلقوا أي رد، فاتصلوا بابنه الذي حضر على الفور واكتشف الجريمة البشعة. توجه إلى قسم شرطة التجمع الأول وحرر محضرًا يفيد باكتشافه جريمة قتل وتقطيع أوصال والده داخل الشقة التي يسكن بها.

جريمة شنيعة تبدو معقدة للوهلة الأولى، لكن يتبين أنها قضية بسيطة من خلال تحقيقات ضباط قطاع الأمن العام وإدارة الدعم الفني. وفي أقل من 24 ساعة، كشف التحقيق الحقيقة. وكشفت كاميرات المراقبة وشهود العيان عن هوية المتهمين. وتم ضبطهم وبحوزتهم متعلقات المجني عليه والأدوات المستخدمة بالتنسيق مع مباحث القاهرة.

أمام المحققين، ظهر العقل المدبر للجريمة مقتنعاً بأقواله، ووقف بكلتا قدميه على الأرض، وكانت علامات الارتياح واضحة على وجهه، وكأنه انتصر في معركة وطنية. ولكنه برر حالته بجملة نارية: “لم أكن أتصور أنني سأقف هنا… ولكن ما حدث يا سيدي… ويكفي أنني بعد أن قتلته اتصلت بأمي وأسعدتها لأنني انتقمت لأختي”.

وقد رافقت النيابة العامة المتهمين إلى مسرح الجريمة لإجراء تحقيق صوري معهم، وبعد اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة أذنت بدفن الجثث التي تم الاحتفاظ بها بمشرحة زينهم.


شارك