فَرَح الديباني… صوتٌ مصري يحمل رسالة إنسانية من طوكيو إلى نوتو

بعد جولتها الثقافية والإنسانية المؤثرة الأخيرة في اليابان، تواصل السوبرانو العالمية فرح الديباني العمل كجسر ثقافي قوي بين مصر واليابان، كما يتضح من جولتها الأخيرة التي استمرت لمدة أسبوعين في طوكيو.
فرح الديباني تدعم ضحايا زلزال نوتو خلال جولتها الخيرية في اليابان. وتم تنظيم الجولة بالتعاون مع منظمات إنسانية وخيرية يابانية بهدف جمع التبرعات وتقديم الدعم المعنوي لضحايا الكوارث الطبيعية.
بدأت الفنانة الديباني جولتها الخيرية والثقافية في طوكيو بحفل موسيقي خيري مؤثر، ممهدة الطريق لرحلة قائمة على التعاطف والتبادل الثقافي والانفتاح الفني. خلال الحفل، غنت أغنيتها الجديدة “أحب الأرض، أحب الأطفال”، وهي أغنية مصممة لدعم الأطفال، وتشجيع حماية البيئة، وزيادة الوعي بأهمية التعاطف والمسؤولية تجاه الناس والكوكب.
وحضر الحفل أعضاء من البرلمان الياباني وممثلون عن البعثات الدبلوماسية وممثلون عن منظمات المجتمع المدني الرائدة. ولعبت السفارة المصرية في اليابان دوراً محورياً في تنظيم هذا الحدث. وفي المساء، أشاد السفير المصري لدى اليابان بالدور الذي تقوم به فرح الديباني في تجسيد روح الإنسانية والدبلوماسية الثقافية، وأشاد بجهودها في تعزيز العلاقات المتنامية بين مصر واليابان من خلال الموسيقى كلغة عالمية.
بعد ظهورها الأول في طوكيو، زارت فرح مدينة نوتو، التي ضربها زلزال مدمر مؤخرًا في عام 2024. وهناك استقبلها عمدة المدينة بحفاوة بالغة وتحدثت معه عن جهود إعادة الإعمار وأهمية التضامن الثقافي في أوقات الأزمات. وكجزء من مهمتها الخيرية، زارت فرح المناطق الأكثر تضرراً وقدمت الدعم العاطفي، وخاصة للأطفال الذين فقدوا أفراداً من عائلاتهم. قامت بزيارات مؤثرة إلى العديد من المدارس الثانوية والمنازل، حيث غنت الأوبرا والأغاني المصرية، وبالتالي تعريف الطلاب اليابانيين بالأوبرا والموسيقى المصرية لأول مرة.
لقد جلبت الفرح إلى العديد من حفلات التخرج في المدارس الثانوية في نوتو، واستحوذت على قلوب الأطفال، بما في ذلك رئيس البلدية، بأدائها وتفاعلها معهم في جو من الأمل.
وواصلت الديباني رحلتها الإنسانية بزيارة إلى دار للأيتام محليًا، حيث استخدمت صوتها مرة أخرى لرفع الروح المعنوية وإلهام الأطفال للغناء في أجواء حميمة ومؤثرة.
واختتمت زيارتها إلى نوتو بمقابلات مع وسائل الإعلام اليابانية تحدثت فيها عن أهمية هذه الجولة الخيرية واتصالها العميق بالشعب الياباني من خلال الموسيقى والإنسانية المشتركة.
بعد نوتو، انتقلت فرقة ديباني إلى الشمال نحو منطقة توهوكو لتقديم الدعم العاطفي من خلال الموسيقى تزامناً مع ذكرى تسونامي مارس/آذار 2011، وهي المأساة التي تركت أثراً عميقاً على النفسية اليابانية. وفي لفتة رمزية عميقة، زارت المدرسة الوحيدة التي نجت من الكارثة، حيث التقت بالطلاب والمعلمين، وشجعتهم، وأشادت بالموسيقى كوسيلة عالمية للشفاء. وفي إطار مراسم إحياء ذكرى التسونامي الرسمية، قدمت عرضًا موسيقيًا خيريًا خاصًا لتكريم الضحايا والاحتفال بقدرة الناجين على الصمود.
قدمت الديباني عرضًا مؤثرًا لأغنيتها “أحب الأرض، أحب الأطفال”، والتي قامت بتعديلها وغنائها باللغتين العربية والفرنسية. وقد أثار العرض استجابة عاطفية للغاية من الجمهور، بما في ذلك عمدة توهوكو، الذي حضر الحدث.
واختتمت جولتها الخيرية والثقافية التي استمرت أسبوعين في طوكيو بتسجيل أغنيتها الجديدة “أحب الأرض، أحب الأطفال” كرسالة دائمة للأمل والوحدة والالتزام بحماية البيئة.
وللاحتفال بهذه الرحلة المؤثرة، عقد اجتماع خاص في طوكيو، حضره شخصيات بارزة من الأوساط الثقافية والدبلوماسية والفنية. وكان هذا ختامًا ذا مغزى لجولة جمعت بين الموسيقى والعمل الإنساني والدبلوماسية الثقافية – وأكدت التزام فرح ديباني باستخدام صوتها من أجل خير العالم.
بعد عودتها من اليابان، تلقت فرح الديباني دعوة من السفارة اليابانية في باريس، حيث ألقت كلمة حول رحلتها الثقافية والإنسانية أمام جمهور مختار، بما في ذلك السفير المصري في فرنسا. خلال الحدث، تم إطلاق مشروع “أكبر لوحة فنية في العالم” رسميًا في فرنسا، وهي مبادرة خيرية أطلقها هيروكو كاواهارا في اليابان في ثمانينيات القرن العشرين.
وأعلن الديباني في 17 أبريل/نيسان الماضي، إطلاق المشروع ذاته في مصر بالتعاون مع كاواهارا والسفير الياباني بالقاهرة. يتم تنفيذ المشروع في المدارس المصرية بهدف تعزيز الإبداع والفهم الثقافي لدى الطلاب الشباب. يهدف المشروع إلى توفير تجربة فنية جماعية للأطفال حيث يمكنهم التعبير عن أنفسهم من خلال الرسم، مع تعزيز قيم الوحدة والإبداع والتبادل الثقافي.
وأعلنت أيضًا عن حفلها المقبل بعنوان “صحارى ساكورا: غير مسبوق”، والذي سيقام يوم الجمعة 11 أبريل، ضمن عروض الصوت والضوء في الأهرامات، بمشاركة فنانين يابانيين مشهورين وأوركسترا مصرية بقيادة المايسترو ناير ناجي. يأتي هذا الحدث في إطار التعاون الثقافي الدولي بين مصر واليابان، والذي بدأه عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس في إطار جهوده المستمرة لحماية التراث المصري ودعم البعثات الأثرية اليابانية ومشاريع الترميم.
ويمثل الحفل خطوة أخرى في التزام فرح الديباني بالحفاظ على التراث المصري من خلال الموسيقى والفن.