ما الذي نعرفه حتى الآن عن تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة؟

وجهت إيران سلسلة من التحذيرات الصريحة والمباشرة لعدد من الدول المجاورة، مهددة إياها بـ”عواقب وخيمة” إذا دعمت هجوما أميركيا محتملا على إيران.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تكثف فيه طهران جهودها الدبلوماسية المكثفة الرامية إلى معالجة المخاوف وتعزيز علاقاتها مع الدول المجاورة، في وقت تشهد فيه المنطقة نشاطا عسكريا أميركيا كبيرا.
قال مسؤول إيراني كبير يوم الأحد إن طهران ترفض أي مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، لكنها مستعدة لاستئناف المحادثات غير المباشرة بوساطة سلطنة عمان.
وأضاف في تصريح لرويترز أن “الحوار غير المباشر قد يختبر جدية واشنطن في السعي للحل السياسي رغم العقبات التي قد تعترض طريقها”.
ووجه المسؤول الإيراني تحذيرات مباشرة للعراق والكويت والإمارات وقطر وتركيا والبحرين، مؤكدا أن استخدام أراضيها أو مجالها الجوي لهجوم أميركي على إيران سيعتبر عملا عدائيا وسيعرض هذه الدول، على حد تعبيره، لـ”عواقب وخيمة”.
في هذه الأثناء، أعلن المرشد الأعلى علي خامنئي أن “القوات المسلحة الإيرانية في حالة تأهب قصوى”.
ولم تصدر معظم البلدان المتضررة بالتحذير أي رد فعل علني. ولم يستجب المتحدثون باسم حكومات العراق والكويت والإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين لطلب رويترز للتعليق. وقالت وزارة الخارجية التركية إنها لا علم لها بالتحذير، لكن مثل هذه الرسائل يمكن نقلها عبر قنوات أخرى، بحسب الوكالة.
في هذه الأثناء، نقلت وسائل إعلام إيرانية عن أمير الكويت قوله إن بلاده “لن تقبل تحت أي ظرف من الظروف استخدام أراضيها في أعمال عدائية ضد دولة أخرى”. وتلتزم الكويت بسياسة الحوار وعدم الانحياز.
اتصالات مكثفة مع الدول المجاورة
وبالتوازي مع التصعيد، كثف الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اتصالاته مع رؤساء دول وحكومات الدول المجاورة، بما في ذلك الكويت والإمارات العربية المتحدة والبحرين والأردن والعراق.
وذكرت وكالات الأنباء الرسمية في هذه الدول أن بزشكيان اتصل بسياسييها بمناسبة عيد الفطر، وقدم لهم التهاني وأكد على تعزيز العلاقات الثنائية. ونشرت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” تقريرا مماثلا عن محادثة هاتفية بين الرئيس التركي وبزشكيان.
وقال بزشكيان في اتصال هاتفي مع أمير الكويت إن بلاده مستعدة “لأي تعاون يعزز الأخوة بين الدول الإسلامية والدول المجاورة”. وأكد الأمير رغبة بلاده في توسيع العلاقات مع طهران، وشدد على “رفض استخدام القوة” لحل النزاعات.
وفي اتصال هاتفي آخر مع رئيس الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد، أعرب ظريف عن رغبته في زيارة طهران لتعزيز العلاقات، وأكد الجانبان أهمية التعاون الثنائي وخفض التصعيد في المنطقة.
أعرب بزشكيان للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عن قلقه إزاء التصعيد في قطاع غزة، وأدان “التهجير القسري” للفلسطينيين، وأكد مجددا دعم بلاده لتوحيد الصف الإسلامي في مواجهة التحديات. من جانبه، شكر العاهل الأردني إيران على موقفها، وأعرب عن قلقه إزاء التطورات المتسارعة في المنطقة.
وفي اتصال هاتفي مع الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة، أعرب الرئيس الإيراني عن رغبة بلاده في توسيع العلاقات “أكثر من أي وقت مضى”، ولقي ترحيبا مماثلا من الجانب البحريني.
وتحدث بزشكيان أيضا مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الذي أعرب عن رفضه للتهديدات الإيرانية وأكد على أهمية “التنسيق بين الدول الإسلامية” لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة.
هذا الأسبوع، نشرت وزارة الدفاع الأميركية ست قاذفات استراتيجية من طراز بي-2 ــ القادرة على حمل رؤوس حربية نووية وقنابل خارقة للتحصينات ــ في جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي.
واعتبرت هذه الخطوة بمثابة رسالة رادعة، وكانت جزءا من سلسلة من التهديدات المباشرة التي وجهها ترامب. وكان قد أعلن أن إيران قد تواجه “قصفا غير مسبوق” إذا لم توافق على اتفاق نووي جديد.
وفي ظل هذه التوترات، أعربت روسيا عن دعمها لإيران ورفضت أي تهديد بالعنف ضدها.
ما مدى قوة الوجود العسكري الأميركي في المنطقة؟
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية هذا الأسبوع أن الولايات المتحدة ستزيد عدد حاملات الطائرات المتمركزة في الشرق الأوسط إلى اثنتين. بالإضافة إلى حاملات الطائرات المتمركزة حاليًا في الخليج، هناك حاملة طائرات ثانية متمركزة حاليًا في المحيطين الهندي والهادئ.
وقال المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل في بيان إن حاملة الطائرات يو إس إس كارل فينسون ستنضم إلى حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان “للاستمرار في تعزيز الاستقرار الإقليمي، وردع العدوان، وحماية التدفق الحر للتجارة في المنطقة”.
وتغطي القيادة المركزية الأميركية منطقة تمتد عبر شمال شرق أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى وجنوب آسيا.
تتمتع قاذفات بي-2 بالقدرة على حمل الأسلحة النووية، ومع وجود 20 طائرة فقط من هذا النوع في ترسانة القوات الجوية الأمريكية
وكانت بي بي سي العربية نشرت في وقت سابق تفاصيل عن وجود قواعد جوية أميركية في منطقة الخليج، والتي تمثل جزءاً مهماً من البنية التحتية العسكرية الأميركية في المنطقة.
وبحسب البيانات، تتمركز القوات الأميركية في قواعد منتشرة في مختلف دول مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك:
– قاعدة علي السالم الجوية في الكويت: تتمركز هنا الفرقة 386 من القوات الجوية الأمريكية.
قاعدة المحرق الجوية، البحرين: مقر قوة المهام المشتركة 53.
– قاعدة الشيخ عيسى الجوية في البحرين: تضم طائرات F-16 وF/A-18، وتم تحديثها مؤخرًا بتمويل أمريكي.
قاعدة العديد الجوية في قطر: وهي القاعدة الجوية الرئيسية، وتضم أكثر من 12 ألف جندي أمريكي، وتعمل كمقر للقيادة المركزية الأمريكية.
قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات العربية المتحدة: مقر وحدة الانتشار الجوي 380 التي تقدم الخدمات اللوجستية وتزويد الطائرات بالوقود.
– عدة قواعد في سلطنة عمان مثل المصنعة ومصيرة وثمريت والتي تستخدم في عمليات النقل الجوي والمراقبة والتخزين العسكري.
– قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية: عادت القوات الأميركية إلى القاعدة في عام 2019 وتستضيف بطاريات وقاذفات باتريوت هناك.
الجدول الزمني للأحداث المتصاعدة
منذ يناير/كانون الثاني 2025، الشهر الذي أدى فيه ترامب اليمين الدستورية لولاية ثانية كرئيس للولايات المتحدة، تدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران بشكل كبير، واتسمت بالتهديدات المتبادلة والتحركات العسكرية في الشرق الأوسط.
فيما يلي جدول زمني لأهم هذه التفاعلات:
يناير 2025:
20 يناير: أدى دونالد ترامب اليمين الدستورية لفترة ولاية ثانية كرئيس للولايات المتحدة.
نهاية يناير/كانون الثاني: هدد الرئيس ترامب باستخدام القوة ضد إيران إذا لم توافق على اتفاق نووي جديد.
فبراير 2025:
منتصف فبراير: أفادت تقارير أن إيران رفضت الدعوات الأميركية لإجراء مفاوضات مباشرة، لكنها أعربت عن استعدادها لمواصلة المحادثات غير المباشرة بوساطة سلطنة عمان.
مارس 2025:
30 مارس/آذار: هدد الرئيس ترامب بقصف إيران وفرض المزيد من العقوبات إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي جديد.
31 مارس: ردا على تهديدات ترامب، أعلن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أن إيران ستوجه “ضربة قاسية” ضد الولايات المتحدة إذا هاجمتها.
أواخر شهر مارس: أفادت التقارير أن الولايات المتحدة نشرت قاذفات من طراز بي-2 في جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي.
أبريل 2025:
1 أبريل: في ضوء تصاعد التوترات مع إيران، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن زيادة الوجود العسكري في الشرق الأوسط من خلال نشر حاملات طائرات إضافية.
2 أبريل/نيسان: ناقش نائب وزير الخارجية الإيراني ماجد تخت روانجي ونظيره الروسي سيرجي ريابكوف المفاوضات الجارية بشأن البرنامج النووي الإيراني، حيث أكد الجانب الروسي معارضته لأي عمل عسكري ضد إيران.
6 أبريل: حذرت إيران جيرانها من استخدام أراضيها أو مجالها الجوي لشن هجمات على الولايات المتحدة، قائلة إن مثل هذا العمل العدواني من شأنه أن يؤدي إلى رد قوي.