بهاء أبو شقة يستعرض أوجه القصور والتعديلات المطلوبة لشركات الأشخاص بقانون التجارة

قال بهاء أبو شقة وكيل مجلس الشيوخ، إن الدراسة المقررة بشأن الآثار التشريعية لأحكام الفصل الأول من الباب الثاني من قانون التجارة الصادر بالمرسوم الملكي بتاريخ 13 نوفمبر 1883 بشأن شركات الأشخاص ترتبط ارتباطاً وثيقاً بعدة قضايا اقتصادية مهمة، بما في ذلك تأثيرها على الاستثمارات في مصر.
وأضاف خلال الجمعية العمومية اليوم أن الدراسة تشير إلى النصوص القانونية الواردة في النظام (المواد من 19 إلى 65) والتي مضى عليها 142 عاماً رغم التغيرات والمستجدات الاقتصادية وأنظمة الاستثمار التي تم إدخالها. ولذلك يجب أن نتعامل مع نصوص محدثة تواكب متطلبات العصر الاقتصادي والاستثماري، خاصة وأن القانون رقم 17 لسنة 1999 نص في مادته الأولى على إلغاء اللائحة المذكورة، باستثناء الفصل الأول من الباب الثاني الذي لا يزال معمولاً به وتطبق أحكامه حتى اليوم، رغم المتغيرات والمستجدات الاقتصادية ليس في مصر فقط بل في كل دول العالم.
ما يتضمنه هذا الطلب الكبير من المقالات:
وقد حددت المادة (19) منه تعريف الشركات التجارية وقسمتها إلى ثلاثة أنواع:
النوع الأول: شركة التضامن. النوع الثاني: شركة التوصية البسيطة. النوع الثالث: شركة المساهمة.
وينص على أن هذه الشركات يجب أن تلتزم بالمبادئ العامة المقررة في القانون المدني والشروط المتفق عليها بين الشركاء.
وتابع وكيل المجلس: بما أن النصوص التشريعية ذات الصلة التي يعود تاريخها إلى عام 1883 لم تعد كافية لتلبية احتياجات النمو الاقتصادي وجذب الاستثمار، فإننا نقترح تفعيل المادة (89) من نظام مجلس الشيوخ الصادر بالقانون رقم (2) لسنة 2021، والتي تنص على: (إذا رأت إحدى اللجان المتخصصة، أثناء دراستها لموضوع معين، أن الأمر يتطلب إقرار قانون جديد أو تعديل تشريعي، فعلى اللجنة إعداد تقرير يتضمن التوصية المقابلة إلى رئيس المجلس لعرضه على المجلس وفقاً للإجراءات المقررة في هذا الفصل، فإذا وافق المجلس على التقرير، يحال إلى رئيس الجمهورية).
ولذلك فإن الفصل الأول من الجزء الثاني من قانون التجارة يوفر الإطار القانوني الأساسي للشركات، والتي تشمل الشركات العامة والشركات المحدودة والمشاريع المشتركة. وتترتب على هذه الأحكام آثار تشريعية بعيدة المدى تؤثر على مختلف الجوانب القانونية والاقتصادية والتنظيمية لهذه الشركات وتؤثر على بيئة الأعمال والاستثمار والاستقرار القانوني في البلاد.
كما استعرض أبو شقا النواقص والنصوص القانونية المقترحة فيما يتعلق بالشراكات. وتهدف هذه التشريعات إلى المساعدة في جعل هذه الشركات أكثر مرونة وجاذبية للاستثمار، وبالتالي زيادة النمو الاقتصادي والحد من المخاطر القانونية التي قد تتعرض لها الشركات في حالتها الحالية.
أولاً، أوجه القصور في التنظيم الحالي للشراكات:
1- المسؤولية غير المحدودة: من أكبر عيوب هذه الشركات هي المسؤولية غير المحدودة للمساهمين، مما يثني الكثير من المستثمرين عن الاستثمار في مثل هذه الشركات بسبب المخاطر المالية العالية.
مثال: إذا أفلست الشركة أو تكبدت خسائر، فيجب على المساهمين استخدام مواردهم الشخصية لسداد ديون الشركة.
التعقيد في نقل الأسهم: في معظم الولايات القضائية، يتطلب القانون موافقة جميع المساهمين لنقل الأسهم. وهذا يعيق توسع الشركات ويسمح لها بجذب مستثمرين جدد بشكل مرن.
مثال: يواجه المساهم الذي يريد بيع حصته مشكلة إذا رفض أحد المساهمين أو أكثر نقل الأسهم، مما يؤدي إلى توقف التوسع.
انخفاض جاذبية الاستثمار: قد تكون الشراكات أقل جاذبية للمستثمرين من الشركات ذات المسؤولية المحدودة أو الشركات العامة، خاصة إذا كان من الصعب الحصول على التمويل أو جمع رأس المال.
على سبيل المثال، يتجنب المستثمرون الشراكات لأن فشل الشركة يعني مخاطرة شخصية على الشريك.
تأثير الأحداث الشخصية على استمرارية العمل: قد يؤدي موت أو رحيل أحد الشركاء إلى حل العمل تلقائيًا، ما لم ينص العقد على خلاف ذلك، مما يشكل تهديدًا لاستمرارية العمل ونموه.
مثال: يمكن أن يؤدي موت أحد المساهمين إلى توقف عمليات الشركة بشكل كامل وتعطل العمليات التجارية.
عدم الوضوح فيما يتعلق بآليات التصفية والإفلاس: قد تكون إجراءات تصفية الشركات في النصوص التنظيمية الحالية غير واضحة أو غير مفصلة بشكل كافٍ، مما يجعل من الصعب تحديد حقوق الأطراف المعنية وإجراء التصفية بشكل عادل.
على سبيل المثال، في حالة حدوث أزمة مالية، لا توجد آليات واضحة لإعادة هيكلة الشركة أو لإدارة الأزمة بطريقة قانونية مناسبة.
واقترح ممثل مجلس الشيوخ مبادرة تشريعية تتضمن مقترحات لمعالجة النواقص وتحسين الوضع. أولا، يؤدي التغيير في نظام المسؤولية إلى تقليل المخاطر بالنسبة للمساهمين. ويتم ذلك من خلال إنشاء “شركة ذات مسؤولية محدودة” يتحمل فيها المساهمون نسبة معينة فقط من ديون الشركة. وهذا يقلل من المخاطر المرتبطة بالشراكات.
مثال: المساهم في شركة ذات مسؤولية محدودة يكون مسؤولاً فقط عن 200% من حصته في رأس المال وليس عن الديون المتبقية.
إصلاح قواعد نقل الأسهم وانسحاب الشركاء: يسمح بنقل الأسهم دون موافقة جميع الشركاء، مع إدخال ضوابط لضمان استقرار الشركة.
مثال: إذا رغب أحد المساهمين في بيع حصته، فإنه يجوز له ذلك بعد إجراء التقييم المالي للسهم وإبلاغ المساهمين الآخرين بحقهم في الشفعة للسهم.
تعزيز جاذبية الاستثمار: من خلال منح الإعفاءات الضريبية للشركات ذات النمو الكبير أو السماح للشركات بإصدار أدوات تمويلية مثل السندات لتوسيع رأس مالها.
على سبيل المثال: الشركات التي تحقق نموًا سنويًا بنسبة معينة (مثل 10%) تحصل على إعفاءات ضريبية لتشجيع النمو المستدام.
إيجاد الحلول لضمان استمرارية العمل في حالة وفاة أو انسحاب المساهمين: إيجاد آلية قانونية لضمان استمرارية العمل في حالة وفاة أو انسحاب أحد المساهمين، على سبيل المثال عن طريق نقل حصته إلى المساهمين أو الورثة المتبقين مع استمرار العمل.