بحضور الطوائف المسيحية.. تفاصيل صلوات تجنيز الأنبا باخوميوس بالكاتدرائية (صور)

منذ 2 شهور
بحضور الطوائف المسيحية.. تفاصيل صلوات تجنيز الأنبا باخوميوس بالكاتدرائية (صور)

أقيمت اليوم صلاة جنازة الأنبا باخوميوس أسقف البحيرة ومرسى مطروح والخمس مدن الغربية ورئيس دير القديس مقاريوس بالإسكندرية بجبل القلعي ورئيس مطارنة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وقاد البابا تواضروس الثاني صلاة الجنازة، ورافقه المطارنة والأساقفة وكهنة إيبارشية البحيرة ورهبان دير القديس مقاريوس السكندرى بجبل القلعي، بالإضافة إلى عدد كبير من كهنة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ورهبان وراهبات الأديرة. وكانت الكاتدرائية مليئة بالمؤمنين.

شارك الدكتور في الصلاة. حضر اللقاء الدكتورة جاكلين عازر محافظ البحيرة وقيادات المحافظة وعدد كبير من الشخصيات العامة من مختلف مناحي الحياة.

ومن بين الطوائف المسيحية التي شاركت في الصلاة البطريرك إبراهيم إسحق بطريرك الكنيسة القبطية الكاثوليكية؛ المطران سامي فوزي، رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية بالإسكندرية؛ سيادة المطران جورج شيحان، رئيس أساقفة الكنيسة المارونية في مصر والسودان والزائر الرسولي إلى شمال أفريقيا، ممثلاً البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك الكنيسة المارونية؛ وممثلين عن بعض الطوائف الأخرى.

خيم الحزن النبيل على وجوه الحاضرين عند رحيل هذا الأب والقس، الذي كان مثالاً نادراً للإخلاص الصادق لله، وحياة القداسة العملية، والقيادة الفعالة، والخدمة غير الأنانية.

وتوجه الأنبا دانيال أسقف المعادي وسكرتير المجمع المقدس بالشكر لكل من تقدموا بالتعازي نيابة عن إيبارشية البحيرة. وكان في مقدمة الحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيسا مجلسي النواب والشيوخ وأعضاء المجلسين، ورئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والوزراء والمحافظين، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والأحزاب السياسية، وممثلي الطوائف المسيحية، وطاقم مستشفى السلام بالمهندسين، حيث كان يعالج الأنبا باخوميوس في أيامه الأخيرة حتى وفاته اليوم.

وبتأثر كبير ألقى البابا كلمته التي بدأها بكلمات المسيح عن لعازر حين قال: “حبيبنا قد رقد” (يوحنا 11: 11). وتابع: “نودع برجاء القيامة أقدم أساقفة الكنيسة، والصوت الحكيم للمجمع المقدس، المرحوم الأنبا باخوميوس، الذي خدم الكنيسة لمدة 75 عاماً، من النصف الثاني من القرن العشرين إلى الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، وخلال هذه الفترة خدم الكنيسة بكل صدق وإخلاص.

وأكد أن خدمة الأسقف الراحل الجليل كانت مليئة بالنور واتسمت بالسلام والهدوء. ولم تكن عبادته شكلية أو عادية، بل كانت عبادة أشعلها الروح القدس.

وأشاد البابا بالمسيرة الطويلة للأنبا باخوميوس، منذ بدايته كمعلم في مدرسة الأحد بالزقازيق، مروراً برسامته شماساً في الكويت وخدمته الكرازية في السودان، ثم رسامته راهباً وأسقفاً. وتحدث أيضًا عن علاقته بالبابا الراحل شنودة الثالث الذي التقى به في الزقازيق. ولما كان أسقفاً للتعليم رسمه راهباً وأعطاه نفس الاسم الرهباني: “أنطونيوس السرياني”.

وأشار إلى أنه في يوم سيامته أسقفاً، أشار إليه بـ«البابا شنودة»، الذي كان يجب أن يكون بطريركاً لو لم يقضِ عدد السنوات راهباً المنصوص عليها في لائحة انتخاب البطريركية.

وأوضح أن منهج الأنبا باخوميوس في الخدمة والعلاقات يعتمد على المحبة والسلام والتوازن والعمل الهادئ. وأكد أنه كان خادماً مخلصاً وواضحاً ومحباً وقدوة تستحق أن تسجل ليس فقط في الكتب بل وفي تاريخ كنيستنا القبطية الأرثوذكسية.

كما أشار إلى حب الأسقف الراحل للتعليم وتأسيسه للمعهد اللاهوتي بدمنهور وفروعه بالإيبارشية، فضلاً عن العديد من المؤسسات التعليمية. كما أشار إلى حبه للتنمية والعمل المجتمعي وتأسيسه العديد من المدارس والمستشفيات ومراكز التنمية.

وتحدث البابا عن حكمة الأنبا باخوميوس في التعامل مع المواقف والمشاكل الصعبة، مشيرا إلى تعامله مع مشكلة كبيرة واجهت الكنيسة في أستراليا عام 1974، والتي طلب منه البابا الراحل شنودة الثالث حلها. لقد ارسلت. وقد نجح في رسالته، وكان له دور بارز في الأزمة الشهيرة التي واجهتها الكنيسة والأمة عام 1981. وبالتعاون مع آباء آخرين، نجح في قيادة الكنيسة عبر هذه الأزمة بسلام، بالحكمة والدقة في كل قول وفعل.

وذكر بتأثر أن المطران باخوميوس اشتكى مؤخرًا لقداسته من أنه لم يعد قادرًا على ممارسة منصبه بسبب سوء حالته الصحية. وعزاه بأن أولاده يخدمون، فأجابه بأنه هو نفسه يستمتع بالخدمة.

وعن بداية علاقته بالفقيد، قال البابا إنه كان في الجامعة عندما تمت سيامة الأنبا باخوميوس أسقفاً على البحيرة. ثم جعل كنيسة القديس ميخائيل رئيس الملائكة بدمنهور (التي كان البابا عضواً فيها قبل أن يصير راهباً) مقراً له لمدة عشر سنوات. وأضاف أن الأنبا باخوميوس اهتم بهم كشباب وشابات في الكنيسة وكان مهتماً بتعليمهم وتلمذتهم. وهو الذي غرس فيهم حب الخدمة والتقوى والرهبنة.

وأكد البابا أن الأنبا باخوميوس كان أمينًا ومتزنًا في كل شيء ولم ينتمي إلى أي حزب أو أحد. وبشكل عام، كان أسقفًا ومتروبوليتًا بحسب قلب الله.

وأضاف: “في هذه المرحلة الانتقالية، نشعر أننا نتعامل مع أسقف كان له أثرٌ دائم على الكنيسة في عصرنا. طوبى لمن تعلم منه، وعرف سيرته، وفهم شخصيته”. وأشار إلى أن الأنبا باخوميوس جمع في محاضراته بين البرية والتاريخ والكتاب المقدس وخبرات آباء الكنيسة.

وتابع: “التاريخ سيشهد أن سيادة الأنبا باخوميوس كان عموداً من أعمدة الكنيسة ومنارة للجميع”.

واختتم كلمته قائلاً: “أودعه أبًا محبوبًا، وأودعه قدوة ومثالًا للوداعة والمحبة، للشجاعة والخبرة، للتأمل والحكمة. أطلب العزاء لأرواحنا جميعًا وأسأله أن يصلي من أجلنا”.

وفي ختام الصلاة أعلن البابا أن نيافة الأنبا بولا أسقف طنطا سيكون نائباً بابوياً لحين استقرار أحوال إيبارشية البحيرة.


شارك