“حبيبي راح فين؟”.. وفاة عريس قبل زفافه بساعات في الفيوم

في قرية الدويدار التابعة لمركز سرسنا بمحافظة الفيوم، سادت حالة من الحزن والأسى بين الأهالي بعد وفاة الشاب أحمد علي النجار (23 عاماً)، قبل أيام قليلة من زفافه الذي طال انتظاره.
أحمد، شاب حاصل على شهادة الثانوية العامة، كان عليه أن يكافح من أجل توفير لقمة العيش، وكان مثالاً للشاب الطموح الذي يسعى دائمًا إلى بناء وجوده الخاص. لتغطية تكاليف زواجه من إحدى جاراته، عمل في أحد المخابز بالقاهرة. وفي عامين فقط تمكن من تحقيق حلمه وتأسيس منزل الزوجية؛ كل ما كان ينقص هو مهر العروس.
قال بدوي سيد، أحد جيران العريس: “صُدم أهالي القرية بخبر وفاة أحمد. كان يستعد لقضاء عيد الفطر وحفل الزفاف هناك. كانت الشقة المشتركة قد جهزت، وحُجزت قاعة الزفاف، ووُزِّعت دعوات الزفاف على الأهل والأصدقاء. وكان من المقرر إقامة حفل الزفاف ثاني أيام العيد”.
وأضاف: “لقد صدمنا خبر وفاته. فبعد أيام من الإرهاق والتعب خلال تحضيرات الزفاف، نام أحمد طويلاً ولم يستيقظ. باءت محاولات عائلته لإيقاظه بالفشل، ورحل عنا إلى الأبد”.
وأصيبت العروس بصدمة عصبية شديدة عندما سمعت الخبر وفقدت الوعي. بعد محاولات مضنية، نجحوا في إيقاظها، لكنها ظلت تردد كلمات حزينة: “أين ذهب حبيبي؟ أحمد رحل ولم يخبرني. انتظرته سنوات. لمن أعيش يا حبيبي؟ ليتني كنت أنا من مات”.
وفي مشهد مؤثر، شيع مئات الأشخاص من قرى سرسنا جثمان العريس الشاب إلى مثواه الأخير.
قال محمد، أحد جيران العريس: “كان أحمد محبوبًا من الجميع لأخلاقه الرفيعة ولطفه بالصغير والكبير. كان عريسًا من أهل الجنة، وتوفي في أجمل أيام السنة، في شهر رمضان المبارك وعشره الأخير”.