زكي عبد الفتاح لمصراوي: بدأت مهاجمًا والمدرب قال لي “خليك مثل أخوك”

منذ 5 شهور
زكي عبد الفتاح لمصراوي: بدأت مهاجمًا والمدرب قال لي “خليك مثل أخوك”

كل بداية تحمل معها خصائص مشابهة ومواقف مشابهة. يواجه اللاعب خلال مسيرته الكروية ضغوطات وتحديات قد تمنعه من ممارسة لعبته المفضلة بحرية.

لكن في الماضي، لم يكن من السهل على الآباء تعليم أبنائهم كرة القدم كما هو الحال اليوم، حيث يحلم الجميع بأن يصبح أبناؤهم لاعبين من الطراز العالمي.

تدور قصة اليوم حول حارس مرمى سار على خطى أخيه الأكبر وسعى لتحقيق حلمه في الخارج، ليصبح في النهاية مدربًا للمنتخبين الوطنيين للولايات المتحدة ومصر.

يروي زكي عبد الفتاح لايجي برس تفاصيل مشواره الكروي، ويتحدث عن بداياته والصعوبات التي واجهها كأي لاعب شاب يحاول تحقيق حلمه داخل الملعب.

يتحدث عن طفولته: “وُلدتُ في نادي غزل المحلة. كان أخي الأكبر، عبد الستار علي، حارس مرمى المحلة أيضًا. ألعب هنا منذ أن كنتُ في الرابعة من عمري، والنادي بجوار منزلنا مباشرةً، على بُعد عشر دقائق سيرًا على الأقدام. كان لغزل المحلة تأثيرٌ كبيرٌ عليّ وعلى كل من لعب هناك. بدأت مسيرتي الكروية في الرابعة أو الخامسة من عمري، عندما كنتُ ألعب في مباريات تجريبية للشباب. كان الكابتن الراحل عزت الملكي هو من اكتشفني، كما اكتشف العديد من نجوم المحلة القدامى. كنتُ ألعب، ولم يكن يعلم بوجود أخي هناك.”

ولم يكن يعلم أن أخي كان لاعباً في الفريق الأول وأنني كنت ألعب كمهاجم في ذلك الوقت (كنت مهاجماً)، لذا سمح لي باللعب في هذا المركز. وبعد اسبوعين قال لي بعض اصدقائي اني شقيق عبد الستار فطلب مني ان العب في المرمى مثله ومنذ ذلك اليوم وانا حارس مرمى. قال لي “قف في المرمى مثله”

وانتهى مشواره في مصر كلاعب بنادي غزل المحلة. ويتذكر قائلاً: “كان لهذا النادي دائمًا مكانة خاصة جدًا في قلبي”.

يقول: “كنت محظوظًا نسبيًا لأن أخي عبد الستار كان هو من واجه أكبر قدر من الرفض والمقاومة، لكنه مهد لي الطريق قليلاً. كما واجهت بعض المشاكل أيضًا”. لم يكن والدي يريدني أن أصبح لاعب كرة قدم، وكان ذلك صعبًا بالنسبة لهم. كان والدي ووالدتي، رحمهما الله، متوترين ومنزعجين عندما علموا أنني سأكون حارس مرمى. بدأت المشاكل الحقيقية. لم يريدا أن ألعب، وكان ذلك صعبًا عليهما. ذهبت للتدريب دون علمها. عندما اكتشف والدي الأمر، عاقبني بشدة، لكنني لم أسمح لذلك بإحباطي. “كان والدي يضربني ويعتدي عليّ، لكن بالنسبة لي كان الأمر طبيعيًا، فعدت في اليوم التالي”.

في ذلك الوقت، لم يكن الآباء يسمحون لأطفالهم بلعب كرة القدم لأنهم أرادوا منهم التركيز على تعليمهم. يقول زكي: “كانت تلك مشاكلنا آنذاك. أما اليوم، فقد تغير كل شيء. حتى أن بعض الآباء يدفعون المال لأبنائهم ليلعبوا كرة القدم! لقد تغيرت المعايير تمامًا، وخاصة في مصر. بالطبع، واجهتُ مشاكل في البداية، لكن بفضل إصراري وخبرة أخي الأكبر، استطعتُ إقناعهم بوجهة نظري والتوفيق بيني وبين والديّ.”

وتابع: “مررتُ بفترةٍ صعبة، كأي لاعبٍ شابٍّ يصل إلى الفريق الأول، لكنني كنتُ مجتهدًا وانضممتُ إلى منتخب مصر للشباب عام ١٩٧٧ بقيادة الكابتن طه إسماعيل، ومعه الدكتور عمرو أبو المجد مساعدًا له. لعبتُ إلى جانب لاعبين ذوي خبرةٍ في الفريق مثل أحمد شوبير، وحسام البدري، وبدر حامد، ومحمد حازم، وحاتم الكردي، وغيرهم”.

وفي عام 1980 انضم للمنتخب الأولمبي مع الكابتن فتحي نصر والكابتن ميمي الشربيني، وكذلك طاهر أبو زيد، شوقي غريب، حسام البدري، محمد إبراهيم يوسف، نصر إبراهيم وآخرين. ويقول: “هذه هي المجموعة التي لعبنا معها ولعبنا للمنتخبات الوطنية ومنتخبات الشباب والمنتخب الأولمبي”.

وعلى مستوى الأندية، لعب أول مباراة له مع الفريق الأول لنادي غزل المحلة أمام السكة الحديد عام 1979، وكان عمره وقتها 17 أو 18 عامًا، ولعب تحت قيادة القائد الراحل محمد سيد. واختتم حديثه: “أريد بداية قوية للبقاء لاعباً في الدوري لمدة عام”.

وكانت هناك صعوبات كبيرة أخرى في البداية. عندما تم تصعيده للفريق الأول كان غزل المحلة يملك في صفوفه البلعاوتي والمغاوري اللذين يكبرانه بعامين وقد انضما للفريق قبله، بالإضافة إلى حراس مرمى ذوي خبرة مثل شقيقه الأكبر عبد الستار عبد الفتاح والقائد مشلاوي -رحمه الله-.

وواجه منافسة قوية من هؤلاء الحراس الأربعة. وقال: “لكنني اجتهدت حتى سنحت لي الفرصة. وفي الواقع، تمكنت من تقاسم مركز حارس المرمى في نادي المحلة مع البلوطي حتى قررت إنهاء مسيرتي الكروية عام ١٩٩٢”.


شارك