أردوغان يتهم المعارضة بتخريب الاقتصاد التركي خلال احتجاجات على احتجاز عمدة إسطنبول

اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المعارضة السياسية بالمسؤولية عن “الأزمة الاقتصادية” خلال أكبر احتجاجات تشهدها البلاد منذ أكثر من عقد من الزمان بعد اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أبرز منافس لحكم أردوغان المستمر منذ 20 عاما.
ودعا حزب رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو إلى مقاطعة الشركات التي قالوا إنها تدعم حكومة أردوغان، واتهم الرئيس التركي المعارضة بأنها “يائسة للغاية لدرجة أنها ستلقي بالدولة والأمة في النار”.
وأضاف أردوغان في خطابه أمام أعضاء حزب العدالة والتنمية: “سيتم تقديم أولئك الذين يخربون الاقتصاد التركي للعدالة”.
تم القبض على إمام أوغلو قبل أسبوع، ويواجه مع نحو 90 مشتبهاً به آخرين اتهامات بالفساد ودعم الإرهاب في مدينة إسطنبول. أصدرت المحكمة يوم الأحد الماضي مذكرة اعتقال بحقه؛ ولم يتم الإعلان عن موعد المحاكمة بعد.
ويعتقد كثيرون أن محاكمة إمام أوغلو ذات دوافع سياسية، وتزعم الحكومة أن النظام القضائي غير خاضع للتأثير السياسي.
ولم يتم تقديم أي دليل رسمي ضد إمام أوغلو، وذكرت العديد من وسائل الإعلام التركية أن الأدلة كانت تستند إلى حد كبير إلى “إفادات شهود سرية”. وقد تم استخدام شهادات مماثلة في إجراءات جنائية سابقة ضد سياسيين معارضين.
وتساءلت زعيمة حزب “الخير” المعارض، مساوات درويش أوغلو، عن أدلة الفساد في مدينة إسطنبول، وقالت لنواب الحزب: “كان هناك عشرات المفتشين في الموقع وأجرينا 1300 عملية تفتيش، لكن هذه عمليات التفتيش لم تكشف عن شيء”.
ورغم أن حزب الشعب الجمهوري أعلن أنه لم يدعو إلى احتجاج جماهيري آخر أمام مبنى البلدية، فإن الطلاب في جميع أنحاء تركيا سيواصلون الاحتجاج. وكانت المظاهرات في إسطنبول وأنقرة وإزمير، وكذلك في المدن والبلدات الأصغر، سلمية إلى حد كبير.
صرح وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، اليوم الثلاثاء، عبر منصة التواصل الاجتماعي “X”، بأن إجمالي 979 شخصا ما زالوا قيد الاحتجاز على خلفية الاحتجاجات ضد اعتقال وإيقاف رئيس بلدية إسطنبول إمام أوغلو عن العمل.
واهتزت الأسواق المالية التركية بسبب الاضطرابات، وواصلت الليرة التركية انخفاضها.
ورغم أن محكمة تركية ألقت القبض رسميا على إمام أوغلو الأحد الماضي وأمرت باحتجازه في انتظار قرار نهائي بشأن تهم الفساد، فقد اختار أعضاء أكبر حزب معارض في تركيا إمام أوغلو كمرشح رئاسي لهم في اليوم نفسه.