ردود أفعال غاضبة بعد اعتقال الجيش الإسرائيلي للمخرج الفلسطيني حمدان بلال

• تدعو الجمعية الدولية للأفلام الوثائقية إلى الإفراج الفوري عن المخرج الحائز على جائزة الأوسكار عن فيلم “لا أرض أخرى”.
أثار اعتقال المخرج الفلسطيني حمدان بلال من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة ردود فعل غاضبة في الأوساط السينمائية حول العالم، خاصة وأن اعتقاله جاء بعد أسابيع فقط من فوزه بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي عن فيلم “لا أرض أخرى” الذي شارك في إخراجه.
وردت الجمعية الدولية للأفلام الوثائقية على الهجوم على المخرج الفلسطيني في بيان: “نطالب بالإفراج الفوري عن بلال وإبلاغ أسرته ومجتمعه بحالته ومكان وجوده وأسباب اعتقاله”.
وبحسب منشور على موقع Platform X لشريكه التجاري، الصحفي والمخرج الإسرائيلي يوفال أبراهام، هاجمت مجموعة من المستوطنين منزل المخرج الفلسطيني. وكان بلال مصابا وينزف عندما دخل الجنود إلى سيارة الإسعاف التي طلبها واعتقلوه.
وقعت الحادثة يوم الاثنين في قرية سوسيا جنوب الضفة الغربية المحتلة منذ عام 1967، وتم توثيقها بالفيديو من قبل مجموعة من الناشطين من مركز اللاعنف اليهودي، وهي منظمة غير حكومية تعمل ضد بناء المستوطنات.
وجاء اعتقال بلال بعد أن أثار فيلمه الأخير “لا أرض أخرى” جدلاً في الأوساط السينمائية الدولية بشأن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة. قام بتصوير الفيلم مع زميله والناشط الفلسطيني باسل عدرا، والمخرج والصحفي الإسرائيلي يوفال أبراهام، والمصورة والمحررة والمخرجة الإسرائيلية راشيل تسور.
تم تصوير الفيلم بين عامي 2019 و2023، ويصور نضال سكان قرى مسافر باتا الفلسطينية في الضفة الغربية، الذين يضطرون لمواجهة محاولات السلطات الإسرائيلية والمستوطنين محو منازلهم وتاريخهم من الخريطة.
احتفلت الفيلم بعرضها العالمي الأول في مهرجان برلين السينمائي الدولي عام 2023، حيث فاز بجائزة الجمهور وجائزة برلين للأفلام الوثائقية. وأثار إبراهيم جدلاً واسعاً بعد انتقاده “وضع الفصل العنصري” في إسرائيل في خطاب قبوله الجائزة ودعوته إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وعلى إثر ذلك، تلقى يوفال أبراهام تهديدات بالقتل واتهم بمعاداة السامية. وقد نفى الصحفي والمخرج، الذي فقدت عائلته في الهولوكوست، هذه الاتهامات بشدة منذ العرض الأول للفيلم.
حاز فيلم “لا أرض أخرى” على 68 جائزة في المهرجانات السينمائية وحفلات توزيع الجوائز السنوية. بما في ذلك جوائز BAFTA، وجوائز الفيلم الأوروبي، وجوائز IDA، وجوائز Gotham للأفلام المستقلة.
“لا أرض أخرى”، فيلم إسرائيلي فلسطيني مشترك، يتتبع عائلة فلسطينية تعيش في الضفة الغربية. هدم الاحتلال الإسرائيلي منزلهم وهم يواجهون التهجير. لكن في خضم هذه الظروف القاسية، تنشأ صداقة غير متوقعة بين عدرا وإبراهيم، وهو صحفي إسرائيلي، ويعملان معًا لتوثيق القصة.
وقال شهود عيان وأصدقاء المخرج الفلسطيني إنه تعرض للضرب على يد مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية، ثم اقتاده جنود إسرائيليون إلى مكان مجهول.
وفي تصريحات لشبكة “سي إن إن”، قال المخرج باسل عدرا، شريك بلال في فيلم “لا أرض أخرى”، إنه ذهب إلى منزل بلال في قرية سوسيا بالضفة الغربية بعدما اتصل به بلال طلبا للمساعدة. وعندما وصل، وجد أن بلال وشخصًا آخر على الأقل قد تم اقتيادهما. ووقفت مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين أمام المنزل، وقام بعضهم بإلقاء الحجارة.
وأضاف عدرا أن شرطة وجيش الاحتلال تواجدوا أيضاً أمام المنزل، وأن جنود الاحتلال أطلقوا النار على كل من يقترب.