بسبب رسوم ترامب.. الصين تحث الدول على فتح أسواقها لمواجهة تصاعد عدم الاستقرار العالمي

منذ 3 شهور
بسبب رسوم ترامب.. الصين تحث الدول على فتح أسواقها لمواجهة تصاعد عدم الاستقرار العالمي

وبحسب شبكة “سي إن إن” الاقتصادية، دعا رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ الدول إلى فتح أسواقها لمعالجة ما وصفه بـ”عدم الاستقرار وعدم اليقين العالميين المتزايدين” خلال منتدى التنمية الصيني في بكين يوم الأحد.

وتأتي هذه الدعوة في الوقت الذي تستعد فيه الصين لموجة جديدة من الرسوم الجمركية الأميركية، والتي من المتوقع أن تدخل حيز التنفيذ في أوائل أبريل/نيسان بأمر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وقال لي لعشرات الرؤساء التنفيذيين الأجانب وعضو مجلس الشيوخ الأمريكي الجمهوري ستيف داينز، بحسب وسائل إعلام رسمية صينية، “إن العالم أصبح منقسما وغير مؤكد بشكل متزايد، ولهذا السبب من الضروري زيادة الانفتاح لمعالجة التحديات والمخاطر”.

رسالة إلى المستثمرين الأجانب

وفي مواجهة التوترات الجيوسياسية المتزايدة وتراجع الطلب المحلي، يحاول الساسة في بكين جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية. وقال لي إن الحكومة ستركز على “الجمع بين الحوافز السياسية وتحفيز السوق” وشدد على أهمية “مقاومة الأحادية والحمائية”.

وحضر المنتدى شخصيات بارزة مثل تيم كوك (آبل)، وكريستيانو أمون (كوالكوم)، وباسكال سوريوت (أسترازينيكا)، وأمين الناصر (أرامكو السعودية)، ومن المتوقع أن يلتقي بعضهم بالرئيس الصيني شي جين بينج يوم الجمعة.

تراجع الوجود الأمريكي

وقال مصدر مطلع إن عدد القادة الأميركيين المشاركين هذا العام أقل من العام الماضي بسبب تصاعد التوترات السياسية مع واشنطن. خلال المنتدى، التقى لي تشيانغ مع السيناتور داينز وسبعة آخرين من كبار القادة الأميركيين. ووصف داينز الاجتماع بأنه فرصة لتبادل وجهات النظر حول بيئة الأعمال في الصين.

تصعيد تجاري جديد
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن سلسلة جديدة من الرسوم الجمركية “المتبادلة” على الدول التي تفرض حواجز تجارية على المنتجات الأمريكية. ومن المقرر أن تدخل هذه التعريفات حيز التنفيذ في الثاني من أبريل. فرضت إدارته رسوما جمركية بنسبة 20% على الصادرات الصينية هذا الشهر، مما دفع بكين إلى الرد بفرض رسوم جمركية على المنتجات الزراعية الأميركية.

ومن المتوقع أيضا أن تستكمل الحكومة الأميركية مراجعتها لمدى امتثال الصين للمرحلة الأولى من اتفاق التجارة الثنائية بحلول الأول من أبريل/نيسان.

الاستقلال وتشجيع الاستثمار

وقال هان ون شيو، وهو مسؤول اقتصادي صيني كبير، في المنتدى إن الصين ستواصل تعميق إصلاحاتها الهيكلية وزيادة الاكتفاء الذاتي في العلوم والتكنولوجيا.

وفي الأسابيع الأخيرة، عقد مسؤولون من وزارة التجارة الصينية اجتماعات مع العشرات من المديرين التنفيذيين من الشركات الأجنبية، بما في ذلك الشركات البرازيلية فالي، وإيرباص، وبيبسي كولا، وبروكتر آند جامبل، وهانيويل، وسواير.

انخفاض الاستثمار الأجنبي

وبحسب البيانات الرسمية، سجل الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين أكبر انخفاض له منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008.

وردًا على ذلك، أعلنت الحكومة عن خطة عمل جديدة تتضمن تسهيل تدفق البيانات عبر الحدود لتعزيز الاستثمار.

وبالتزامن مع اختتام جلسات البرلمان الصيني هذا الشهر، تعهدت الحكومة بـ”تعزيز الاستهلاك بقوة” في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة إسكان مستمرة وركود الطلب الاستهلاكي.

لكن المحللين يعتقدون أن بكين سوف تضطر إلى اعتماد حزم تحفيز أكبر إذا ما دخلت في حرب تجارية جديدة مع واشنطن.


شارك