انكماش مؤشر مديري المشتريات في مصر للشهر الرابع خلال يونيو الماضي

– أكبر انخفاض في نشاط الشراء منذ 11 شهرًا
واصل مؤشر ستاندرد آند بورز لمديري المشتريات في مصر للقطاع الخاص (باستثناء صناعة النفط) انخفاضه للشهر الرابع على التوالي، مسجلاً 48.8 نقطة في يونيو (مقارنة بـ 49.5 نقطة في مايو)، بسبب تدهور طفيف في ظروف التشغيل، بحسب التقرير الشهري للمجموعة الصادر اليوم.
وفقًا للتقرير، شهدت الشركات في مختلف القطاعات تدهورًا معتدلًا في ظروف التشغيل بنهاية النصف الأول من عام 2025. وأشارت أحدث البيانات إلى استمرار ضعف الطلب وانخفاض الإنتاج. كما تسارع انخفاض الطلبات الجديدة والإنتاج، مما أدى إلى أكبر انخفاض في المشتريات منذ ما يقرب من عام.
أعربت الشركات عن تفاؤل حذر بشأن العام المقبل في يونيو. وانخفضت توقعات الأعمال إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق، وازداد التراجع مقارنةً بشهر مايو. وذكرت الشركات أن ضعف الطلب دفعها إلى خفض الإنتاج.
وفقًا للتقرير، انخفض حجم الطلبات نتيجة ضعف إنفاق العملاء والركود العام في الأسواق المحلية. ورغم تسارع وتيرة الانخفاض، إلا أنه ظل معتدلًا بشكل عام.
وأضاف التقرير أن الشركات خفضت مشترياتها للشهر الرابع على التوالي نتيجةً لانخفاض الإنتاج وحجم الأعمال الجديدة. وكان الانخفاض حادًا، وهو الأسرع منذ ما يقرب من عام. ومن بين القطاعات المشمولة بالدراسة، سجل قطاع التصنيع أكبر انخفاض.
أشار التقرير إلى أن الانخفاض الحاد في أحجام الشراء أدى إلى استقرار إجمالي المخزونات في يونيو، بعد زيادات طفيفة في الأشهر الثلاثة السابقة. ومع ذلك، واجه الموردون ضغوطًا، وهو ما انعكس في زيادة طفيفة في مواعيد التسليم للشهر الثاني على التوالي. أشار التقرير إلى أن معدلات التوظيف ظلت ضعيفة في يونيو، حيث قلصت الشركات أعداد موظفيها للشهر الخامس على التوالي، وكان عدد الوظائف المفقودة محدودًا. وأضاف التقرير أنه على الرغم من أن تخفيضات الوظائف مرتبطة بضعف الطلب، إلا أنها تتوافق أيضًا مع ضعف التوقعات بشأن مستقبل الاقتصاد. وانخفضت الثقة في العام المقبل إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق في يونيو، ولم تتوقع الشركات عمومًا نموًا في الإنتاج.
على صعيد إيجابي، أشار التقرير إلى انخفاض معدلات التضخم في كلٍّ من تكاليف المدخلات وأسعار الإنتاج. وانخفضت ضغوط تكاليف المدخلات إلى أدنى مستوى لها في ثلاثة أشهر، في حين كانت وتيرة ارتفاع الأسعار أضعف بكثير من ذروتها في سبعة أشهر التي بلغتها في مايو. قال ديفيد أوين، كبير الاقتصاديين في ستاندرد آند بورز: “انخفض النشاط غير الصناعي، مدفوعًا بالانخفاض المستمر في الطلبات الجديدة والإنتاج”. وأضاف: “على الرغم من تسارع معدل الانكماش مقارنةً بالمسح السابق، إلا أنه ظل أقل من متوسطه التاريخي. ويشير الانخفاض السريع في مشتريات السلع الوسيطة وركود التوظيف إلى أن الشركات تتوقع استمرار ضعف الطلب، وبالتالي تسعى إلى خفض التكاليف”.
وأوضح أن التوقعات الإجمالية للنشاط الاقتصادي المستقبلي كانت عند أدنى مستوى تاريخي في يونيو/حزيران، وأن المؤشر يظل قريبًا من أدنى مستوى له على الإطلاق لعام 2025. وتعكس هذه النظرة المتشائمة التوقعات الضعيفة لمعدلات الطلب، فضلاً عن المخاوف من أن المخاطر الجيوسياسية قد تؤدي إلى اضطرابات اقتصادية أكبر.