فيديو.. انتشار “سيارات الدعوة” تثير جدلا وأزمات في سوريا

هزت العاصمة السورية دمشق حالة من الجدل بعد ظهور مقاطع فيديو تظهر سيارات مزودة بمكبرات صوت تسير في الشوارع وتهتف بشعارات دينية تدعو إلى الإسلام، حتى في الأحياء ذات الأغلبية المسيحية.
وأثارت هذه المقاطع غضباً واسعاً، خاصة بعد توقف إحدى المركبات أمام كنيسة مار الياس في منطقة الدويلة، ما تسبب بتوتر في المنطقة ودفع بعض الأهالي للتدخل وإخراج المشاركين في الفعالية الدينية.
ويصف البعض هذه المركبات بأنها ظاهرة متكررة، وتعرف باسم “مركبات الوعظ”، حيث تجوب شوارع دمشق وتلقي الخطب الدينية وتدعو الناس إلى اعتناق الإسلام وتطبيق الشريعة الإسلامية. ويرى كثيرون أن هذا يعد تعديا على حرية الآخرين، خاصة في الأحياء المعروفة بتنوعها الديني.
وأظهرت مقاطع فيديو احتجاج عدد من المواطنين على هذه الظاهرة. وأكد شاب أنه مسلم لكنه رفض هذا النوع من العمل التبشيري. وقال رجل آخر: “أنا مسيحي ولا أريد أن أتخلى عن إيماني”. كما وثقت الفيديوهات حوادث مناوشات بين الأهالي وسائقي المركبات، ما أدى إلى نزوحهم وسط أجواء متوترة.
تعرض شباب من جماعة #الدعوة_الإسلامية للطرد والإهانة أثناء قيامهم بجولات دعوية في #حلب باستخدام سيارة مزودة بمكبرات صوت تدعو إلى الله، أثناء قيامهم بنشاطهم الدعوي في شوارع المدينة. #سوريا_الجديدة #ارفعوا_العقوبات_عن_سوريا #الأمن_الداخلي #سوريا pic.twitter.com/fTqS3nyTER
— شبكة أخبار سوريا (@SyrNetworkNews) ١٩ مارس ٢٠٢٥
وأثارت هذه الحوادث ردود فعل واسعة النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي. وعبّر العديد من السوريين عن غضبهم إزاء ما وصفوه بـ”المهزلة”. “الفكرة هي أن هؤلاء الأشخاص يعتقدون أنهم يمتلكون مفتاح الجنة”، كتب أحد المعلقين.
وتابع قائلاً: “يكفي استفزاز الناس بهذه الممارسات القروسطية”، موضحاً أن مكبرات الصوت لن تحول أحداً إلى الإسلام.
سأل شخص آخر ساخرًا: “هل تعتقد أن شخصًا جالسًا على شرفة سيسمع هذا الصوت، وينفجر بالبكاء، وينطق بالشهادة؟ أم أن هذا مجرد استفزاز لجعل الناس ضحايا؟”
وفي المقابل، حاول بعض المعلقين الدفاع عن هذه الظاهرة باعتبارها حقاً مشروعاً للتبشير، مشيرين إلى أن مثل هذه الأنشطة تجري أيضاً في بلدان أخرى دون إثارة مثل هذه المناقشات المثيرة للجدل.
وأفاد أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي بأن هذه الظاهرة انتشرت في شوارع دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد وسيطرة مجموعات معارضة بقيادة هيئة تحرير الشام على المدينة. وأوضح أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الأنشطة من تنظيم منظمة محددة أم أنها أفعال فردية، حيث لم تتخذ السلطات أي إجراء لوقفها ولم تكن هناك تصريحات رسمية بهذا الشأن.
استنكر أحد المستخدمين هذه الدعوات قائلاً: “يا أخي، والله ما في أحد ضد هذه الدعوة، بس مش بهالطريقة وفي هذا الوقت. والله حقك على البنزين، بس لو تبرعت به لعائلة فقيرة، لك أجر كمان”.
وأضاف معلقاً على طبيعة الدعوة: “يجب أن تكون الدعوة ودية، ويجب أن تنتبه إلى مدى ملاءمة الجو، ويجب أن تكون راسخاً في دينك”.
وسخر معلق آخر من توقيت ومكان هذه الجولات الوعظية، متسائلاً: “هل ينتظرون حتى يروا الناس يجلسون على الرصيف يشربون القهوة، ويدخنون الشيشة، ويلعبون الورق والطاولة، ويمرحون قبل أن يدعوهم؟!” وأبدى استغرابه من اختيار هذه الأماكن لنشر الدعوة بهذا الشكل.