الاقتصاد التركي على المحك وسط تصاعد احتجاجات ضد سجن عمدة إسطنبول

أمرت محكمة تركية، الأحد، باحتجاز رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، مما أثار احتجاجات المعارضة وعرض اقتصاد أنقرة للخطر.
طلب الادعاء العام من المحكمة حبس أكرم إمام أوغلو، المنافس السياسي الرئيسي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأربعة من مساعديه احتياطيا على ذمة المحاكمة، حسبما قال مكتبه ورويترز.
تم استجواب إمام أوغلو في المحكمة يوم السبت بعد أن أدى اعتقاله من قبل السلطات التركية الأسبوع الماضي إلى اندلاع بعض أكبر الاحتجاجات في البلاد منذ أكثر من عقد من الزمان. سجلت الأسهم التركية، يوم الجمعة، أسوأ أسبوع لها منذ انهيار ليمان براذرز عام 2008. وتراجعت الليرة التركية بنسبة أربعة بالمئة في الأيام الأخيرة، رغم الإجراءات الصارمة التي اتخذها البنك المركزي التركي. وأدى انخفاض الأسعار في الآونة الأخيرة إلى إغلاق بورصة إسطنبول مرتين، بحسب رويترز.
واصل المؤشر الرئيسي لبورصة إسطنبول، BIST 30، تراجعه، حيث انخفض بنسبة 7.5 بالمئة. وكان هذا أدنى مستوى له منذ نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي. وتعرضت سوق الأسهم التركية لخسائر فادحة مماثلة، الأربعاء، حسبما ذكرت “بلو نيوز”.
قبل اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، كان مؤشر BIST 30 لا يزال يطارد أعلى مستوى قياسي له في يوليو/تموز 2024. ومنذ ذلك الحين، انخفض مؤشر الأسعار بنسبة تزيد عن 17%.
كما تم بيع السندات الحكومية التركية مرة أخرى، مما أدى إلى ارتفاع حاد في العائدات. وارتفع العائد على السندات لأجل 10 سنوات إلى ما يقرب من 31%.
وأظهرت بيانات من ستاندرد آند بورز أيضا أن تكلفة تأمين ديون تركيا ضد التخلف عن السداد ارتفعت بمقدار 18 نقطة أساس إلى 322 نقطة أساس، وهو أعلى مستوى منذ مارس/آذار 2024.
في هذه الأثناء، سجلت الليرة التركية 38.0050 مقابل الدولار الأمريكي، متجاوزة أدنى مستوى قياسي لها عند 42 يوم الأربعاء. ويمثل هذا انخفاضًا بنسبة 6.7 بالمائة هذا العام.
باع البنك المركزي ما قيمته نحو 10 مليارات دولار من العملات الأجنبية بعد أن سجل أدنى مستوى قياسي يوم الأربعاء، وفقا لحسابات خبراء اقتصاديين، واتخذ تدابير السيولة للحد من التقلبات وكبح الطلب على العملات الأجنبية.
كما علق البنك المركزي مزادات إعادة الشراء لمدة أسبوع ورفع سعر الفائدة لليلة واحدة إلى 46 بالمئة، وهو ما وصفه خبراء اقتصاديون بأنه تشديد نقدي يتراوح بين 350 و400 نقطة أساس.
ومن المرجح أن تؤدي هذه التدابير إلى ارتفاع تكاليف التمويل، مما قد يؤثر سلباً على الميزانيات العمومية للبنوك ويؤدي إلى ارتفاع أسعار الإقراض وانخفاض أحجام الإقراض.
ووصف وزير المالية التركي محمد شيمشك التقلبات في السوق يوم الجمعة بأنها “مؤقتة”.