المفاهيم الخاطئة والتشدد وترامب يعرقلون حملات التطعيم ضد شلل الأطفال في باكستان

وتعتبر باكستان، القوة النووية التي يبلغ عدد سكانها 240 مليون نسمة، وأفغانستان المجاورة من بين آخر بؤر شلل الأطفال في العالم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وتنظم باكستان حملات تطعيم ضد هذا المرض بشكل منتظم، بتمويل من منظمة الصحة العالمية ومؤسسة بيل جيتس. ويهدف التطعيم إلى تطعيم الأطفال دون سن الخامسة وبالتالي حمايتهم من الشلل.
ومع ذلك، وعلى الرغم من أن هذه الحملات استمرت لسنوات عديدة، وكان الفيروس قد تم القضاء عليه تقريباً في باكستان، فقد شهد العام الماضي ظهور حالات شلل الأطفال بشكل مثير للقلق: حيث تم الإبلاغ عن 74 حالة على الأقل.
وبالمقارنة، لم يتم الإبلاغ إلا عن ست حالات في عام 2023، وهو العام الذي كان هناك أمل فيه في إمكانية القضاء على الفيروس المسؤول عن المرض تمامًا.
وتشير السلطات الباكستانية إلى عدم القدرة على نشر وحدات التطعيم في المناطق المتضررة من العنف من جانب الجماعات الإسلامية المتشددة وهجرة الأشخاص عبر الحدود مع أفغانستان كأسباب رئيسية لعودة ظهور الفيروس.
وقال ضياء الرحمن المتحدث باسم فريق القضاء على شلل الأطفال “نخطط لإطلاق حملات بالتنسيق مع حكومة طالبان في أفغانستان”.
ويضيف أن سوء الفهم الواسع النطاق بين السكان والأمية على جانبي الحدود يزيدان من تعقيد الوضع ويؤديان إلى رفض الآباء تطعيم أطفالهم.
وتتأثر المواقف العامة أيضًا بالمقاومة العنيفة التي يبديها مقاتلو طالبان وبعض رجال الدين ضد التطعيمات. ويقولون إن التطعيمات هي مؤامرة غربية لتعقيم المسلمين.
وفي رسالة عبر تطبيق واتساب لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، أكدت حركة طالبان الباكستانية أنها لا تستهدف الرعاية الصحية أو حملات التطعيم ضد شلل الأطفال. لكن في الواقع، فإن الحركة تفعل العكس تماما مما تدعيه.
يشار إلى أنه منذ عام 2012، قُتل نحو 150 من العاملين في مجال الصحة ورجال الشرطة الذين يحرسونهم خلال حملات التطعيم.
بالإضافة إلى عنف حركة طالبان الباكستانية، التي قتلت نحو 80 ألفاً من مواطنيها على مدى عقود من الزمن، تواجه باكستان تحدياً آخر في مكافحة شلل الأطفال.
والتحدي الجديد هو أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخرا سحب التمويل من منظمة الصحة العالمية من المرجح أن يكون له تأثير سلبي على المشاريع الصحية في بلدان ما يسمى بالجنوب العالمي، بما في ذلك باكستان.
ورغم أن السياسيين الباكستانيين قللوا من شأن التأثير المحتمل لقرار ترامب، قال أوليفر روزنباور، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية في جنيف، إن أي خفض في الالتزامات المالية لشريك من شأنه أن يعرض هدف عالم خال من شلل الأطفال للخطر.