محمود مسلم: العالم غاضب من أمريكا وإسرائيل.. ومصر لا تريد إدارة غزة بل الحفاظ على حقوق الفلسطينيين

قال الدكتور محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام في مجلس الشيوخ الأمريكي، إن العالم بأسره يعيش حالة من الغضب الشديد إزاء انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل والولايات المتحدة. وأكد أن هذا الغضب لم يعد يقتصر على إسرائيل، بل امتد إلى قلب الولايات المتحدة، حيث تنطلق مظاهرات جماهيرية عارمة في الجامعات تطالب بإنهاء الحرب وسياسات التجويع والإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، بينما يتابع العالم ذلك على الهواء مباشرة عبر شاشات التلفزيون يوميًا.
وأشار إلى أن الإيمان بالحقوق الفلسطينية يتزايد في الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن حرب غزة أعادت إحياء القضية الفلسطينية في وعي شعوب العالم، وغيّرت النظرة الإسرائيلية، التي تتعمق يومًا بعد يوم بفعل غطرسة دولة الاحتلال وإصرارها على تجاهل المجتمع الدولي ومواصلة عدوانها.
أوضح الدكتور مسلم أن السبب الرئيسي لوقف إطلاق النار هو مطالبة حماس بضمانات أمريكية بعدم عودة إسرائيل إلى الحرب وانتهاك الاتفاق، وهو أمر شائع لدى حماس. وأشار إلى أن المآسي الإنسانية في قطاع غزة تُشكل ضغطًا كبيرًا على حماس، في ظل جهود مصر وقطر لإنجاح وقف إطلاق النار.
وأضاف أن ضم الضفة الغربية يبدو مستحيلاً في الوقت الحالي، إذ يتمسك الفلسطينيون بأرضهم منذ بداية الصراع، وهو موقف لا يمكن لإسرائيل ولا الحكومة الأمريكية قبوله. وأكد أن الفلسطينيين يفتقرون فقط إلى إجماع داخلي.
كما صرّح رئيس لجنة الثقافة والإعلام والمعلومات في مجلس الشيوخ الأمريكي بأن وقف إطلاق النار الشامل خلال 60 يومًا سيسمح بإحياء خطة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة. وأكد أن أي نية جادة لإنهاء الحرب يجب أن تقترن بموافقة إسرائيل على طلب حماس بتغيير المنظمة الإنسانية العاملة في قطاع غزة.
وأكد أن مصر لا تنوي إدارة القطاع بمفردها، بل قد توافق على المشاركة ضمن مجموعة عربية أو دولية، بشرط وجود أهداف واضحة.
في سياق متصل، أكد الدكتور مسلم، في حواره مع منى سلمان على برنامج “استوديو القاهرة” على قناة روسيا اليوم، أن من يحكم سوريا حاليًا مستعد لفعل أي شيء للبقاء في السلطة بعد فقدانه السلطة بانهيار الجيش. وأضاف أن الحرب الإسرائيلية الإيرانية ستعيد خلط أوراق كثيرة في المنطقة، وسيُجبر حزب الله أيضًا على تغيير استراتيجيته.
وأشار إلى حدوث تغيير ملحوظ في موقف النظام السوري، إذ يرى في الدعم الأمريكي والغربي السبيل الوحيد للاستقرار، وهو ما يفسر أيضًا تردده في مهاجمة إسرائيل رغم أفعالها الوحشية.
وأكد أنه رغم صعوبة التنبؤ بمواقفه وتحليل تصريحاته المتناقضة خلال الحرب الإيرانية الإسرائيلية، فإن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب هو الوحيد القادر على الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ظل التراجع الواضح لأوروبا في المنطقة.
قال الدكتور مسلم إن نتنياهو خاض مغامرات عديدة في السنوات الأخيرة لتعزيز موقعه في رأس الحكومة. فقد أشعل الحروب، واستغل المتغيرات الإقليمية كانهيار النظام السوري، وشن هجمات ضد حزب الله وإيران. لكن هذه الظروف لن تدوم، وسقوطه المحتوم ينتظره – لمصلحة ملايين الفلسطينيين الذين وقعوا ضحايا لعدوانه الوحشي على غزة.
أكد أن موقف مصر من الحرب الإيرانية الإسرائيلية كان واضحًا منذ البداية، بفضل الاتصالات الحاسمة التي أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي مع السياسيين الإيرانيين. وأكد أن المسألة لا تتعلق بمن سينتصر عسكريًا، لا سيما في ظل تضامن دول الخليج مع إيران عقب الهجوم الإسرائيلي.
دعا مسلم الشعب المصري إلى استذكار الرئيس الراحل أنور السادات بكل إجلال، فهو أول من أقرّ بأن 99% من أوراق اللعبة في يد الولايات المتحدة. وأكد أن إسرائيل لم تستطع كسب حربها ضد إيران لأنها وجدت دائمًا من ينقذها.
وكشف أن الصحافة الإسرائيلية وسلطات الاحتلال تهاجم مصر إعلاميًا بشدة منذ اندلاع حرب غزة، معربةً عن استيائها من دعم مصر للقضية الفلسطينية وقطاع غزة. وأكد أن الجيش المصري قادرٌ تمامًا على حماية البلاد ومواجهة أي تهديد.
وخلص الدكتور مسلم إلى أن أحد أهم دروس الحرب الإيرانية الإسرائيلية هو التطور التكنولوجي الهائل لوسائل الحرب، مما يفرض على دول المنطقة مراجعة أوضاعها بشكل عاجل، حيث لم تعد الحروب تقليدية كما كانت في السابق.