شيخ الأزهر: الصراع المذهبي بين السنة والشيعة لا مسوغ له

منذ 5 شهور
شيخ الأزهر: الصراع المذهبي بين السنة والشيعة لا مسوغ له

الإمام الأكبر د. قال أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إنه ربما يتفاجأ كثيرون عندما يعلمون أن الصراع المذهبي بين السنة والشيعة ـ والذي قال إنه لا مبرر له عقلا ولا نقلا ـ ربما يعود إلى القرنين السابع والثامن الميلاديين.

وأشار خلال كلمته خلال فعاليات مؤتمر البحرين للحوار الإسلامي الإسلامي صباح اليوم الأربعاء، إلى الخلاف بين العلامة الحلي والإمام ابن تيمية حول موضوع الإمامة. كلاهما عاشا في أواخر القرن السابع وأوائل القرن الثامن الميلادي، أي منذ 800 عام.

وأشار إلى أن “هذا الخلاف المذهبي وما نتج عنه من تعصبات وصراعات لا يزال مستمرا حتى يومنا هذا”. ويتم استغلالها من قبل تقلبات السياسة واستخدامها بأبشع الطرق الممكنة لخلق الفتنة بين الشيعة والسنة وشعوبهم، وهي خطيرة للغاية ومميتة على وحدة الأمم وتماسك شعوبها.

وأشار إلى أن “القرآن الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم علمتنا أن الوئام والتكاتف والوحدة تأتي دائماً في المقام الأول”، مشيراً إلى أن النبي حذر من داء الحسد والبغضاء في حديث صحيح: “لقد دب إليكم داء من كان قبلكم الحسد والبغضاء”. الكراهية هي شفرة الحلاقة، ليست شفرة الشعر، بل شفرة الإيمان. والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا. ألا أخبرك بشيء يثبت لك ذلك؟ “أنشروا السلام بينكم.”

وذكر أن النبي محمد حذر أيضًا من الفرقة والفتنة، فقال: «اقرؤوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم». ولكن إذا كنت لا توافق، فتوقف. وأضاف: “وكأنه صلى الله عليه وسلم يفضل التوقف عن تلاوة القرآن التي ترتبط بأجره ومكانته العظيمة عند الله، إذا كانت هذه التلاوة تؤدي إلى الخلاف واختلاف القراءات والتأويلات”.

وأضاف: “يجب الاعتراف بأننا نعيش أزمة حقيقية يدفع المسلمون أينما كانوا ثمناً باهظاً لها، وأنه لا سبيل لمواجهة التحديات الراهنة والأزمات المتلاحقة إلا من خلال الوحدة الإسلامية”. -يفتح قنوات التواصل بين جميع أجزاء الأمة الإسلامية دون إقصاء لأي طرف مع احترام شؤون الدول وحدودها وسيادتها وأراضيها.

انطلقت صباح اليوم فعاليات مؤتمر الحوار الإسلامي – الإسلامي تحت شعار “أمة واحدة ومصير مشترك”. ويقام تحت رعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وينظمه الأزهر الشريف والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمملكة البحرين ومجلس حكماء المسلمين. ويشارك في المؤتمر أكثر من 400 شخصية من مختلف أنحاء العالم من علماء وقيادات ومراجع ومفكرين ومثقفين مسلمين.

ويأتي هذا المؤتمر استجابة للدعوة التي أطلقها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف خلال منتدى البحرين للحوار في نوفمبر 2022م لتعزيز الشأن الإسلامي ووحدة المسلمين.

ومن المقرر أن يلتقي شيخ الأزهر، على هامش زيارته لمملكة البحرين، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وعدداً من المسؤولين والأكاديميين البحرينيين المشاركين في المؤتمر. بهدف تعزيز التعاون الإسلامي واتخاذ خطوات فعالة نحو توحيد الأمة وتحقيق التقارب بين المؤسسات والعلماء من المذاهب الإسلامية المختلفة.


شارك