مجلس النواب يبدأ مناقشة تعديلات قانون التعليم

اطلع النائب سامي هاشم رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي في مجلس النواب على تقرير اللجنة المشتركة بشأن تعديل قانون التعليم المقدم من الحكومة.
شكر هاشم رئيس مجلس النواب، المستشار الدكتور حنفي جبالي، وأكد أن اللجنة، بجميع أعضائها، على ثقة بأن الأحكام التي أقرتها لا تخالف الدستور، حيث يرأس المجلس المستشار الدكتور، الرئيس السابق للمحكمة الدستورية. وقال: “أرجو أن نطمئن زملائنا النواب بأن كل كلمة في مشروع القانون تتوافق مع أحكام الدستور”.
كما شكر وزير شؤون مجلس النواب، محمود فوزي، قائلاً: “لقد صبر معنا لمدة 22 ساعة دون مغادرة الجلسة. وكان يردّ باستمرار على الاستفسارات ويتفاعل مع النواب بلباقة ودبلوماسية”. كما شكر وزير التعليم والتدريب الفني، محمد عبد اللطيف، على استجابته الدائمة. وأضاف: “كل تعديل طلبناه يعكس وجهة نظر اللجنة والبرلمان. وأنا أؤيدهما. وأشكره على تعاونه ليحقق القانون أهدافه”. كما شكر المستشار القانوني لرئيس مجلس النواب، محمد عبد العليم كفافي.
قال إن الصيغة النهائية مثالية. امتحانات الثانوية العامة لم تتغير، فلا داعي للخوف. شروطها ولوائحها لم تتغير، وقد تم توسيعها لتشمل نظام الثانوية العامة المصري، ما يتيح للطلاب الاختيار. يوجد الآن نظامان يؤهلان للقبول الجامعي، ولا فرق بينهما إلا في اختيار الطالب. وأضاف: “نطالب الحكومة بتهيئة كافة الظروف اللازمة للتنفيذ بما يرضي الطلبة وأولياء الأمور”.
وأوضح أن فلسفة صياغة القانون ترتكز على أحكام الدستور الذي يؤكد حق جميع المواطنين في التعليم، ويهدف إلى بناء الشخصية المصرية، والحفاظ على الهوية الوطنية، وترسيخ الفكر العلمي، وتنمية المواهب، وتشجيع الابتكار، وترسيخ القيم الثقافية والروحية، وترسيخ مفاهيم المواطنة والتسامح وعدم التمييز. وتلتزم الدولة بإدماج هذه الأهداف في مناهجها وأساليب تدريسها، وتقديمها وفقًا لمعايير الجودة العالمية. ويمتد التعليم الإلزامي حتى إتمام المرحلة الثانوية أو ما يعادلها.
وأشار إلى أن المادة 20 تنص على أن “الدولة ملزمة بتعزيز وتطوير وتوسيع التعليم والتدريب التقني والمهني بمختلف أنواعه، وفقاً لمعايير الجودة العالمية وبما يلبي احتياجات سوق العمل”.
وأوضح أن المادة ٢٢ تنص على أن “المعلمين وأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم هم الركيزة الأساسية للتعليم، وتكفل الدولة تنمية كفاءاتهم العلمية ومهاراتهم المهنية، وحماية حقوقهم المادية والمعنوية، بما يضمن جودة التعليم وتحقيق أهدافه”.
وتنص المادة 24 من الدستور على أن “اللغة العربية والتربية الدينية والتاريخ الوطني مواد أساسية في التعليم قبل الجامعي العام والخاص في جميع مراحله، وأن تسعى الجامعات إلى تعليم حقوق الإنسان والقيم وأخلاقيات المهنة في مختلف التخصصات الأكاديمية”.
قال هاشم: “حددت الخطة الاستراتيجية للتنمية المستدامة، رؤية مصر 2030، أهدافًا استراتيجية للتعليم، تتمثل في توفير التعليم لجميع الطلاب دون تمييز (إمكانية الوصول)، وتحسين جودة النظام التعليمي ومخرجاته بما يتماشى مع النظم العالمية، وزيادة تنافسية التعليم”.
وأكد أن التوسع الكمي لخدمات النظام التعليمي شرطٌ أساسي لتحقيق أهدافه. إلا أن هذا وحده لا يكفي، إذ يتطلب تحسين جودة الخدمات، لا سيما وأن التجربة أثبتت أن الفجوة بين العرض والطلب في سوق العمل ليست كمية بقدر ما هي نوعية. لذا، من الضروري والمُلِح التركيز على تحسين جودة العملية التعليمية بجميع مكوناتها، بما في ذلك مواصلة تطوير التعليم الثانوي، وخاصة التعليم الثانوي العام، من حيث المناهج وطرق الامتحانات. ذلك أن طلاب هذه المرحلة يفتقرون إلى المؤهلات اللازمة للمنافسة في سوق العمل العالمي اليوم. لذلك، لا بد من تطوير نظام جديد لهذه المرحلة ليحل محل النظام الحالي، الذي وُضِع قبل ما يقرب من 30 عامًا – وهي فترة طويلة جدًا مقارنةً بالتطور السريع والمذهل لأساليب التدريس والتعلم الحديثة – ولتنمية الشخصية اللازمة لمواجهة تحديات هذا العصر وتحقيق أهداف الحكومة وسياساتها المنصوص عليها في استراتيجية التنمية المستدامة 2030 لتحقيق النمو الاقتصادي المنشود. علاوة على ذلك، لا بد من توفير القوى العاملة الماهرة والموهوبة لتحقيق الخطط الطموحة للتنمية الاقتصادية المصرية في العقود المقبلة.