كيف تحافظ على صحتك النفسية دون مجهود؟

أصبح الحفاظ على الصحة النفسية تحديًا كبيرًا في الآونة الأخيرة، إذ تتعدد العوامل المسببة للتوتر والقلق باستمرار. وتشمل هذه العوامل نمط الحياة السريع الذي يتطلب ساعات عمل أطول وجهدًا أكبر لكسب المزيد من المال، بالإضافة إلى الطفرة التكنولوجية التي أدت إلى انتشار كم هائل من المعلومات السلبية أو المغلوطة، فضلًا عن المقارنات السلبية التي تُولّدها، مما يؤدي إلى مزيد من الصراع النفسي.
ولمواجهة كل هذه التحديات، أصبح من الضروري تطوير استراتيجيات واعية لتحسين الصحة العقلية حتى يتمكن الناس من الاستمرار في مواجهة جميع التحديات الحالية والمستقبلية.
في التقرير التالي، تستعرض الشروق سبع طرق بسيطة لتحسين الصحة النفسية. وحسب موقع “سايكولوجي توداي” الأمريكي، تُعرّف الصحة النفسية بأنها خلو الجسم من الاضطرابات النفسية وامتلاكه صفات عاطفية إيجابية.
1- افعل ما تحب
تتميز الحياة اليومية للإنسان بالعديد من المهام والأنشطة الضرورية للصحة البدنية. وهذا يُسهم في إفراز كميات متزايدة من الدوبامين والأوكسيتوسين في الدماغ، مما يُعزز الصحة النفسية ويزيد من القدرة على العمل.
ومن الضروري أيضاً ممارسة أي نشاط يحبه الإنسان، بشرط أن يخصص وقت محدد لذلك النشاط، سواء يومياً أو على الأقل في نهاية الأسبوع.
2- التفاعل بذكاء مع التكنولوجيا.
لا يمكن لأحد أن يتجاهل أهمية التكنولوجيا في الحياة وكيف أتاحت لنا الوصول إلى كمية هائلة من المعلومات في فترة قصيرة من الزمن وبأقل جهد، مما ساعدنا على إنجاز الكثير من العمل.
لكن التكنولوجيا، كأي شيء آخر، سلاح ذو حدين. فالاستخدام المفرط وغير المناسب قد يضر بالصحة النفسية من خلال سلوكيات معينة. لذلك، من المهم الاستفادة القصوى من التكنولوجيا لتعلم وتطوير المهارات الشخصية، وبالتالي تحسين الصحة النفسية.
3- كن لطيفًا مع نفسك
ينتقد بعض الناس أنفسهم بشدة وبإفراط بعد كل خطأ. هذا السلوك يسبب القلق والتوتر. لا يمكن تجنب الأخطاء إلا بالتوقف عن المحاولة. بدلًا من لوم أنفسنا بعد كل خطأ، يمكننا تحليل الوضع وتقييمه بوعي، ثم تطبيق استراتيجيات بناءة لاكتساب المهارات اللازمة، كالثقة بالنفس وتقبل الذات، وتجنب الأخطاء مستقبلًا.
4- الشكر على النعم
تقول الآية الكريمة: ﴿لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾. وهذا يعني أن شكر النعم مرتبط بزيادتها وتضاعفها. فإذا طبقنا هذا المبدأ وشكرنا الله تعالى على نعمه البسيطة، رزقنا نعمًا أعظم وأعظم.
في حين أن شكر الله على نعمه أمرٌ بديهي للكثيرين، إلا أنه لم يعد من السهل علينا ملاحظة الأشياء البسيطة التي تُسعدنا. ويتجلى هذا بشكل خاص في انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، والمقارنات السلبية، وتنامي ثقافة الاستهلاك التي تربط السعادة بامتلاك المزيد من الأشياء. كل هذه العوامل تُجبرنا على بذل جهدٍ لملاحظة اللحظات الإيجابية في يومنا وتوثيقها قبل النوم لتعزيز صحتنا النفسية.
5- تقييم الأحداث السلبية بشكل إيجابي.
نتعرض طوال يومنا لمواقف عديدة، إيجابية وسلبية. النظر إلى المواقف السلبية بنظرة إيجابية من أهم المهارات التي نحتاج إلى تطويرها لتحسين صحتنا العقلية والنفسية. نكتسب هذه المهارة بالوعي والتدريب والممارسة.
يمكن تعلم هذه المهارة من خلال بناء القدرة على تقييم الأحداث السلبية بشكل إيجابي حتى تتمكن من التمتع بالصحة العقلية.
6- النشاط البدني
النشاط البدني ليس مفيدًا لصحتك البدنية ولياقتك فحسب، بل ثبت أيضًا أنه يُحسّن صحتك النفسية. فهو يعزز ثقتك بنفسك، ويساعدك على تحديد الأهداف أو مواجهة التحديات وتحقيقها، ويؤدي إلى تغيرات كيميائية في الدماغ تؤثر إيجابًا على مزاجك.
7- حدد أهدافك
للسعي وراء الأهداف أثر إيجابي على الصحة النفسية. يقول الباحثون إن السعي لتحقيق أهداف هادفة يُعزز الشعور بالهدف. وعندما نحققها، يُساعدنا ذلك على تلبية احتياجات مهمة كالكفاءة والاستقلالية والتواصل، مما يُعزز بدوره الصحة النفسية.