إعلام عبري يهاجم وزارة التعليم الإسرائيلية لاتهامها مصر بالتسبب في حرب 6 أكتوبر

نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالا للكاتب أوري بار يوسف يهاجم فيه وزارة التعليم الإسرائيلية، ويتهمها بتشويه التاريخ والرقابة وإسكات الآراء.

ونفت الصحيفة العبرية مسؤولية مصر عن حرب أكتوبر. هذا هو الاسم العبري لحرب السادس من أكتوبر 1973، والتي، حسب وزارة التعليم الإسرائيلية، كانت بسبب القاهرة وليس بسبب الاحتلال الإسرائيلي لشبه جزيرة سيناء.

وكانت تعليمات سابقة من وزارة التعليم الإسرائيلية تشير إلى أن مصر كانت المسؤولة الوحيدة عن اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 1973. وتجاهل هذا القرار دور الاحتلال الإسرائيلي لشبه جزيرة سيناء باعتباره السبب الرئيسي للحرب.

وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن هذه التغييرات في المناهج الدراسية تمت بقيادة وزير التعليم يوآف كيش، المقرب من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.

وبحسب تحقيق صحافي نشرته صحيفة هآرتس العبرية، فإن تعليمات لجنة تطوير مناهج التاريخ تحظر على طلاب المدارس الثانوية الإجابة عن أن إسرائيل رفضت مبادرات السلام المصرية قبل الحرب. وبدلاً من ذلك، سيتم إدخال تعديلات تنص على أن الحرب اندلعت لأن “مصر أصرت على انسحاب إسرائيل من سيناء”، وليس لأن إسرائيل رفضت الانسحاب من الأراضي المحتلة.

وقالت أورنا كاتس أتار، المحاضرة في الدراسات التاريخية بوزارة التعليم الإسرائيلية، “لن نقبل إجابات تزعم أن إسرائيل رفضت عرض السلام المصري”.

وتستند هذه التغييرات التي تريد وزارة التعليم الإسرائيلية إجراؤها إلى ادعاء المؤرخ يوآف جيلبر، الذي زعم في كتابه “راحاف” الصادر عام 2021، أن مصر لم تستجب لمقترحات السلام، متجاهلاً وثائق وأبحاثاً أخرى تظهر أن إسرائيل، بقيادة رئيسة وزراء الاحتلال آنذاك جولدا مائير، رفضت مبادرات السلام المصرية.

وكشفت صحيفة “هآرتس” أن هذه التغييرات تهدف إلى تعزيز صورة إسرائيل باعتبارها “الضحية الأبدية” وتجاهل أي تحليل نقدي لأسباب الحرب. وأشارت إلى أن هذه الخطوة تأتي في ظل محاولات رئيس الوزراء نتنياهو ووزير التعليم كيش تغيير الرواية التاريخية، ليس فقط من أجل صياغة المستقبل، بل وإعادة كتابة الماضي.