علي جمعة يكشف: كيف غير الخديوي إسماعيل التوقيت الهجري وتأثيره على الصيام في رمضان

منذ 5 شهور
علي جمعة يكشف: كيف غير الخديوي إسماعيل التوقيت الهجري وتأثيره على الصيام في رمضان

دكتور. أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، السبب الذي يجعل الكثير من المسلمين يجدون صعوبة في التكيف مع تغير الزمن ويشعرون باختلال في أجسامهم أثناء الصيام في شهر رمضان.

وتساءل المفتي السابق: نحن في شهر شعبان ونستعد لشهر رمضان. ثم انتقل جمعة إلى سؤال مهم يتعلق بالتقويم الهجري الذي ألغي واستبدل بالتقويم الميلادي. وقال إن شهر رمضان يعيد المسلمين إلى التوقيت الذي يوافق الشريعة الإسلامية الغراء والتقويم الصحيح لقياس الليل والنهار. وأضاف: “لكننا لا نشعر بذلك، بل ربما العكس، إذ نعيش أحد عشر شهراً، آخذين في الاعتبار أن الليل والنهار وحدة من 24 ساعة، وأن هذه الوحدة تنتهي عند الساعة 12 ظهراً، بحيث تعتبر الساعات التالية صباح اليوم الجديد، حتى وإن كان الليل لا يزال معلقاً فوق رؤوسنا”.

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أن هذا التغيير بدأ على يد الخديوي إسماعيل، الذي غير نمط حياة الشعب المصري، وغيّر روتينه اليومي، واستبدل التقويم الهجري بالميلادي، والساعة العربية بالساعة الأوروبية. لقد تغيرت الموضة وأسلوب الحياة أيضًا.

وأضاف جمعة عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “في السابق كانت ساعاتنا تحسب بعد غروب الشمس حسب أوقات العبادة”. “وحدد نصف الليل بالنداء للمغرب في الساعة الثانية عشرة، ثم حسبت الساعات: الساعة الأولى من الليل، ثم الثانية، ثم الثالثة، وهكذا”، وبذلك فهم الناس بسهولة قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري: “من راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة”. “فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة واستمعت الذكر.”

وكان الناس يدركون أهمية “الساعة الأولى” و”الساعة الثانية” لأنهم كانوا يعيشون وفق هذا النظام الزمني.

وأضاف: “لكن الوضع تغير في عهد الخديوي إسماعيل، حيث أصبحت الظهيرة تشير إلى الثانية عشرة”، ومن المعروف أن اليوم لا يحدد بـ24 ساعة بالضبط، بل يختلف باختلاف يوم السنة. وقد تكون 24 ساعة و17 دقيقة أو 24 ساعة ناقص 17 دقيقة، مما يؤدي إلى اختلاف أوقات أذان الظهر بالنسبة لنا، حيث أن الأذان قد يكون أحياناً في الساعة 11:35 صباحاً وأحياناً في الساعة 12:07 ظهراً بسبب هذه الدقائق الإضافية أو المفقودة، والتي تتغير على مدار العام.

وأشار سماحته المفتي السابق إلى أن المسلمين في الماضي كيفوا حياتهم بنظام يتوافق مع الدين، وبالتالي كان من السهل تطبيقه دون صراع أو اضطرابات. ولم يشعروا بالضيق أو تفويت الصلاة، إذ كانوا ينامون بعد العشاء ويستيقظون قبل الفجر. وكانوا مدركين لأهمية “الثلث الأخير من الليل”، الوقت الذي يستجيب فيه الله للدعاء، وكان هناك انسجام تام بين حياتهم وتعاليم الدين.

دكتور. وأكد علي جمعة أن هذه التغيرات في عهد الخديوي إسماعيل مثلت نقطة تحول في تاريخنا، إذ اختفت ملامح العصور القديمة التي كانت تساهم في فهم النصوص الدينية ومواكبة الحضارة الإسلامية.

إلا أن صيام شهر رمضان يعيد هذا النمط القديم إلى المسلمين، فيفرض نفسه طيلة الشهر، ويسبب ارتباكاً لدى كثير من المسلمين فيما يتعلق بالنوم واليقظة، والعمل والراحة. ولكن رمضان لا يقلب كل شيء رأساً على عقب، بل يعيده إلى مكانه الصحيح.

يقول جمعة إن أول ما يفعله المسلم للاستعداد لشهر رمضان هو التكيف مع نظامه قبل أن يبدأ. ولا يتأتى ذلك إلا بالصيام والسحور، فهما يساعدان على التأقلم مع هذا التغيير تدريجياً. كما أن الجهاز العصبي للإنسان لا يستطيع التكيف مع نمط جديد بشكل فوري، بل يجب تدريبه تدريجيا حتى ينتقل من نظام النوم والنشاط والراحة المعتاد إلى نظام رمضان. يحاول الكثير من المسلمين التكيف مع شهر رمضان في الأيام الأولى من باب الحماس الديني، ولكن سرعان ما يجدون أنفسهم يواجهون صعوبة في إكماله لأنهم لم يستعدوا له بالشكل المناسب.

وهنا حيث الدكتور. وختم علي جمعة حديثه بأن اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم والإكثار من صيام شهر شعبان يساعد المسلم على الاستعداد لصيام شهر رمضان. وهذا يساعده على الاستعداد للصيام في شهر رمضان حتى لا يشعر بقسوته. وخاصة أن شهر شعبان يشبه رمضان من حيث المناخ وطول النهار. لذا فإن الصيام في هذا الشهر يعد وسيلة فعالة للتمرين والاستعداد لهذا الشهر المهم.

اقرأ أيضا:

بعد اتهام قارئ بالحنث بوعده في جنازة بالمنطقة الشرقية.. هل يجوز شرعاً قراءة القرآن مقابل أجر؟

ومنها “لا وفيات من شعبان إلى شعبان”.. 10 أحاديث عامة عن شهر شعبان لم يقلها النبي صلى الله عليه وسلم


شارك