شهادات سجن صيدنايا.. معتقل ناج يروي لحظات مأساوية لقتل أخيه أمام عينه من شدة التعذيب

وأضاف محمد: “في البداية قالت: مستحيل أن تتكلم معه، لتهدئتي. ماذا يمكنني أن أقول عن ذلك؟ لا تذهب أبعد من “كيف حالك؟” … كيف حالك؟ … أحضر لي بعض الملابس.”
وتابع: “ولما انتهت الزيارة وخرجت، جاءني أحدهم وقال: تعال يا ابن هذا الأحمق”. جاء أحدهم، وكان مثل رجل عصابة، وكان معه حوالي عشرة أشخاص. سأل الأول عن أخي الذي كان ملقى على الأرض: “ما هذا؟” أجاب: “هو قول أمام أهله أنه مصاب بمرضين”، قال: “آه… لا ينبغي لنا”. لا تعطيه جهازاً صناعياً، أعطيه تهوية”.
وتابع: “وضعوا أخي على ظهره وبدأ بالقفز ثم سقط على رقبته. لا أستطيع أن أنسى صوت لهثه وهو يلتقط أنفاسه بين خطوة وأخرى. وظل حارس السجن يقفز ويسأله: هل تتنفس؟ فأجاب أخي: شخص مكسور في عظامه يعاني صدره من مشكلة في الرئتين”. وأخذ يلهث، وبدأ ينزف، فقال أحدهم: “ابن هذا الأحمق أعطاني دماً”.
وأضاف محمد: “وكنت لا أزال في وضع السجود. وضع أحدهم قدمه على رأسي، وكلما تحدثوا عن شيء ما، كان يدوس عليّ بحذائه أكثر ويقول: “استعدي”. “”إنه دورك”.” ماذا يمكن أن يفعل الناس في لحظة كهذه؟ “يا رب هذا قرارك فينا وأنا راضٍ عنه”.
وتابع: “وأخيراً جاء شخص يبدو أنه أعلى مرتبة من الحاضرين وسأل عن أخي: ما هذا؟ فأجابه أحدهم: هذا سمين، فقال: هيا”. “، خذوه، وتهامسو فيّ قليلاً، ثم قال: “هذا خده أيضاً”.
-الشهادة الثامنة.. نكسر له عظام صدره يتحمل الرئتين فيها مشكلة
حدث هذا قبل أن ولم يبق في السجن تسعة أشهر أو ربما أربعة، عندما ناموا اسمي للزيارة الكذا، بدك تاخد من تبعية أمك؟
وأضاف: “يصاحب هذا الكلام المؤيد للضرب والركل حتى نصل إلى البار الحلاقة حيث نتخذ الوضعية “جاثياً” غرفة النوم والكنزات لا تغطي عنواننا، وهنا يدخل السجانون فيتسلوا فينا: “منبطحاً جاثياً”، لذلك يدوسون فوقنا ويرفسوننا ويضربوننا بالأنبوب الذي يسمونه الأخضر الإبراهيمي، فيما الحلاق يتسلى هو الآخر بضرب “استخدم ماكينة الحلاقة”.
وتابعت: “كانت كنزتي تكتشف بعض النظرات، وانت تدخلي إلى الصالون لاحظت وجود شخص في وسط الغرفة كان شديد النحافة، مجرد جلد وعظم، كان أخي الصغير أحمد المدل في أصغرنا، كنت أعرفه لكن هزالته شككتني، فدعوت الله ألا يكون هو، فيما يتعلق بالإنسان بالأمل كان الضيوف عندما أخذوا يئين تأكدت أنها أخيقة”.
واستكمل: “كان وجهي إلى الحائط فناداني الحلاق السجان حلق بعض شعري وترك قسماً آخر، وجانباً من الشرابي وترك الطرف الثاني، كان يتسلى كانت عيناي مغمضتين طبعاً، فتحت أبواب سيضربك بالماكينة عليهما، بعد انتهاء ركلني بالعودة إلى مكاني، أثناء ذلك كان يسأل زملاءه: هاد الحيوان اللي متسطح بالنص ليش جبته؟ بالزبالة”.
وأضاف: “وصل الزائرون إلى الجناح الفرعي فأخذ السجانون يذيعون أسماءنا للانتقال إليها دخل أحدهم اسم أخي، فلم من أحد، قال له آخر: “ليكون هاد الحيوان اللي بنص الغرفة؟”، أهملوا الأمر، وبعد قليل نادوا اسمي وانتبهوا إلى التشابه الكنية واسم الأب”. فسألني السجان: “أخوك هادا؟! تعا شيله”.
وتابع: “هرعت إلى أخي بلهفة كي أحضنه، أضمه، أحميه بجسمي، لا أعرف، لوجوده على ظهره، ولكن جسماني كان هزيلاً جداً إلا أن وزنه كان بصراحة، قال لي: يا أخي أنا تعبان، لم أدر ما أقول كي أشجعه في هذا المكان فقلت: “معليش.. بيعين الله”، تركتني أصلاً إلى باب الغرفة الزيارة وهم يستهزئون ويضربوني ويضربوه، عندما وصلت قال أحد: “زته هون”، أن تزيله أرضًا لفترة طويلة ألمسه فيها”.
أتمنى دف محمد: “أدخلوه إلى القاعة، وسوف أكمل الرواية نقلاً عن”. والدتي وشقيقتي اللتين كانتا في الزيارة، حمله بزوجتين من السجانين أو جراه، وكي تابعت وألصقا جسده بالشبك وأسنده أحدهم بيده من كلمات أخرى: “ليكي ليكي هادا الشب كيف أهله بدن زاروه؟!!. فنظرت إليه أمي: “إي والله خطي، هادا كيف أمه رح تتحمل تشوفه، كلمات أخرى: “هادا ابنك!”.
وأضاف محمد: “في البداية قالت: اصلاً تكلمت ولم تتمكن من الكلام، فأخرجوه ورموه وقالوا لي: “صار دورك بالزيارة”، دخلت محاولاً الدَعاء، ماذا أقول أساساً على يميني سجان ويساري؟ آخر، وورائي ثالث، وبينه وبين الغربة، واثنان مع أهلي، كان الحديث لا يمكن أن يتجاوز “كيفكن؟… شلونكن؟… جيبولي تياب”.
وتابع: “حين الحضور وخرجت بادرني قائلا: “تعا لهون أنت يا ابن الكذا”، اقتربت فأمرني بالسجود، أتى أحد، كان مثل رجل عصابة، ومعه حوالي العشرة، فسأل عن الأول أخي الملقي أرضاً: “شو “هاد؟” فأجاب: “هاد مثل قدام أهله إنه مرضان”، فقال: “إي… منعمله اصطناعية”.
واستكمل: “مددوا أخي على ظهره، وصار هذا الأخير يقفز ثم يهبط على رقبته، يستحيل أن يغيب عن خاطري صوت شقته ويعطي نفساً بين الدسة والأخرى، فيما يستمر السجان في بوب وهو يسأله: “عم تتنفس؟!” فيجيب أخي: “لا”، فيقول: “إي منكسر له عضام صدره، بيجوز الرئتين فيها مشكلة”، وصاروا يتقافزون عليه ويركلونه، لم أتكلم، كان فقط يأتي الآهات وشهقات النفس، وبعدما أصبح ينزف قال أحد: “ليك ابن الكذا عباني دم”.
وأضاف محمد: “كنت لا إزالة في وضعية السجود، أحدهم يضع قدمه على رأسي، أخيرًا تكلموا شيئًا يدعسني أكثر ببوطه، ويقول: “جهز حالك. هلق دورك”، في هذه اللحظة كهذه ماذا سيفعل المرء؟ “يا رب هذا حكمك فينا وأنا راض به”.
أتابع: شو هاد؟ ثم قال: وهاد كمان خده مرجعه، فأعادوني إلى مهجعي».