معاون وزير السياحة والآثار تشارك في مؤتمر التعاون السياحي والثقافي الصيني العربي

• ريهام سمير: اهتمام كبير بترويج السياحة الوافدة إلى مصر من السوق الصينية.
تشارك الدكتورة ريهام سمير نائب وزير السياحة والآثار بوزارة الخارجية في المؤتمر الصيني العربي للتعاون السياحي والثقافي الذي يعقد في جمهورية الصين الشعبية خلال الفترة من 15 إلى 24 سبتمبر الجاري.
ويأتي ذلك في إطار اهتمام وزارة السياحة والآثار بتبادل الخبرات حول أحدث التطورات والاتجاهات الحديثة في القطاع السياحي والثقافي.
ويشارك في المؤتمر الذي ينظمه المركز الصيني العربي لدراسات التعاون الثقافي والسياحي في جامعة الدراسات الدولية في بكين بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة الصينية، عدد من المسؤولين والخبراء السياحيين والثقافيين من الدول العربية.
تأتي المشاركة في إطار جهود الوزارة لتعزيز التعاون مع الصين، لا سيما في ظل الاهتمام بترويج السياحة الصينية في مصر. ويهدف المؤتمر إلى بناء جسور الحوار والتبادل الثقافي بين الصين والدول العربية، ووضع استراتيجيات مشتركة، وتكثيف التعاون في هذا المجال.
انطلقت فعاليات المؤتمر بزيارة إلى مدينة شنتشن بمقاطعة غوانغدونغ جنوب الصين، حيث عُقدت ورشة عمل للمشاركين. وألقت ريهام سمير، ممثلة الدول العربية، كلمة الافتتاح، مؤكدةً أن هذا المؤتمر ليس مجرد فعالية رسمية، بل هو استمرار لرحلة تاريخية طويلة من التقارب والتبادل الثقافي بين العالم العربي وجمهورية الصين الشعبية، تمتد جذورها إلى قرون عبر طريق الحرير.
وأضافت أن التاريخ المشترك والروابط الإنسانية التي تجمع العالم العربي والصين تتجاوز الحواجز والمسافات. وأصبحت السياحة والثقافة ركيزتين أساسيتين في مواجهة التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم حاليًا. فهما تمثلان لغة إنسانية، وجسرًا للتفاهم والتقارب بين الشعوب، وتعزيزًا للشراكات المستدامة، وطريقًا نحو مستقبل أفضل وأكثر تعاونًا.
أعربت سمير عن أملها في أن يُمثل هذا المؤتمر انطلاقةً جديدةً لتعزيز التعاون العربي الصيني في مجال السياحة والثقافة. وسيُركز على تبادل الخبرات والاستفادة من تجربة الصين الرائدة في التكنولوجيا والابتكار لدعم صناعة السياحة وتطوير آليات التبادل الثقافي، بما يضمن تطوير صناعة سياحة مستدامة تحترم التراث وتراعي متطلبات التنمية الحديثة.
شملت أنشطة شنجن أيضًا جولات سياحية إلى أهم المواقع الأثرية والسياحية في المدينة، بالإضافة إلى المتاحف. كما تمت زيارة العديد من الشركات الكبرى المتخصصة في استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع الضيافة، والمتاحف، وشاشات العرض ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى متجر “مستقبل عصر الروبوتات”. وكان الهدف من هذه الزيارات هو الاطلاع على آليات استخدام التقنيات الحديثة والرقمية، لا سيما في مجالات حفظ وحماية التراث الثقافي، ودمج التراث والابتكار.
انتقل المؤتمر بعد ذلك إلى العاصمة الصينية بكين، بحضور فاو جينغ، نائب وزير الثقافة والسياحة الصيني، وعدد من المسؤولين والخبراء من وزارتي السياحة والثقافة في الصين والدول العربية المشاركة، بالإضافة إلى ممثلي سفارات هذه الدول والأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
ألقت ريهام سمير، ممثلة جمهورية مصر العربية، كلمةً خلال الجلسة الافتتاحية، أعربت فيها عن فخرها بالمشاركة في المؤتمر، ونوهت بنمو السياحة في مصر عام ٢٠٢٤، حيث من المتوقع أن يصل عدد السياح إلى ١٥.٨ مليون سائح، بزيادة قدرها ٦٪ عن عام ٢٠٢٣.
كما استعرضت الركائز الأساسية لاستراتيجية الوزارة الحالية للنهوض بقطاع السياحة والآثار، والتي تشمل تنويع المنتج السياحي، وإشراك المجتمعات المحلية في الأنشطة السياحية، وحماية التراث الثقافي وصونه، ورفع الوعي العام بأهمية السياحة، وتحسين التكامل بين السياحة والثقافة، ودعم التحول الرقمي، وتعزيز الشراكات الدولية والإقليمية، وخاصة مع القطاع الخاص.
كما تطرقت إلى عمق العلاقات المصرية الصينية، التي شهدت نمواً خلال السنوات الأخيرة في مختلف المجالات، لا سيما السياحة والحفاظ على التراث الثقافي والأثري.
وأوضحت أن السياحة الصينية إلى مصر شهدت زيادة كبيرة بفضل تسهيل إجراءات الحصول على تأشيرات الدخول في الموانئ المصرية وزيادة عدد الرحلات الجوية بين البلدين.
وأشارت أيضاً إلى نجاح المعارض الأثرية في الخارج، وخاصة معرض “قمة الهرم: الحضارة المصرية القديمة” في شنغهاي، والذي يعكس عمق العلاقات بين البلدين، ويتيح للجمهور الصيني فرصة التعرف بشكل أعمق على أسرار الحضارة المصرية.
وحثت بشدة كافة المشاركين على زيارة مصر، خاصة مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير في نوفمبر المقبل.
خلال الجلسة الافتتاحية، تحدث هوانغ هي، نائب مدير متحف شنغهاي الوطني، عن أهمية دمج الثقافة والسياحة، مسلطًا الضوء على تجربة ناجحة في هذا الصدد، ألا وهي النجاح غير المسبوق والبارز لمعرض “فوق الهرم: الحضارة المصرية القديمة” الذي أقيم في متحف شنغهاي. وكان هذا أول تعاون بين متحف حكومي صيني والجانب المصري الرسمي، ممثلًا بالمجلس الأعلى للآثار. وأكد على أهمية هذا المعرض والإقبال الكبير عليه، مما يعكس مدى اهتمام الشعب الصيني وشغفه بالحضارة المصرية القديمة. وقد أثبت المعرض أنه من أعظم المعارض في تاريخ المتاحف الحديثة، سواء من حيث عدد الزوار أو حجم المبيعات أو مدى الوصول إليه عبر المنصات الرقمية.
عُقدت خلال المؤتمر حلقتا نقاش مستديرتان حول السياحة والثقافة. وشارك نائب وزير الخارجية في جلسة السياحة، حيث ناقش مسؤولو السياحة والثقافة من جمهورية الصين الشعبية وممثلو الدول العربية المشاركة التعاون القائم بين بلدانهم والصين، والوضع الراهن لعلاقاتهم في مجالي السياحة والثقافة، ومواضيع التبادل الثقافي الصيني العربي، والمنافع المتبادلة للحضارات، والتعاون السياحي الصيني العربي، وآفاق تطويره المستقبلية.
يُذكر أن هذا المؤتمر يُعقد لأول مرة، ويأتي تنفيذًا لمخرجات القمة الصينية العربية التي عُقدت في ديسمبر 2022، والاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي، واللذين ركزا على بناء مجتمع صيني عربي ذي مصير مشترك، في ضوء الشراكة الاستراتيجية بين الصين والدول العربية.
ويشارك في هذا المؤتمر إحدى عشرة دولة عربية أعضاء في جامعة الدول العربية، هي: مصر، السعودية، الأردن، الكويت، الإمارات العربية المتحدة، موريتانيا، سلطنة عمان، المغرب، الجزائر، تونس والبحرين، بالإضافة إلى ممثلين عن جامعة الدول العربية.