تحليل: نقص العمالة الماهرة وارتفاع الأسعار عقبات في برنامج الاستثمار الألماني للبنية التحتية

منذ 4 ساعات
تحليل: نقص العمالة الماهرة وارتفاع الأسعار عقبات في برنامج الاستثمار الألماني للبنية التحتية

يواجه برنامج الاستثمار في البنية التحتية الألماني، الذي تبلغ قيمته مليارات الدولارات، عقباتٍ كبيرة، أبرزها نقص العمالة الماهرة والارتفاع الحاد في التكاليف. هذا ما جاء في تحليلٍ أجراه معهد كولونيا للأبحاث الاقتصادية (IW Cologne) لوكالة الأنباء الألمانية (dpa).

خلص التحليل إلى أن قطاع البناء يحتاج إلى وقت لبناء قدرات إضافية، لا سيما في مجالي التخطيط والهندسة المدنية. وحذّر التحليل من أن زيادة الطلب في هذا المجال قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار، في حين تُشكّل إجراءات التخطيط وشراء المشاريع المطوّلة عائقًا إضافيًا.

أقرّ البوندستاغ الألماني قانونًا لإنشاء صندوق خاص ممول بالديون بقيمة 500 مليار يورو للبنية التحتية وحماية المناخ. ومن المقرر عرض القانون على البوندسرات للموافقة النهائية عليه يوم الجمعة. ويهدف الصندوق إلى تمويل استثمارات على مدى اثني عشر عامًا، تشمل تجديد الجسور وخطوط السكك الحديدية، وتوسيع شبكات الطاقة، والرقمنة. كما سيدعم المستشفيات، والبحث والتطوير، والمرافق الرياضية، ومشاريع البناء، والتعليم.

ومن إجمالي 500 مليار يورو، سيتدفق 100 مليار يورو إلى صندوق المناخ والانتقال التابع للحكومة الفيدرالية لمشاريع حماية المناخ، كما سيذهب 100 مليار يورو أخرى مباشرة إلى الولايات.

توقع التحليل أن يُؤدي الصندوق الخاص إلى زيادة كبيرة في الطلب على السلع والخدمات، لا سيما في قطاع البناء. وقد تؤدي الزيادة السريعة في الإنفاق إلى زيادات حادة في الأسعار، مما يُقلل بدوره من القيمة الفعلية للصندوق. وأشار التحليل إلى أن مشاريع النقل شهدت بالفعل زيادات كبيرة في الأسعار في السنوات الأخيرة.

أكد التحليل أن نقص العمالة الماهرة حادٌّ بشكل خاص في قطاع البناء، لا سيما في مجالات مثل الهندسة الكهربائية، وتركيب الأسقف، والهندسة المدنية في بناء الطرق والجسور. كما يوجد نقص في بناء السكك الحديدية، وكذلك في صفوف المهندسين والمخططين في مختلف التخصصات. ولمعالجة هذا النقص، يوصي التحليل باستقطاب العمالة الماهرة من الخارج أو توفير برامج تدريبية للعاطلين عن العمل.

أشار التقرير إلى أن تخطيط مشاريع البناء والموافقة عليها غالبًا ما يستغرق عقودًا بسبب الإجراءات المعقدة ومحدودية قدرات الجهات المعنية. لذا، أوصى التحليل بتبسيط إجراءات التخطيط، وشراء المشاريع، والإجراءات التنظيمية بشكل جذري، لتمكين إنجاز المهام بالقوى العاملة المتاحة. علاوة على ذلك، ينبغي تسريع وتيرة التحول الرقمي في قطاع التخطيط والبناء لزيادة الإنتاجية.


شارك