خبراء: خفض تكلفة التأمين على الديون المصرية يحسن تصنيفها الائتماني

منذ 2 ساعات
خبراء: خفض تكلفة التأمين على الديون المصرية يحسن تصنيفها الائتماني

• فؤاد: نافذة تمويل جيدة يمكن استخدامها لإعادة هيكلة استحقاقات الديون. • جنينة: مصر تستطيع إعادة تمويل ديونها الخارجية بمعدل سنوي 8%. • الشافعي: يزيد من قدرة الدولة على الاقتراض من الأسواق العالمية بدلاً من الاقتراض من المؤسسات المالية.

يرى العديد من الاقتصاديين والمحللين أن انخفاض تكلفة تأمين الدين المصري مؤشر جيد على حالة الاقتصاد المصري وقدرته على سداد ديونه الخارجية. وهذا يُرجّح رفع التصنيف الائتماني لمصر. ويؤكدون أن هذا الانخفاض يُسهم أيضًا في زيادة جاذبية الدين المصري وتسريع وتيرة الاستثمار، مما يُمكّن البلاد من الاقتراض بفعالية أكبر من الأسواق الدولية بدلًا من الاعتماد على المؤسسات المالية الدولية.

وانخفضت تكلفة التحوط في سندات الحكومة المصرية إلى 3.8 بالمئة، بحسب بيانات موقع السندات السيادية العالمية.

قال الخبير الاقتصادي محمد فؤاد إن انخفاض تكلفة التأمين على الديون المصرية يوفر لمصر نافذة تمويل جيدة يمكن استخدامها لإعادة هيكلة الديون المستحقة أو تمويل احتياجات الحكومة بتكلفة منخفضة نسبيا.

وأوضح أن هذه الفرصة كانت مشروطة لأنها مرتبطة بموجة عالمية من المخاطرة ولم تكن نتيجة لتحسينات هيكلية داخل الاقتصاد المصري، باستثناء التحسن الإيجابي في نمو التدفقات الداخلة.

وأضاف أن هذا التراجع لم يكن نتيجة عوامل داخلية فحسب، بل نتيجة تضافر عدة عوامل، أبرزها انخفاض أسعار الفائدة الأمريكية مع بدء سياسة التيسير النقدي في واشنطن. وهذا يدعم توجه المستثمرين نحو البحث عن عوائد أعلى في الأسواق الناشئة. وأضاف: “هذا يُقلل من شهيتهم للمخاطرة، مما يؤدي إلى زيادة تدفقات رأس المال. ونظرًا للفروقات الكبيرة في العائدات، تُصبح ديون الأسواق الناشئة جذابة، ومصر جزء من هذا النظام”.

وأضاف أنه بعد فترة من الإغلاق في عامي 2022 و2023، أعادت أسواق التمويل الدولية فتح أبوابها واستأنفت تمويل الديون السيادية. وأشار إلى أن هذا الانخفاض في تكاليف تأمين الديون يمثل اتجاهًا عالميًا، وقد انخفض أيضًا في العديد من الأسواق الناشئة الأخرى، بما في ذلك تركيا وباكستان. ولذلك، لم تقتصر هذه الظاهرة على مصر، على الرغم من استفادة البلاد بشكل عام من انتعاش التدفقات النقدية من مصادر أكثر تنوعًا، مثل الصادرات والسياحة وتحويلات المصريين في الخارج.

وأشار فؤاد إلى أن الحكومة المصرية تعتمد كليًا على هذه المساعدات المالية دون تطبيق إصلاحات داخلية، بما في ذلك تلك الرامية إلى خفض العجز الأولي، والدين الداخلي والخارجي، وزيادة الإنتاجية والصادرات. وهذا يُعرّضها لصدمة جديدة في حال انعكس الاتجاه العالمي.

أوضح هاني جنينة، رئيس قسم البحوث في شركة الأهلي فاروس لتداول الأوراق المالية، أن انخفاض تكلفة التحوط من مخاطر التخلف المصري عن سداد السندات الدولية إلى 3.8% يشير إلى ارتفاع احتمال رفع التصنيف الائتماني لمصر. وأضاف أن هذا يتزامن مع انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل خمس سنوات. ويمكن لمصر الآن إعادة تمويل ديونها الخارجية بتكلفة تقل قليلاً عن 8% سنويًا.

وأوضح جنينة أن هذه المؤشرات تعمل على زيادة وتيرة الاستثمار في الأسهم المصرية والأوراق المالية والسندات الحكومية، لأن انخفاض تكاليف التأمين يعني انخفاض تكاليف الاقتراض الخارجي وبالتالي تحسين الوصول إلى الأسواق، مما يؤدي بدوره إلى زيادة القدرة على الاقتراض من الأسواق الدولية وليس من المؤسسات المالية الدولية.

صرح مصطفى شفيع، رئيس قسم الأبحاث في شركة عرب أونلاين لتداول الأوراق المالية، بأن انخفاض تكلفة تأمين الديون المصرية إلى 380 نقطة أساس، أي 3.8%، يمثل انخفاضًا ملحوظًا عن التكاليف السابقة التي تجاوزت 5% في الأشهر الأخيرة. وأوضح أن هذا المؤشر إيجابي للغاية، وسيزيد من جاذبية السندات الحكومية المصرية، مما يسمح بالاعتماد بشكل أكبر على إصدارات الدين بدلًا من التمويل من المؤسسات المالية الدولية.

أوضح الشافعي أن انخفاض تكلفة تأمين الدين المصري مؤشر على قدرة الحكومة المصرية على خدمة ديونها الخارجية بشكل أفضل. وهذا مؤشر جيد على حالة الاقتصاد المصري وجاذبية الدين المصري في الخارج. علاوة على ذلك، يُعد مؤشرًا جيدًا جدًا لوكالات التصنيف الائتماني الدولية، ويساهم في تحسين الجدارة الائتمانية.


شارك