مع انطلاق الدراسة.. وصفة الأطباء لمواجهة عدوى البرد المنتشرة بين الطلاب

مع بدء العام الدراسي واكتظاظ الفصول الدراسية، يزداد تعرض الأطفال لنزلات البرد والالتهابات الفيروسية. وهذا يثير قلق العائلات التي تخشى انتشار العدوى على نطاق واسع وتأثيرها المحتمل على الأداء الأكاديمي لأطفالها.
في هذا التقرير تشرح الشروق كيف تحمي أطفالك من العدوى في المدرسة، بناء على تصريحات حصرية من خبراء ومتخصصين.
– أسباب الانتشار
أوضحت الدكتورة إيمان علي طلبة، أخصائية الحساسية والمناعة، أن نزلات البرد تُسببها فيروسات مثل فيروسات الإنفلونزا المختلفة، خاصةً مع بداية العام الدراسي وخلال فترات الازدحام. وتنتقل عبر الرذاذ الناتج عن العطس والسعال، أو عن طريق لمس الأسطح الملوثة.
وأوضحت أن انتشار العدوى يعود إلى عدة عوامل، منها الفيروسات، إذ تنتقل العدوى عادةً عبر فيروسات مختلفة، وخاصةً فيروسات الجهاز التنفسي، وكذلك من خلال التفاعل الاجتماعي في الأماكن المزدحمة. وتُشكل المدارس والمؤسسات التعليمية بيئة مثالية لانتشار العدوى نظرًا لقرب الطلاب من بعضهم البعض.
– طرق انتقال العدوى
وأضافت أن الفيروسات تنتشر عبر الرذاذ المنطلق عند العطس أو السعال، أو عن طريق لمس الأسطح الملوثة ثم لمس العينين أو الأنف أو الفم. كما أن تغيرات الطقس قد تزيد أحيانًا من خطر الإصابة بنزلة البرد.
– الأعراض الشائعة
يوضح الدكتور محمد عبد السلام، أخصائي الباطنة وأمراض الكلى، أن فيروسات البرد مثل الإنفلونزا، وفيروسات الأنف، والفيروسات الغدية، والفيروس المخلوي التنفسي، والفيروسات المعوية تنتشر بسرعة في المدارس.
ويضيف أن عوامل مثل تقلبات الطقس خلال النهار والليل، والاكتظاظ في الفصول الدراسية المغلقة، وضعف المناعة بسبب قلة النوم أو سوء التغذية، تؤدي إلى انتقال العدوى بشكل أسرع وأكثر تواترا.
وأوضح أن الأعراض الأكثر شيوعاً تشمل سيلان الأنف، والعطس، والسعال، والتهاب الحلق، والحمى المرتفعة، وفي بعض الحالات الإسهال المائي غير الدموي، وخاصة مع الفيروسات المعوية.
نصائح وإرشادات للتغلب على العدوى والوقاية منها
يتفق الأطباء على أن الوعي والالتزام بالإرشادات البسيطة كافٍ لاحتواء انتشار العدوى في المدارس. ويؤكدون على أن التعاون بين الأهل والمدرسة هو خط الدفاع الحقيقي ضد عدوى الأطفال. ويقدم الطبيبان محمد عبد السلام وإيمان طلبة عدة نصائح، يمكن تلخيصها فيما يلي:
-النظافة الشخصية
وتشمل هذه النصائح: غسل اليدين بشكل متكرر وشامل بالماء والصابون، وخاصة قبل تناول الطعام وبعد لمس الأسطح المشتركة، واستخدام منديل عند العطس أو السعال والتخلص منه على الفور.
بالإضافة إلى ذلك، تجنب لمس وجهك (العينين والأنف والفم) قدر الإمكان وحافظ على نظافة الأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر في المدرسة والمنزل.
-تقوية جهاز المناعة
من خلال: اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على الكثير من الفاكهة والخضروات، وخاصة فيتامين سي، والنوم الكافي (7-8 ساعات يوميا للأطفال والكبار)، وشرب كمية كافية من الماء والمشروبات الدافئة مثل الليمون مع العسل أو الحساء، وممارسة النشاط البدني بانتظام، حتى لو كانت مجرد أنشطة بسيطة.
البيئة ودور المدارس
من خلال تهوية الفصول الدراسية والمنازل بانتظام، وتجنب الحشود والاتصال الوثيق مع مرضى البرد قدر الإمكان، وعدم مشاركة الأغراض الشخصية مثل زجاجات المياه أو أدوات الأكل، وتعزيز الوعي في المدارس من خلال تعليم الأطفال آداب السعال والعطس المناسبة.
تحذيرات خطيرة
وحذر الطبيبان من الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية، وأكدا أن معظم نزلات البرد هي فيروسية بطبيعتها وبالتالي لا تحتاج إلى المضادات الحيوية.
وأكد طالبا أيضا خطورة إعطاء الأطفال الأسبرين لخفض الحرارة، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى مضاعفات خطيرة تسمى متلازمة راي.
اتفقوا على أن معظم حالات العدوى تتحسن خلال أسبوع. ومع ذلك، إذا استمرت الأعراض أو ساءت، يجب استشارة الطبيب لتحديد العلاج المناسب.