أميرة سليم تحيي سيرة سيد درويش فنان الشعب في برنامج أوبرا ريمكس

الحلقة الجديدة من “أوبرا ريمكس” التي تقدمها السوبرانو المصرية العالمية أميرة سليم، مخصصة لمسيرة سيد درويش، أيقونة الأغنية والمسرح الغنائي المصري ورائد النهضة الموسيقية الحديثة، الذي لا تزال ألحانه حية في قلوب الأجيال.
تتناول الحلقة طفولة سيد درويش في حي كوم الدكة الشعبي بالإسكندرية عام ١٨٩٢، ومسيرته الفنية في المقاهي والأفراح الشعبية قبل أن تبرز موهبته ويصبح صوتًا يخاطب الناس من مختلف الطبقات. كما تناولت الحلقة دراسته المبكرة للأناشيد والموشحات الدينية في المعهد الديني، حيث طوّر أذنًا موسيقية ثاقبة ساعدته لاحقًا على تطوير أسلوبه الفريد.
وأوضحت أميرة سليم أن رحلة درويش إلى بلاد الشام بين عامي 1909 و1914 كانت نقطة تحول حيث تعرف خلالها على الموسيقى الشرقية والغربية وفنون المسرح الغنائي والأوبرا، وهو ما انعكس لاحقاً في أعماله المسرحية والأوبرا.
نوقشت لاحقًا مساهمته في تطوير الأوبريت، الذي يجمع بين الغناء والتمثيل والرقص والموسيقى. قدّم أعمالًا تناولت مواضيع اجتماعية وسياسية بأسلوب بسيط وشعبي ولغة مألوفة، مثل “العشر نساء الصالحات” و”شهرزاد” و”الشعر المستعار”.
وأكدت أن سيد درويش لم يكن مجرد ملحن تقليدي، بل كان مصلحًا أعاد تشكيل الموسيقى المصرية من خلال إدخال آلات غربية جديدة وتطوير التوزيعات الموسيقية بالانسجام والتعدد الصوتي.
وتناولت المناقشة بعض ألحانه الوطنية الخالدة التي أصبحت أيقونات في الذاكرة المصرية، مثل أغنية “قوم يا مصري”، و”بلادي بلادي” التي أصبحت فيما بعد النشيد الوطني، وأغنية “سلمى يا سلامة” التي عبرت عن عودة سعد زغلول من المنفى.
وفي نهاية الحلقة، أكدت أميرة سليم أن الحديث عن سيد درويش ليس مجرد دعوة للعمل من أجل تاريخ الفن، بل هو تذكير بقيمة الإبداع في مواجهة التحديات ورسالة للأجيال الجديدة بأن الفن يمكن أن يكون الصوت الحقيقي للشعب، وذاكرتهم الجماعية، وجزء من حركتهم نحو التغيير.
يُذكر أن برنامج “أوبرا ريمكس” يتألف من ١٢ حلقة تُبث كل ثلاثاء. ويهدف إلى إعادة اكتشاف تاريخ الأوبرا والموسيقى العالمية والعربية بروح معاصرة، مُركزًا على أهم المحطات التي شكلت وعي الناس وأثرت في تطور الفنون.