المشاط: 136.3 مليار جنيه استثمارات كلية بقطاع الكهرباء والطاقة المتجددة في خطة 2025-2026
• تنفيذ ثلاثة مشاريع لزيادة القدرة على إنتاج الطاقة في إطار اتفاقية تبادل الديون مع الجانب الألماني باستثمارات إجمالية تبلغ 830 مليون جنيه مصري.
• مواصلة جهود الدولة لزيادة إمدادات الكهرباء إلى 99.8٪ على مستوى الولاية بحلول نهاية يونيو 2026.
• تعزيز دور مصر كمركز إقليمي للطاقة من خلال زيادة قدرة الربط الكهربائي إلى 3900 ميجاوات.
صرحت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، بأن خطة العام المالي 2025/2026 تستهدف إجمالي استثمارات في قطاعي الكهرباء والطاقة المتجددة بقيمة 136.3 مليار جنيه، مقارنةً باستثمارات مخططة تبلغ حوالي 72.6 مليار جنيه في العام المالي 2024/2025، واستثمارات فعلية تبلغ 95.8 مليار جنيه في العام المالي 2023/2024. وأوضحت أن الاستثمارات العامة تُمثل 73% من إجمالي استثمارات قطاع الكهرباء في العام المالي 2025/2026، مُقارنةً بنسبة 27% من الاستثمارات الخاصة، بينما تُمثل الشركات القابضة المتخصصة وقطاع الأعمال العام حوالي 45% من إجمالي الاستثمارات العامة المخططة.
أوضحت المشاط أن قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة مسؤول عن توفير الطاقة الكهربائية لجميع المستهلكين في مختلف قطاعات الإنتاج والاستهلاك، مما يُسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والارتقاء المستمر بمستوى الخدمة المقدمة للمواطنين. وتُعدّ الكهرباء ضرورةً ملحةً لتلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين، ولتشغيل جميع مشاريع التنمية، سواءً في الزراعة أو الصناعة أو التجارة أو الخدمات أو الإسكان، أو تنمية المجتمعات العمرانية والمناطق العمرانية الجديدة.
وأضافت أنه نظرًا لأهمية هذا القطاع وارتباطه الوثيق والمباشر بنمو الناتج المحلي الإجمالي، فقد أصبح من الشائع في الأدبيات الاقتصادية اعتبار استهلاك الفرد من الكهرباء أحد المعايير الأساسية لرفاهية المواطنين، وتطور الاقتصاد الوطني، وتنافسيته الدولية. كما أن فعالية القطاع في تحقيق أهدافه تعتمد على قدرته على تنويع مصادر الطاقة والاستفادة من الموارد المتجددة، وترشيد الاستخدام الكفؤ للمصادر التقليدية، والتخطيط السليم لمواجهة اتجاهات الطلب على الطاقة المستقبلية، مع التحسين المستمر لجودة الخدمة وتوافرها لجميع المواطنين والمناطق.
وفيما يتعلق برؤية تطوير القطاع، أوضحت المشاط أن أبعادها تكمن في تطوير الطاقة الكهربائية والنهوض بها، بهدف رفع كفاءتها ومواكبة التقدم التكنولوجي والمعرفي، بما يمهد الطريق لتوفير طاقة مستدامة وصديقة للبيئة لجميع المستخدمين بأسعار تنافسية، ويحسن جودة حياة المواطنين. وتهدف رؤية مصر 2030 إلى تمكين قطاع الكهرباء من تلبية احتياجات التنمية من موارد الطاقة، وتنظيم الاستخدام الكفؤ لمختلف المصادر – سواء التقليدية أو المتجددة – للمساهمة بفعالية في النمو الاقتصادي وتحسين النظام البيئي.
استعرضت وزارة التخطيط والتعاون الدولي مستهدفات قطاع الكهرباء في موازنة 2025/2026 في تقرير منشور.
سلط التقرير الضوء على الأهداف القطاعية الواردة في الخطة. وتدعو هذه الخطة إلى زيادة إنتاج قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة إلى 655.6 مليار جنيه مصري، على أن يرتفع تدريجيًا إلى 984.5 مليار جنيه مصري بحلول عام 2028/2029. ومن المتوقع أن يتراوح معدل النمو السنوي بين 15 و20%. ووفقًا للخطة، من المتوقع أن يصل إنتاج القطاع إلى حوالي 285 مليار جنيه مصري بحلول عام 2025/2026، وحوالي 430 مليار جنيه مصري بحلول عام 2028/2029. ومن المتوقع أن يتراوح معدل النمو السنوي بين 15 و20%.
أهم المشاريع التي سيتم تنفيذها
تناول التقرير المشاريع المدرجة في خطة 2025/2026، والتي اختيرت بناءً على توافقها مع التوجهات الاستراتيجية وأولويات التنمية للخطة، واعتمادها على المعايير والمحددات الواردة في دليل إعداد الخطة، والتي يجب مراعاتها لضمان الإدارة السليمة للاستثمارات العامة.
تُعد هذه المشاريع جزءًا من عدة برامج تهدف إلى مواصلة ضمان إمدادات الكهرباء وتحسين جودتها وضمان استدامتها. ويهدف هذا البرنامج إلى تحقيق إمدادات كهربائية شاملة لجميع التجمعات الحضرية والمناطق السكنية والأنشطة الاقتصادية، مع تحسين جودة الخدمة لضمان استدامتها وتعظيم العائد المتوقع. هذا بالإضافة إلى برنامج تحسين جودة خدمات الكهرباء (خدمات التوصيل والنقل والتوزيع). وتشمل المشاريع المستهدفة في هذا السياق استكمال نقل وتحويل المرافق الكهربائية المتعارضة مع مشاريع إنشاء الطرق، وتوسعة محطتي محولات المساعيد وبغداد جهد 220 كيلو فولت بمحافظة شمال سيناء، واستكمال المشروع القومي لتحويل الخطوط الهوائية إلى كابلات أرضية، واستكمال توسعة محطتي محولات العاشر من رمضان وزهراء مدينة نصر، واستكمال إنشاء محطة محولات ملوي الجديدة، وإعادة تأهيل محطة محولات المطرية.
وتتضمن الخطة أيضًا، كمؤشرات أداء كمية، زيادة نسبة السكان المستفيدين من خدمات الكهرباء إلى 99.8٪، وزيادة متوسط الطاقة الكهربائية المولدة سنويًا إلى حوالي 235 مليار كيلووات ساعة في عام 2025/2026 (مقارنة بنحو 229 مليار كيلووات ساعة في عام 2023/2024)، وزيادة قدرة التوليد الحراري الإضافية بنحو 1200 ميجاوات، وخفض نسبة الفاقد من الطاقة الكهربائية إلى 16.5٪ في عام الخطة (مقارنة بنحو 19.6٪ في عام 2023/2024)، وإضافة تسع محطات فرعية جهد 500 كيلوفولت، وزيادة صادرات مصر من الكهرباء إلى 3900 ميجاوات.
مصر مركز إقليمي للطاقة
أشار التقرير إلى برنامج تعزيز دور مصر الإقليمي كمركز للطاقة. وتشمل أهداف الخطة زيادة سعة الربط الكهربائي إلى حوالي 3900 ميجاوات بحلول عام 2025/2026، مقارنةً بالسعة الحالية البالغة 780 ميجاوات. ويشمل ذلك الربط الكهربائي بين مصر والأردن بقدرة 550 ميجاوات، والربط مع ليبيا بقدرة 150 ميجاوات. كما يهدف إلى زيادة سعة مشروع الربط مع السودان من 80 إلى 300 ميجاوات، واستكمال تنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين مصر والمملكة العربية السعودية من خلال وصلات تيار مستمر بقدرة 3000 ميجاوات. كما سيتم تفعيل مذكرات التفاهم الموقعة مع قبرص واليونان بشأن الربط الكهربائي من خلال مد كابل بحري من مصر عبر البحر المتوسط إلى قبرص ثم إلى اليونان بطول 1650 كيلومتراً وبقدرة 1000 ميجاوات في المرحلة الأولى.
التحول إلى الطاقات المتجددة
أشار التقرير إلى برنامج تنويع مصادر الطاقة والتحول التدريجي إلى الطاقة المتجددة الصديقة للبيئة. وتهدف الخطة إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة إلى ما يقرب من 20٪ بحلول عام 2025/2026، مقارنة بنحو 12٪ في عام 2023/2024. وسيتم تحقيق ذلك من خلال زيادة الاستثمار في تطوير الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتوسيع المساحة المخصصة لتوليد الطاقة المتجددة إلى 2900 كيلومتر مربع، وزيادة القدرة المستهدفة لمحطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إلى 6470 ميجاوات. علاوة على ذلك، يوجد برنامج لزيادة مشاركة القطاع الخاص في مشاريع الكهرباء والطاقة المتجددة. وتهدف خطة التنمية إلى تشجيع المشاركة الفعالة للقطاع الخاص في جميع مشاريع الطاقة، وخاصة في مجال الطاقة المتجددة. ويتحقق ذلك من خلال توفير الأراضي المناسبة لبناء مشاريع الطاقة، وتوسيع نطاق التصاريح لتوزيع وتوليد الكهرباء، وتمديد تجديدها. ويتم تقديم الدعم الفني والمالي بانتظام من خلال تقديم المساعدة الفنية والتمويل الميسر من خلال المبادرات الحكومية وشركاء التنمية متعددي الأطراف أو الثنائيين.
تعزيز مشاركة القطاع الخاص
أشار التقرير إلى ضرورة زيادة مشاركة القطاع الخاص في مشاريع الطاقة، وخاصةً في مجال الطاقة المتجددة. ويتم ذلك من خلال توفير الأراضي المناسبة لمشاريع الطاقة، وتوسيع نطاق إصدار وتجديد تراخيص توزيع وتوليد الكهرباء دوريًا، وتوفير الدعم الفني والمالي من خلال المساعدة الفنية والتمويل منخفض الفائدة من خلال المبادرات الحكومية وشركاء التنمية متعددي الأطراف أو الثنائيين.
تشمل مشاريع القطاع العديد من المشاريع الممولة بمنح، بما في ذلك استكمال محطة ملوي الفرعية الجديدة، وإعادة تأهيل محطة المطرية الفرعية، وإنشاء خطوط هوائية تابعة لشركتي أوراسكوم ونويس. وتُقدر الاستثمارات بنحو 830 مليون جنيه مصري، ويُمول هذا المبلغ من خلال اتفاقية تمويل مبادلة ديون بقيمة 54 مليون يورو مع بنك التنمية الألماني، بهدف توسيع شبكة نقل الكهرباء لبرامج الطاقة المتجددة وتعزيزها.
بالإضافة إلى ذلك، تم استكمال الدعم الفني لتطوير قطاع الطاقة بالشراكة مع الوكالة الفرنسية للتنمية باستثمار قدره 37 مليون جنيه، وكذلك الدعم الفني لتنفيذ إجراءات إصلاحية رئيسية لقطاع الكهرباء والطاقة المتجددة بالشراكة مع الوكالة الفرنسية للتنمية باستثمار قدره 33 مليون جنيه في إطار منحة مقدمة من خلال الشراكة مع الوكالة الفرنسية للتنمية. كما تم توسعة محطتي تحويل كهربائي (العاشر من رمضان وزهراء مدينة نصر) في إطار مشروع دعم الشبكة الكهربائية الوطنية باستثمار قدره 125 مليون جنيه في إطار منحة الاتحاد الأوروبي لتعزيز وتوسيع الشبكة الكهربائية الوطنية في نطاقي الجهد الفائق والعالي.
يُذكر أن وزارة التخطيط والتعاون الدولي، من خلال منصة برنامج “نوفا”، نجحت في حشد 4 مليارات دولار أمريكي كتمويل منخفض الفائدة للقطاع الخاص المحلي والأجنبي خلال عامين ونصف. وسيساهم ذلك في زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر في مجال الطاقة المتجددة، وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة. وقد ساهم هذا التمويل في تمويل مشاريع بقدرة 4.2 جيجاوات، من إجمالي 10 جيجاوات مستهدفة من البرنامج بحلول عام 2028. ويدعم ذلك جهود مصر في مجال الطاقة المتجددة والتحول الأخضر، ويساهم في تحقيق الأهداف الوطنية المُحدثة لزيادة مزيج الطاقة المتجددة.