أمين عام مجلس أهل السنة بالصومال: مواجهة التطرف تحتاج لخطاب دينى وسطى

حسن: مكافحة الإرهاب معركة عالمية، وليست مسؤولية دولة واحدة. دعم الشعب لدولتنا يُعزز جهودنا في مكافحة الإرهاب.
قال محمد شاكر علي حسن الأمين العام للمجلس الأعلى للشيوخ السنة والصوفية في الصومال إن بلاده رغم هدوء الأوضاع فيها عن ذي قبل إلا أن التطرف لا يزال حاضرا بقوة والسلطات لا تزال تحارب الجماعات الإرهابية التي تفرخها بكل عزم وإصرار.
وفي تصريحات لصحيفة الشروق على هامش مشاركته في المؤتمر الدولي العاشر الذي تنظمه دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لهيئات ومؤسسات الإفتاء في العالم بالقاهرة، أضاف حسان أن مكافحة الإرهاب، على أهميتها، لا تقتصر على الجوانب الأمنية والعسكرية، بل إن مكافحته ماليًا بتجفيف منابع تمويله، ومكافحته فكريًا، لا تقل أهمية عن ذلك.
وأكد على أهمية تعزيز الخطاب الديني المعتدل وتوعية الناس بحقيقة سلوك الجماعات الإرهابية واختلالاته، فهذا هو هدف الحوار الفكري. كما أشار إلى التعاون بين الصومال والأزهر الشريف في مجالي التعليم واللغة، بالإضافة إلى قوافل الاستطلاع.
أكد حسن أن الدولة الصومالية وقواتها الأمنية تتعزز في مكافحة الإرهاب بفضل دعم الشعب الصومالي. فهم على قناعة بأن قتل الإرهابيين والقضاء عليهم والقضاء عليهم نهائيًا كفيل بحماية المجتمع وتحقيق الاستقرار. وهذا يؤتي ثماره، إذ يقتصر وجود الإرهابيين حاليًا على عدد قليل من المناطق.
فيما يتعلق باستمرار وجود الإرهاب في الصومال رغم الجهود العسكرية والأمنية، أشار إلى أن الإرهاب يُشكل تهديدًا كبيرًا، ومكافحته ليست بالمهمة السهلة. جميع الأجهزة الأمنية حول العالم تُحاربه، وفي الصومال، تُحاربه الأجهزة الأمنية والحكومة أيضًا.
تحدث الأمين العام للمجلس الأعلى لشيوخ السنة وشيعة الصوفية في الصومال عن أهمية الذكاء الاصطناعي، موضحًا أنه أصبح منتشرًا في كل مكان بالعالم. ومع ذلك، لم يصل انتشاره في الصومال إلى مستويات خطيرة، لا سيما في المجالين الديني والإفتائي. ومع ذلك، تُتخذ إجراءات وقائية لمعالجة هذه المشكلة.
شارك فضيلة الشيخ محمد شاكر علي حسن في المؤتمر الدولي العاشر، الذي تنظمه دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لهيئات ومؤسسات الإفتاء في العالم، بعنوان “المفتي العاقل في مواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي”، وقدم ورقة علمية حول مفهوم المفتي العاقل في ظل الثورة الرقمية المتسارعة.
وأكد حسن في بحثه المقدم أن الفتاوى المعاصرة لم تعد تقتصر على حفظ النصوص الدينية، بل تتطلب فهماً عميقاً للواقع الرقمي والاجتماعي.
وأكد على ضرورة أن تُوازن الفتاوى بين النصوص الثابتة ومقتضيات الواقع المتغير، لا سيما في قضايا مثل العملات الرقمية والصلاة الافتراضية. وأوضح أنه في العصر الرقمي، يجب أن يكون المفتي حارسًا للقيم في الفضاء الإلكتروني، وجسرا بين الأصالة والمعاصرة، حفاظًا على الهوية الوطنية في عصر التحول التكنولوجي. وأشار إلى أن تجديد دور المفتي لا يعني إلغاؤه، بل تطويره لمواكبة التطورات الراهنة ومواجهة التحديات المعرفية والاجتماعية المتغيرة.