الجامعة العربية تناقش مع وفد من مجموعة الحكماء مستجدات القضية الفلسطينية

استقبل السفير الدكتور سعيد أبو علي، نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية لشؤون فلسطين والأراضي المحتلة، وفدًا من مجموعة “الحكماء”، يضم ماري روبنسون، رئيسة أيرلندا السابقة، وهيلين كلارك، رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة، في مقر جامعة الدول العربية اليوم الثلاثاء. وتتناول المجموعة، التي أسسها نيلسون مانديلا، قضايا السلام والعدالة الدوليين.
هدفت الندوة إلى مناقشة آخر التطورات في القضية الفلسطينية واستعراض الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني نتيجة حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ ما يقارب العامين.
وفي بداية اللقاء رحب نائب الأمين العام بهذه الزيارة المهمة لمجموعة الحكماء، وأشاد بجهودهم والتزامهم بالمتابعة الدقيقة لمختلف التحركات والجهود في ظل الوضع الراهن الخطير للغاية الذي تعيشه المنطقة، وخاصة في ظل العدوان المستمر للاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وممارساته وسياساته واعتداءاته في المنطقة، والتي تهدد أمنه واستقراره وتدفعه نحو الانفجار.
ناقش الاجتماع الوضع الإنساني المتردي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلتين، والذي يشمل القتل والتهجير القسري والتدمير ومنع المساعدات الإنسانية وتجويع الشعب الفلسطيني وتدمير جميع مناحي الحياة على يد إسرائيل. وقد أدى ذلك إلى استشهاد وإصابة عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال. علاوة على ذلك، يواصل الاحتلال جرائمه في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك تدمير المخيمات ومصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية، واستمرار إرهاب المستوطنين الإسرائيليين بحماية ودعم من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
كما جرى استعراض الجهود الحثيثة التي تبذلها جامعة الدول العربية لدعم الشعب الفلسطيني والتصدي لمخططات دولة الاحتلال للسيطرة على الضفة الغربية المحتلة وضمها وإعادة احتلال قطاع غزة. ويتم ذلك من خلال تنسيق مواقف الدول العربية والتحرك دوليًا ومع الأطراف الدولية المؤثرة للضغط على سلطات الاحتلال لإنهاء الإبادة الجماعية، ومحاسبة المسؤولين الإسرائيليين، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
رحّب نائب الأمين العام بالمواقف التقدمية التي اتخذتها عدة دول، مؤكدةً التزامها بحل الدولتين، وأعربت عن عزمها الاعتراف بدولة فلسطين في إطار الجهود المبذولة لتطبيقه خلال الفترة المقبلة. ومن هذه الدول فرنسا، والمملكة المتحدة، وكندا، وأستراليا، ونيوزيلندا، نظرًا لأهمية هذه الخطوة الضرورية كرافعة للأمن والسلام والاستقرار في المنطقة، على طريق استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في تقرير المصير والحرية والاستقلال، وإقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من حزيران/يونيه 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لرؤية حل الدولتين.
ودعا الدول الأخرى إلى اتخاذ هذه الخطوة في أسرع وقت ممكن. وينبغي مواصلة تضافر جميع الجهود الإقليمية والدولية لوقف آلة الحرب الإسرائيلية، وضمان فتح المعابر، وتقديم المساعدات الإنسانية غير المشروطة لسكان قطاع غزة، وإنهاء المجاعة. وينبغي أن يؤدي ذلك إلى التنفيذ الفوري للخطة العربية الإسلامية للإنعاش المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، التي طرحتها مصر وتحظى بدعم وموافقة دولية. ومن ثم، ينبغي أن تتمكن دولة فلسطين من ممارسة ولايتها السياسية والقانونية على قطاع غزة كجزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية.