تونس.. اتحاد الشغل يقر إجراء احتجاجيا رفضا للاعتداء على مقره

سمح الاتحاد العام التونسي للشغل، الاثنين، بمسيرة احتجاجية في العاصمة الأسبوع المقبل للتنديد بالهجوم الذي قال إنه نفذه أنصار الرئيس قيس سعيد على مقره الخميس.
جاء ذلك في بيان أصدره الاتحاد (أكبر نقابة عمالية) عبر هيئته الإدارية (أعلى سلطة في الاتحاد) ونشر في صحيفة الاتحاد الإلكترونية “الشعب نيوز”.
وقال الاتحاد في بيان له يوم الخميس: “تجمعت اليوم عصابة دخيلة على العمل النقابي والنقابي أمام مقر الاتحاد العام لنقابات عمال تونس ببطحاء محمد علي، وحاولت اقتحامه، مرددين شعارات عدائية وألفاظًا مسيئة لشرف وكرامة وسمعة النقابيين”.
وحمّلت النقابة السلطات مسؤولية “محاولة المتظاهرين اقتحام مقرها في العاصمة ذلك اليوم”.
وفي بيانها، قالت الهيئة الإدارية إن النقابة قررت الاحتجاج على الهجوم “من خلال تنظيم وقفة وطنية يوم الخميس 21 أوت في ساحة محمد علي مصحوبة بمسيرة سلمية باتجاه شارع بورقيبة في العاصمة التونسية”.
وجاء في البيان أن الاجتماع سيعقد “لرصد التطورات واتخاذ القرارات المناسبة وتحديد موعد الإضراب العام، طبقا لقرارات المجلس الوطني لأيام 7 و8 و9 سبتمبر 2024، في حال استمرار تقويض الحوار الاجتماعي وعدم تنفيذ الاتفاقيات الموقعة واستمرار سياسة انتهاك الحقوق النقابية والاعتداء على النقابات”.
وأكدت اللجنة اتهامها بأن “السلطات مسؤولة عن التعبئة والتحريض ضد النقابة”، مشيرة إلى أن مجموعات من “أنصار الحكومة” خططت مسبقًا لمهاجمة المقر، على حد قولها.
وحذرت من تكرار هذه الهجمات، مما قد يجر البلاد إلى “دوامة من الفوضى وعدم اليقين”، وأكدت أنها “لا تزال ملتزمة بحق النقابة في مقاضاة المهاجمين ومن يقف وراءهم”.
ولم تعلق السلطات التونسية في البداية على بيان النقابة.
وقال الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي، الاثنين، في افتتاح اجتماع استثنائي للاتحاد بمقره بالعاصمة: “نحن لا نسعى إلى المواجهة، ولكن نقول لمن يستهدفنا أننا مستعدون للدفاع عن العمال”.
وأضاف: “نحن نواجه حملة تشويه على الفيسبوك تهاجم سمعة أعضاء النقابة”.
وتابع: “اليوم تعتقد السلطات أن الدور على النقابات، ونحن نقول إن الروح السياسية الناضجة تدعو إلى فتح الحوار وإعطاء أصحاب الحقوق حقوقهم”.
وتحدث سعيّد، السبت، عن الاحتجاجات أمام مقر الاتحاد العام للشغل، قائلاً خلال لقاء مع رئيسة الحكومة سارة الزعفراني: “المحتجون لم يكن في نيتهم مهاجمة أو اقتحام (مقر الاتحاد) كما يدعي بعض المنتقدين”.
في 25 يوليو/تموز 2021، بدأ سعيّد فرض إجراءات استثنائية، من بينها حل مجلس القضاء ومجلس النواب، وإصدار قوانين بمراسيم رئاسية، واعتماد دستور جديد عبر استفتاء، وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.
وتعتبر القوى التونسية هذه الإجراءات “ترسيخا للحكم المطلق”، فيما تعتبرها قوى أخرى مؤيدة لسعيد “تصحيحا لمسار ثورة 2011” التي أطاحت بالرئيس آنذاك زين العابدين بن علي (1987-2011).
وقال سعيد، الذي بدأ فترة ولايته الرئاسية لمدة خمس سنوات في أكتوبر/تشرين الأول 2019، إن أفعاله كانت “ضرورية وقانونية” لإنقاذ البلاد من “الانهيار التام”.