نقص المعروض وارتفاع أسعار الأسمدة يهددان موسم الزراعة الصيفية

منذ 4 ساعات
نقص المعروض وارتفاع أسعار الأسمدة يهددان موسم الزراعة الصيفية

اتهامات متبادلة بين التجار والمنتجين حول من يتحمل سعر الـ26 ألف ليرة للطن

الدجوي: السعر المحلي لطن الأسمدة يفوق سعره في السوق العالمية بنسبة 21%.

– نقيب الفلاحين: السعر العادل لا يتجاوز 21 ألف جنيه.

ويعاني السوق المحلي من تراجع كبير في معروض الأسمدة الزراعية، ما أدى إلى ارتفاع سعر الطن من 20 ألف جنيه في بداية يونيو/حزيران الماضي إلى ما بين 26 و27 ألف جنيه، بحسب عدد من خبراء الصناعة.

صرح مسؤولون في قطاع الأسمدة لصحيفة الشروق بأنه من المتوقع انخفاض أسعار الأسمدة إلى ما بين 20 و21 ألف جنيه مصري هذا الشهر، لا سيما مع استئناف المصانع للإنتاج. إلا أن الممارسات الاحتكارية في السوق المحلية حالت دون هذا الانخفاض.

وفي 13 يونيو/حزيران، أعلن منتجو الأسمدة عن توقف كامل للإنتاج وتطبيق خطط صيانة سنوية لمصانعهم، وذلك بعد انقطاع كامل لإمدادات الغاز التي تديرها الدولة، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بنسبة 33%.

صرح عمر الدجوي، الأمين العام للجمعية المصرية لتجار ووكلاء الأسمدة، بأن الشركات رفعت أسعار منتجاتها في السوق السوداء رغم استئناف المصانع للإنتاج. ويبلغ سعر الطن الآن 26 ألف جنيه مصري، بعد أن كان 20 ألف جنيه قبل بدء الأزمة في يونيو الماضي.

وأضاف الدجوي لـ«الشروق» أن السعر المحلي للأسمدة يفوق سعر السوق العالمي بنسبة 21%، مشيراً إلى أن سعر السوق العالمي يبلغ نحو 440 دولاراً للطن، بينما يباع المنتج في السوق المحلي بما يعادل 533 دولاراً.

يعتقد أن الشركات تسعى لتعويض خسائر التصدير في السوق المحلية. وأوضح أن الانخفاض الأخير في الصادرات تسبب في خسائر مالية كبيرة للشركات، ودفعها إلى رفع أسعار الأسمدة في السوق المفتوحة بنسبة 30%.

تُلزم الحكومة مُنتجي الأسمدة في السوق المحلية بتسليم 55% من إنتاجهم إلى التعاونيات التابعة لوزارة الزراعة بسعر 4500 جنيه مصري للطن. ويهدف هذا إلى دعم المزارعين. ويُطرح 10% إضافية من الإنتاج في السوق المحلية، بينما تُصدر نسبة 35% المتبقية.

وكان عدد من المنتجين أكدوا لـ«الشروق» في وقت سابق أن أزمة الأسمدة ستنتهي خلال أسبوع بمجرد عودة إمدادات الغاز للمصانع، وأن الأسعار ستعود إلى مستوياتها الطبيعية مطلع يونيو/حزيران المقبل.

وفي 26 يونيو/حزيران الماضي، أعلن وزير البترول والثروة المعدنية كريم بدوي، استئناف إمداد جميع المصانع بالغاز تدريجيا، مؤكدا التزام الوزارة بضمان انتظام الإمدادات وتلبية احتياجات السوق المحلية للقطاعين الصناعي والكهربائي، بحسب بيان للوزارة.

أفادت مصادر حكومية بأن الحكومة استأنفت إمدادات الغاز الطبيعي لمصانع الأسمدة التي كانت تعمل بكامل طاقتها في يوليو الماضي، وفقًا لموقع “إيكونومي إيست” التابع لبلومبرج. وأوضحت المصادر أن هذه الخطوة جاءت بعد تشغيل سفينتي التغويز الثانية والثالثة في ميناء السخنة.

من جانبه أوضح طارق زغلول عضو مجلس إدارة المجلس التصديري للصناعات الكيماوية أن ارتفاع أسعار الأسمدة في السوق المحلي يرجع إلى ممارسات احتكارية من بعض التجار تهدف إلى منع وصول الإمدادات إلى السوق واستغلال زيادة الطلب خلال موسم الزراعة الصيفي.

وأضاف زغلول في تصريحاته لـ«الشروق» أن الأزمة تكمن في أن غالبية المزارعين لا يحصلون على حصتهم المدعومة من التعاونيات لعدم امتلاكهم أراضٍ زراعية، وهو ما يزيد الطلب على الأسمدة في السوق الحرة.

وأوضح أن أغلب المزارع تحصل على حصص مدعومة بسعر 4500 جنيه للطن وتبيعها في السوق الحرة بما يتراوح بين 26 و27 ألف جنيه، وهو ما يتطلب تطوير آليات مختلفة لإيصال الدعم للمزارعين مباشرة.

اقترح زغلول إلغاء دعم الأسمدة العينية واستبداله بدعم مالي مباشر للمزارعين. تضمن هذه الآلية الحفاظ على المزارعين وتنميتهم، وتحمي الشركات من الخسائر المالية. وأضاف أن المصانع تقدم 55% من إنتاجها بسعر يقل بأكثر من 30% عن تكلفة الإنتاج.

وقال رئيس جمعية المزارعين حسين أبو صدام إن ارتفاع أسعار الأسمدة إلى مستوياتها الحالية سيرفع تكلفة الإنتاج الزراعي بما لا يقل عن 40 إلى 50 في المائة.

وقال أبو صدام لـ«الشروق» إن الطلب على الأسمدة الزراعية ارتفع بنسبة تقترب من 100% خلال الشهر الجاري، مشيرا إلى أن هذه الأيام تمثل ذروة الموسم الزراعي الصيفي في مصر.

وأكد على ضرورة تشديد الرقابة على تداول الأسمدة في الأسواق المحلية لمنع أي ارتفاعات إضافية في الأسعار خلال الأيام المقبلة، مشيرًا إلى أن السعر العادل للأسمدة يجب ألا يتجاوز 21 ألف جنيه للطن.

رغم الارتفاع المتوقع في تكاليف الإنتاج الزراعي، أكد أبو صدام أن ذلك لن يؤثر على أسعار المنتجات للمستهلك النهائي. وأوضح أن أسعار الفاكهة والخضراوات في السوق المحلية تُحددها قوى العرض والطلب فقط.


شارك