بحسبة بسيطة.. كيف جوّعت إسرائيل سكان غزة؟

منذ 3 ساعات
بحسبة بسيطة.. كيف جوّعت إسرائيل سكان غزة؟

وكشف تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية أن أسباب المجاعة في قطاع غزة بسيطة: الحرب دمرت القطاع الزراعي، وحظرت إسرائيل الصيد، لذا يتعين على سكان غزة استيراد كل السعرات الحرارية التي يستهلكها سكان القطاع تقريباً.

كيف جوعت إسرائيل غزة؟

دأبت إسرائيل على قياس الجوع في غزة لعقود، حيث كانت تحسب أولاً الإمدادات اللازمة للضغط ومنع المجاعة. لذا، تعرف الحكومة الإسرائيلية بدقة كمية الغذاء التي يحتاجها سكان قطاع غزة للبقاء على قيد الحياة.

وتشير تقديرات هيئة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق الإسرائيلية، وهي الوكالة الإسرائيلية التي لا تزال تتحكم في تسليم المساعدات إلى غزة، إلى أن الفلسطينيين يحتاجون إلى ما لا يقل عن 2279 سعرة حرارية في المتوسط للشخص الواحد يومياً، وهو ما يمكن توفيره من خلال 1836 كيلوغراماً من الغذاء.

اليوم، تحتاج المنظمات الإنسانية إلى حصة دنيا أصغر من الأغذية الجافة والمعلبة لتلبية الاحتياجات الأساسية لـ 2.1 مليون شخص شهرياً، أو حوالي كيلوغرام واحد من الغذاء للشخص الواحد يومياً.

اتهامات بلا دليل

عندما انزلقت غزة إلى المجاعة هذا الصيف، أنكر المسؤولون الإسرائيليون وجود مجاعة جماعية، وزعموا دون دليل أن حماس كانت تسرق المساعدات وتخزنها، وألقوا باللوم في الجوع على فشل الأمم المتحدة في التوزيع، ونشروا صوراً لصناديق المساعدات المنتظرة عبر الحدود.

وأشاروا إلى عمليات توزيع الغذاء المميتة والفوضوية التي تقوم بها منظمة “غزة الإنسانية”، وهي شركة ناشئة في مجال الخدمات اللوجستية مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، كدليل على أن الفلسطينيين يحصلون على الغذاء.

إسرائيل تتعمد تجويع غزة

لكن البيانات التي جمعتها ونشرتها الحكومة الإسرائيلية نفسها تُظهر أنها تُعاني من تجويع غزة. فبين مارس/آذار ويونيو/حزيران، ووفقًا لسجلات منسق أعمال الحكومة في المناطق، لم تسمح إسرائيل إلا بدخول 56 ألف طن من الغذاء إلى قطاع غزة. وهذا يُمثل أقل من ربع الحد الأدنى لاحتياجات القطاع لتلك الفترة.

حتى لو جُمعت ووُزِّعت جميع أكياس الدقيق التابعة للأمم المتحدة، وطوّرت مؤسسة غزة الإنسانية أنظمةً آمنةً للتوزيع العادل، لكانت المجاعة حتمية. ولما كان لدى الفلسطينيين ما يكفي من الطعام.

أسوأ سيناريو للمجاعة

أعلن خبراء الأمن الغذائي في الأمم المتحدة هذا الأسبوع أن غزة تواجه حاليًا أسوأ سيناريو للمجاعة. واستنادًا إلى أرقام المساعدات الإسرائيلية، أفاد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) أن إمدادات الغذاء “أقل بكثير من الاحتياجات”، وأن واردات المساعدات تواجه “قيودًا شديدة”.

وقالت لجنة مراجعة المجاعة، وهي مجموعة مستقلة من الخبراء تقوم بمراجعة تنبيهات التصنيف المتكامل لمرحلة الأمن الغذائي، إن الإمدادات الغذائية “غير كافية على الإطلاق”، مشيرة إلى برنامج الغذاء العالمي على وجه الخصوص كنقطة انتقاد.

وأضافت لجنة مراجعة المجاعة: “إن تحليلنا للطرود الغذائية التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي يظهر أن خطة التوزيع التي وضعها البرنامج من شأنها أن تؤدي إلى مجاعة جماعية حتى لو نجحت هذه الخطة من دون مستويات العنف المروعة المبلغ عنها”.

في شهري مارس وأبريل، أُغلقت غزة بالكامل، ولم يُسمح بدخول أي شحنات غذائية إليها. في منتصف مايو، أعلن نتنياهو استئناف عمليات التسليم نتيجةً للضغط الدولي بشأن “المجاعة”.


شارك