الحكومة تنعش خزائن المصدرين بـ5 مليارات جنيه لتحفيز نمو الصادرات

صناع القرار: القرار يشجع الشركات على دخول أسواق تصديرية جديدة والتوسع في الأسواق التقليدية. إن الالتزام بمواعيد السداد يحسن من وضع الشركات ويشجعها على الاستفادة الكاملة من قدراتها الإنتاجية.
تستعد الحكومة لتقديم ما يقارب 5 مليارات جنيه مصري دعمًا لنحو 2000 شركة تصدير هذا الأسبوع. وهذه هي الدفعة الأولى من مخصصات الـ 50% نقدًا بموجب آلية دعم الصادرات الجديدة التي أقرها مجلس الوزراء لتسوية مستحقات المصدرين المتأخرة لصندوق تنمية الصادرات. ويهدف هذا الإجراء إلى توفير السيولة اللازمة للمصانع لزيادة إنتاجها ومعدلات تصديرها.
يأتي هذا في الوقت الذي تواصل فيه الصادرات المصرية تحقيق مستويات قياسية جديدة غير مسبوقة. ولأول مرة في التاريخ، تجاوزت صادرات قطاع الآلات قرابة 3 مليارات دولار أمريكي في النصف الأول من العام، بزيادة قدرها 15%. ودُعم هذا النمو بنمو صادرات الكابلات ومكونات السيارات، وصناعة الكهرباء والإلكترونيات، والأجهزة المنزلية، ومعدات النقل. واستكمل ذلك التوسع الناجح للشركات في العديد من أسواق التصدير، بما في ذلك المملكة المتحدة، وألمانيا، وإيطاليا، وفرنسا، وسلوفاكيا، وجمهورية التشيك، والمجر، وهولندا، وإسبانيا.
كما واصل القطاع الكيميائي أداءه الاستثنائي محققاً معدل نمو بلغ 12% خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، وبلغت صادراته نحو 4 مليارات دولار.
تُخصص الموازنة الجديدة حوالي 78 مليار جنيه مصري، وهو ما يُمثل أكبر دعم للأنشطة الصناعية والتصديرية. وتهدف إلى تعزيز القطاع الخاص من خلال سياسات ومبادرات وبرامج مالية محددة، مما يُحفز النمو الاقتصادي.
من جانبه، أكد وزير المالية أحمد كجوك أن الهدف من صرف الـ5 مليارات جنيه هو دعم قطاع التصدير وتوفير السيولة اللازمة للمصدرين لتعزيز نمو الصادرات وتحسين تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق العالمية.
أعلن كوجوك أن الوزارة ستعيد فتح أبوابها أمام الشركات الحاصلة على شهادات صندوق تنمية الصادرات من 17 أغسطس إلى 4 سبتمبر 2025. ويهدف ذلك إلى دعم المصدرين وتمكين أكبر عدد ممكن منهم من استكمال طلباتهم للاستفادة من هذه الآلية والاستعداد للصرف في يوم إضافي هو 18 سبتمبر.
في السنة المالية الحالية، ستُخصص الموازنة العامة للدولة أكبر مخصصات في تاريخها لتشجيع الصادرات، بقيمة 45 مليار جنيه مصري. ويهدف هذا إلى سداد أعباء التصدير للسنة المالية الحالية خلال ثلاثة أشهر فقط من استكمال المستندات اللازمة، وتطبيق الآلية الجديدة التي أقرها مجلس الوزراء لسداد المستحقات المتأخرة لصندوق تنمية الصادرات.
أشاد خالد أبو المكارم، رئيس المجلس التصديري للصناعات الكيماوية، بالتزام الحكومة بدعم المصدرين وسداد كافة المتأخرات وإعادة فتح الأنشطة.
وأضاف أبو المكارم أن ذلك سيشجع المصنعين على دخول أسواق تصديرية جديدة والتوسع في الأسواق التقليدية، مما سيكون له أثر إيجابي على خطط الدولة لزيادة الصادرات إلى نحو 145 مليار دولار.
وأوضح أن المجلس التصديري للصناعات الكيماوية والأسمدة يستهدف تجاوز صادرات 11 مليار دولار بنهاية عام 2025. وأشار أبو المكارم إلى أن الأداء الاستثنائي لقطاع الصناعات الكيماوية والأسمدة الذي حقق معدل نمو بلغ 12% خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري ووصل بصادرات القطاع إلى ما يقرب من 4 مليارات دولار يعد نموذجاً يحتذى به.
يذكر أن قطاع الصناعات الكيماوية والأسمدة حقق صادرات بقيمة نحو 9 مليارات دولار في عام 2024، وهو ما يمثل نحو 23% من إجمالي صادرات مصر العام الماضي.
أكد أبو المكارم أن برنامج دعم الصادرات الجديد جيد نسبيًا، إذ يتمتع كل قطاع بحوافز خاصة ونسب دعم مختلفة حسب نوع المنتج وحجم الصادرات. كما أثار عدة نقاط تتعلق بالشحن والنقل والمكونات المحلية والأسواق.
قال شريف الصياد، رئيس المجلس التصديري للصناعات الهندسية، إن الالتزام بخطط السداد يحسن الوضع المالي للشركات ويشجعها على العمل بكامل طاقتها الإنتاجية.
وأضاف الصياد أن ذلك سيساعد أيضاً الشركات على الالتزام بعقودها، وتخفيف الضغوط الكبيرة التي يواجهها المنتجون في السوق نتيجة ارتفاع تكاليف التصنيع والشحن، فضلاً عن المنافسة.
وأشار الصياد إلى أن صادرات القطاع ارتفعت خلال النصف الأول من العام بنسبة 15% لتصل إلى 3.1 مليار دولار، مقارنة بـ2.7 مليار دولار في النصف الأول من العام السابق.
وأكد الصياد أن هذه الأرقام تاريخية وغير مسبوقة في تاريخ القطاع، وتعكس نجاح خطط المجلس في زيادة الصادرات، رغم التحديات المرتبطة بتباطؤ الطلب في بعض الأسواق العالمية.
وقال الصياد إن الصادرات المصرية من المتوقع أن تشهد نمواً متزايداً خلال الفترة المقبلة، بدعم من تلك الحوافز وزيادة المنح لدعم المصدرين، والمستفيد الرئيسي منها مجتمع الأعمال والحكومة.
أوضح الصياد أن أسواق التصدير شهدت نموًا ملحوظًا. وارتفعت صادرات المنتجات الهندسية إلى العديد من الدول الأوروبية، مثل المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وسلوفاكيا وجمهورية التشيك والمجر وهولندا وإسبانيا. كما حققت الأسواق الآسيوية، مثل الإمارات العربية المتحدة والعراق والأردن ولبنان وأذربيجان والصين، أداءً جيدًا. بالإضافة إلى ذلك، حققت بعض الأسواق الأفريقية، مثل الجزائر وكينيا ونيجيريا وساحل العاج وتنزانيا وجمهورية أفريقيا الوسطى، أداءً جيدًا. كما شهدت السوق الأمريكية نموًا ملحوظًا.
وأكد رئيس المجلس أن هذا الإنجاز يعكس القدرة التنافسية العالمية لصناعة الآلات المصرية ويزيد من فرص تحقيق مستهدفات التصدير خلال النصف الثاني من العام.
وأكد الصياد أهمية استمرار برامج تعزيز الصادرات وزيادة المشاركة في المعارض والبعثات التجارية وتطوير أسواق جديدة للحفاظ على هذا التوجه التصاعدي.
قالت مي حلمي، المدير التنفيذي للمجلس التصديري للصناعات الهندسية، إن هناك أملًا كبيرًا في استمرار الأداء التصديري الإيجابي للقطاع حتى نهاية عام 2025. ويرجع ذلك إلى الجهود المكثفة التي يبذلها المجلس من خلال تنظيم الفعاليات الترويجية والمشاركة في المعارض الدولية والبعثات التجارية والبرامج المستمرة لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وتحسين قدرتها التصديرية.
وأوضحت أن خطة المجلس للمرحلة المقبلة تركز على التوسع في عدد من الأسواق الواعدة في القارة الأفريقية، مع التركيز بشكل خاص على الدول ذات الطلب المتزايد على المنتجات الهندسية المصرية. كما يهدف المجلس إلى تطوير أسواق غير تقليدية في مناطق جديدة حول العالم لتنويع قاعدة الصادرات وتقليل الاعتماد على الأسواق التقليدية.
يؤكد إيهاب درياس، رئيس المجلس التصديري للأثاث، أن استمرار التزام الحكومة بتقديم الحوافز والمبادرات للمصنعين والمستثمرين سيعزز مناخ الاستثمار ويزيد من إقبالهم على التوسع والإنتاج، مما سيساهم بشكل كبير في تحسين معدلات النمو الاقتصادي.
وأكد درياس عزم المجلس على تطوير خطط أخرى لزيادة صادرات القطاع من خلال زيادة عدد البعثات وتأهيل المزيد من الشركات الجديدة للتصدير.
وأشاد محمد قاسم، رئيس جمعية المصدرين المصريين (إكسبولينك)، بقرار وزارة المالية صرف حصة الـ50%، لكنه دعا إلى زيادة الأموال للوصول إلى هدف الحكومة البالغ 145 مليار دولار.
وأضاف قاسم أن هناك حاجة إلى تخفيف الأعباء وحل كافة المشاكل والتحديات التي تواجه المنتجين مع سداد مستحقات التصدير لأن ذلك سيزيد من معدلات الإنتاج وبالتالي الصادرات.
من جانبها، قالت نيفين منصور مستشارة وزير المالية للعلاقات المؤسسية الاقتصادية، إن الشريحة الأولى من هذه الآلية والبالغة 5 مليارات جنيه سيتم صرفها من خلال أربعة بنوك هي البنك الأهلي المصري، وبنك مصر، وبنك القاهرة، والبنك المصري لتنمية الصادرات.
وأضافت أنه بالتعاون مع البنك المركزي والجهاز المصرفي، وفي إطار تسهيل عملية الصرف على المصدرين، سيتم تحويل قيمة الشهادات الصادرة لبعض شركات التصدير التي لا تملك حسابات مصرفية لدى البنوك الأربعة إلى حساباتها في بنوك أخرى دون إدارة البنوك.
يذكر أن إجمالي المبلغ المخصص لدعم وتحفيز الصادرات خلال العقد الماضي وحتى العام المالي الجاري يبلغ نحو 80.6 مليار جنيه، في حين تقدر مخصصات العام الجاري وحده بنحو 23 مليار جنيه، بنسبة نمو 784.6% مقارنة بمخصصات دعم الصادرات في العام المالي 2015/2016.