بلومبرج: مصر قد تنفق 20 مليار دولار على واردات الغاز المسال في 2025

منذ 12 ساعات
بلومبرج: مصر قد تنفق 20 مليار دولار على واردات الغاز المسال في 2025

وتخطط القاهرة لإبرام المزيد من صفقات الغاز، وهو ما قد يشعل المنافسة العالمية.

– التخطيط لشراء الغاز بالإضافة إلى الكميات الكبيرة المتفق عليها حتى عام 2028.

تشير تقديرات بلومبرج إلى أن تكاليف استيراد مصر للغاز الطبيعي المسال قد ترتفع إلى حوالي 20 مليار دولار هذا العام، بزيادة تقارب 60% عن 12.5 مليار دولار العام الماضي. ويعزى ذلك إلى ارتفاع الطلب المحلي وانخفاض الإنتاج.

وتثير خطط مصر لزيادة وارداتها من الغاز منافسة عالمية.

وأضاف تقرير الوكالة، الصادر اليوم، أن مصر تخطط لإبرام المزيد من صفقات الغاز، مما يُغذي المنافسة العالمية. وتعتزم البلاد شراء كميات من الغاز الطبيعي المسال تتجاوز بالفعل الكميات المتفق عليها حتى عام ٢٠٢٨. علاوة على ذلك، تخطط البلاد لزيادة وارداتها من الغاز الطبيعي المسال بنهاية عام ٢٠٣٠ لتلبية الطلب المتزايد في ظل انخفاض الإنتاج المحلي.

تعتزم مصر زيادة وارداتها من الغاز الطبيعي المسال بنهاية العقد الحالي. وتُهدد هذه الخطوة بزيادة الضغط على السوق العالمية وزيادة تكاليف الاستيراد الباهظة أصلًا.

– الشراء بكميات كبيرة لتلبية الطلب المتزايد.

تخطط قطر لشراء كميات ضخمة من الغاز الطبيعي المسال تتجاوز الكميات المتفق عليها حتى عام ٢٠٢٨ لتلبية الطلب المتزايد وتعويض انخفاض الإنتاج المحلي، وفقًا لمصادر مطلعة. وقد وقّعت قطر بالفعل عقودًا مدتها عشر سنوات لتأمين البنية التحتية اللازمة للاستيراد، وتتفاوض حاليًا على اتفاقيات توريد غاز طويلة الأجل مع قطر.

تشير هذه الخطط إلى أن مصر من المرجح ألا تحقق هدفها المتمثل في استئناف تصدير الغاز في عام ٢٠٢٧. وهذا يُبرز التحول الجذري في قطاع الطاقة الذي شهدته البلاد، بعد أن أصبحت مؤخرًا مستوردًا صافيًا للغاز. ولا يُتوقع حدوث تحسن طويل الأجل في ظل معاناة البلاد من زيادة حادة في الطلب على الكهرباء، والتي تفاقمت بسبب تغير المناخ وأسرع نمو سكاني في شمال أفريقيا.

– اشتعال السوق العالمية

ساهمت اتفاقيات الاستيراد الأخيرة التي أبرمتها مصر بالفعل في نقصٍ في سوق الغاز الطبيعي المسال العالمي، في وقتٍ تحتاج فيه أوروبا إلى إمداداتٍ إضافية لملء منشآت التخزين لديها واستبدال الغاز الروسي. إذا استمرت مصر في جذب إمدادات الغاز لسنواتٍ قادمة، فمن المرجح أن تستوعب بعض الإمدادات الإضافية من المشاريع الجديدة، مما يدعم الأسعار.

– البنية التحتية للغاز الطبيعي المسال المصري

وتمتلك مصر حاليا ثلاثة مصانع لتسييل الغاز: محطة هوج جاليون التي تعمل حاليا في ميناء سوميد بالعين السخنة، وشركتي إنرجوس إسكيمو وإنرجوس باور اللتين تعملان في ميناءي سوميد وسونكر على التوالي.

في منتصف هذا الشهر، أصدرت وزارة البترول بيانًا أوضحت فيه أن الطاقة الإنتاجية الحالية لمحطتي التغويز بمينائي سوميد وسونكر تبلغ 2.25 مليار قدم مكعب. وسيتم تنسيق توقيتات تسليم الغاز واستخدامه ودمجه في الشبكة الوطنية وفقًا للاحتياجات التشغيلية.

يعد الغاز أحد أكبر الأعباء الاقتصادية.

وقال ريكاردو فابياني، المدير المؤقت لبرنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، إن “نقص الغاز الطبيعي سيكون أحد أكبر الضغوط على الحساب الجاري المصري والسيولة الدولارية في المستقبل المنظور”.

بفضل بدء الإنتاج في حقل ظهر العملاق التابع لشركة إيني، عادت مصر كمصدر صاف للغاز الطبيعي المسال في عام 2019، منهية بذلك سنوات عديدة من إغلاق مصانع التسييل في دمياط وإدكو بسبب نقص إمدادات الغاز المحلية.

عائدات تصدير الغاز في السنوات الأخيرة

وفّر استئناف الصادرات دفعةً اقتصاديةً كبيرة. وبلغت شحنات الغاز الطبيعي المسال ذروتها عند حوالي تسعة مليارات متر مكعب في عام ٢٠٢٢، تزامنًا مع ارتفاع أسعار الغاز الأوروبية عقب الحرب الروسية الأوكرانية. وبلغت الإيرادات المصرية من صادرات الغاز ٨.٤ مليار دولار في عام ٢٠٢٢، مقارنةً بـ ٣.٥ مليار دولار في عام ٢٠٢١، وفقًا لبيانات حكومية.

لكن هذا الازدهار لم يدم طويلًا. ففي عام ٢٠٢٣، بدأ إنتاج الغاز المحلي بالانخفاض بمعدلات ثنائية الرقم سنويًا، لا سيما في حقل ظهر، حيث انخفض الإنتاج عن ذروته.

ورفضت إيني التعليق على الاحتياطيات الحالية لكنها أكدت أن الإنتاج يسير كما هو مخطط له، وتجاوز ذروته، وأن اتجاهات الإنتاج في حقل ظهر تتسق مع تلك الموجودة في الحقول المماثلة في جميع أنحاء العالم.

وقال المدير المالي للشركة فرانشيسكو جاتي في مؤتمر عبر الهاتف حول النتائج المالية للشركة في فبراير/شباط، إن الشركة الإيطالية تخطط لحفر بئرين إضافيين في حقل ظهر بعد أن بدأت الحكومة المصرية في سداد المتأخرات المالية.

– زيادة الطلب المحلي وانخفاض الإنتاج

في الوقت نفسه، أدى النمو السكاني وارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة الطلب على الغاز لتوليد الكهرباء، مما أدى إلى زيادة استخدام تكييف الهواء. وواجهت القاهرة خيارًا بين الحفاظ على إمدادات الكهرباء أو التخلي عن تصدير الغاز الطبيعي المسال.

بحلول عام ٢٠٢٤، ستصبح مصر مستوردًا صافيًا للغاز الطبيعي المسال. وقد انخفض إجمالي إنتاجها من الغاز مؤخرًا إلى أقل من ٤ مليارات قدم مكعب يوميًا لأول مرة منذ يوليو ٢٠١٦.

زادت الحكومة المصرية وارداتها من الغاز العام الماضي لإنهاء انقطاعات الكهرباء. وقد حققت هذه الخطة نجاحًا كبيرًا. كما تواصل الحكومة دفع رسوم شهرية للشركات الأجنبية لتشجيع المزيد من الاستثمار.

وقال مارتن مورفي، كبير المحللين في شركة وود ماكنزي للاستكشاف في شمال أفريقيا وشرق البحر الأبيض المتوسط: “إن جعل مصر مكتفية ذاتيا مرة أخرى سيتطلب نجاحا كبيرا في الاستكشاف وعدة سنوات حتى تصل الاكتشافات الجديدة إلى السوق”.

– الاعتماد على الواردات

ورغم أن الخطط الرامية إلى تحفيز الإنتاج المحلي لم يتم تنفيذها بعد، فإن السلطات تركز على تأمين الواردات على المدى الطويل والحماية من تقلبات الأسعار بسبب العوامل الجيوسياسية.

بالإضافة إلى الغاز الطبيعي المسال، تستورد مصر الغاز أيضًا من إسرائيل عبر خطوط الأنابيب. في الشهر الماضي، أدى الصراع بين إسرائيل وإيران إلى إغلاق حقل ليفياثان في شرق البحر الأبيض المتوسط احتياطيًا. وتوقفت الصادرات لأكثر من أسبوع، واضطرت القاهرة إلى تعليق إمدادات الغاز مؤقتًا لبعض الصناعات.

وفي إطار التكيف مع الواقع الجديد، وقعت مصر اتفاقيات مع شركات كبرى مثل أرامكو السعودية، وترافيجورا، وفيتول لاستيراد نحو 290 شحنة من الغاز الطبيعي المسال خلال الفترة من يوليو/تموز إلى عام 2028. كما تتفاوض البلاد حاليًا على عقود طويلة الأجل مع قطر.


شارك