بعد رحيله.. أبرز محطات الموسيقار زياد الرحباني في السينما

منذ 10 ساعات
بعد رحيله.. أبرز محطات الموسيقار زياد الرحباني في السينما

ودّع لبنان والعالم العربي، صباح السبت، الموسيقار والمفكر المسرحي زياد الرحباني، الذي توفي عن عمر ناهز 69 عاماً. وجاءت وفاة الرحباني بعد مسيرة فنية استثنائية امتدت لأكثر من أربعة عقود، عُرف خلالها برؤيته النقدية الثاقبة ومواقفه السياسية والاجتماعية الثابتة.

مع أن مسيرته الفنية بدأت في المسرح والموسيقى، إلا أنه كان حاضرًا أيضًا في السينما، حيث شارك في العديد من الأفلام كملحن وممثل. يتناول هذا التقرير أهم إسهاماته السينمائية، التي عبّرت عن صوته الحرّ والمتمرد، وساهمت في ترسيخ مكانته كفنان متعدد المواهب.

“نهلة” (1979)

بدأ زياد الرحباني مسيرته السينمائية بتأليف الموسيقى التصويرية لفيلم “نهلة” للمخرج الجزائري فاروق بلوفة، والذي تم تصويره بين بيروت والجزائر العاصمة.

يحكي الفيلم قصة صحافي جزائري يزور بيروت قبيل اندلاع الحرب الأهلية، ويتتبع حياة مغنية شابة تدعى نهلة، تجسد رمز الوطن الحالم المنهار.

كانت موسيقى الرحباني في هذا العمل ذات طابع سياسي وشاعري، وعكست الأجواء العربية المضطربة في ذلك الوقت.

“سجلات العام المقبل” (1985)

في فيلم “سجلات العام القادم” للمخرج السوري سمير زكري، وضع زياد الرحباني الموسيقى التصويرية لقصة شاب يحلم بتأسيس أوركسترا تجمع بين الموسيقى الشرقية والغربية.

يتناول العمل الصراع من أجل الهوية والتجديد في مجتمع عربي سئم التقاليد.

تتمتع الموسيقى بلمسة كلاسيكية حديثة، تعكس التوتر بين الحلم والواقع، وتتمتع بجودة جمالية تتوافق مع الفلسفة البصرية للفيلم.

“بيروت اللقاء” (1987)

في فيلم “بيروت اللقاء” للمخرج اللبناني برهان علوية، والذي يصور قصة حب تتطور وسط واقع مزقته الحروب الأهلية والدينية، تشكل موسيقى زياد الرحباني صوتًا سرديًا موازيًا للصورة، مجسدًا الانقسام الداخلي والخسارة والشوق إلى زمن لم يعد ممكنًا.

“شبح المدينة” (1992)

في فيلم “شبح المدينة” للمخرج اللبناني جان شمعون، وضع زياد الرحباني موسيقى تصويرية هادئة وحزينة تعكس قصة رجل لبناني في المنفى، ممزق بين الشوق إلى جذوره وواقع وطن متغير بلا رحمة.

نساء متحضرات (1999)

ألّف زياد الرحباني موسيقى تصويرية مزجت بين السخرية والمرارة لفيلم “نساء متحضرات” للمخرجة اللبنانية رندا الشهال. يصوّر الفيلم الحياة في بيروت خلال الحرب الأهلية، عندما سلّم الأغنياء منازلهم إلى خادمات أجنبيات، ما حوّل المدينة إلى مكان بلا عدالة أو انتماء.

طائرة ورقية (2003)

ومن أبرز الأدوار التمثيلية لزياد الرحباني مشاركته للمرة الثانية في فيلم “طائرة ورقية” إلى جانب المخرجة اللبنانية رندا الشهال، حيث لعب دور ضابط درزي في الجيش الإسرائيلي.

تدور أحداث الفيلم حول فتاة تقع في حب جندي من الخارج وتعكس تعقيدات الواقع والانقسام الداخلي.

وإلى جانب التمثيل، قام الرحباني بتأليف الموسيقى التصويرية التي جسدت بعمق تجزئة الهوية وانقسام الذات.

ظلال الصمت (2006)

لفيلم “ظلال الصمت” للمخرج السعودي عبد الله المحسن، ألحان زياد الرحباني موسيقى تصويرية تنسجم مع أجواء الفيلم. تدور أحداث الفيلم في صحراء غامضة تضم مركزًا للتحكم في العقول، وينقل جوًا نفسيًا يتسم بالقمع والعبث والجنون.

من المسرح إلى الشاشة

في السنوات الأخيرة، أُعيد إحياء بعض أهم مسرحيات زياد الرحباني في نسخ سينمائية حديثة. من بينها مسرحية “ماذا عن الغد؟”، التي عُرضت لأول مرة عام ٢٠١٦، ولاقت استحسانًا كبيرًا حتى من الأجيال الشابة التي لم تشاهد العرض الأصلي. كما حُوِّلت مسرحية “فيلم أمريكي طويل” إلى فيلم سينمائي، وهي تحافظ على رؤية زياد الساخرة والمتشائمة في آن واحد. تُقدِّم المسرحية رؤية فلسفية للشعب العربي المهزوم في ظل واقع سياسي عبثي.


شارك