الأمم المتحدة تطلق مشروعًا لتعزيز حماية المدنيين والسلام المجتمعي في جنوب السودان

أطلقت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (يونميس) مشروعًا جديدًا في ولاية واراب لحماية المدنيين وتعزيز جهود السلام في إحدى أكثر المناطق تضررًا من النزاع. يستجيب المشروع للدعوات المحلية لإنهاء العنف وتحقيق العدالة، لا سيما للنساء والأطفال، الذين يتحملون وطأة النزاع.
يتضمن المشروع الذي يتم تنفيذه بالتعاون مع وكالة تنمية المبادرات المجتمعية إنشاء عشر شبكات حماية مجتمعية، وبناء قدرات المجتمع المدني لرصد الوضع الأمني والانتهاكات الأمنية، وتوفير الإنذارات المبكرة، ودعم جهود المصالحة، وتوفير الدعم النفسي والخدمات الأساسية للعائدين.
ويهدف المشروع إلى فتح المجتمع المدني وتمكين المواطنين من المشاركة في عمليات صنع القرار في ظل تحديات مثل سرقة الماشية والثأر والفيضانات وتدفق اللاجئين بسبب الحرب في السودان.
وقال أناستاسي موكانجارامبي، رئيس بعثة الأمم المتحدة في واراب، إن المشروع يهدف إلى “تحسين حماية المدنيين، وتحسين آليات المساءلة عن الفظائع الماضية، وخلق بيئة آمنة حيث يمكن للناس التعبير عن آرائهم والمشاركة في الشؤون العامة”.
وأشار الناشط في مجال حقوق ذوي الإعاقة ويليام دينج نيال إلى أن الأشخاص ذوي الإعاقة يتعرضون في كثير من الأحيان للعنف دون سابق إنذار أو حماية، ودعا إلى إدراجهم بشكل فعال في خطط الاستجابة بموجب المشروع.
وأكد ممثل السلطة المحلية بينسون بول ياك أن الدعم يجب أن يصل إلى كل المتضررين: “نحن نعلم من يعاني، وخاصة النساء والأطفال وكبار السن، الذين لا علاقة لهم بالقتال ولكنهم يدفعون الثمن الأعلى”.
وفي ختام المبادرة، أكد منظمو المشروع أن الهدف ليس فقط التخفيف من آثار الصراع، بل أيضاً بناء مجتمعات قادرة على الصمود والمرونة من خلال التعليم والحوار والتماسك الاجتماعي وإعادة دمج النازحين وتوسيع مشاركة المجتمع في صنع القرار.
ويهدف هذا المشروع إلى أن يكون نموذجًا للولايات الأخرى في جنوب السودان التي يظل فيها إرساء السلام الشامل والمستدام أولوية وطنية وإقليمية ملحة.