جيل جديد من أبناء المشاهير يقتحمون عالم التمثيل

منذ 15 ساعات
جيل جديد من أبناء المشاهير يقتحمون عالم التمثيل

• فنانين شباب غير راضين عن إرث عائلاتهم ويسعون لإثبات أنفسهم وترك بصمتهم في تاريخ الفن المصري.

مع كل موسم مسرحي جديد، تتسع دائرة الوجوه الشابة التي تنضم إلى الساحة الفنية. ومن بينهم، يبرز أبناء الفنانين الذين ساهموا في تشكيل تاريخ الفن المصري. هؤلاء الشباب لا يكتفون بإرث عائلاتهم، بل يسعون جاهدين لإثبات أنفسهم وتقديم مواهبهم للجمهور، بعيدًا عن المؤثرات والمقارنات.

وفي هذا التقرير نستعرض تصريحات بعض هؤلاء الشباب حول طموحاتهم وخطواتهم الفنية الأولى.

يوسف وائل نور: اسم عائلتي مسؤولية.. وأريد أن أقدم مسيرة فنية مستقلة تحمل توقيعي الخاص.

قال الفنان الشاب يوسف وائل نور، نجل النجم الراحل وائل نور والفنانة أميرة العايدي، إن انتمائه لعائلة فنية لم يكن الدافع الحقيقي لدخوله عالم التمثيل، بل كان حافزاً فرض عليه مسؤولية أكبر ويتطلب تدريباً جدياً وجهداً مستمراً. أوضح يوسف أن نشأته محاطًا بالفن والتصوير الفوتوغرافي منذ الصغر ساعدته على فهم طبيعة هذا المجال مبكرًا. إلا أنها فرضت عليه أيضًا عبئًا نفسيًا، وهو الحفاظ على اسم عائلته وتاريخه الفني. وأضاف: “لم يكن انتمائي لعائلة فنية ميزةً أعتمد عليها، بل كان تحديًا أردتُ تجاوزه. منذ البداية، كان من المهم بالنسبة لي أن أقدم نفسي كممثل ذي شخصية مستقلة، لا أعتمد فقط على إرث والده أو شهرة والدته”. وتابع: “عندما تنحدر من عائلة مرموقة في الوسط الفني، ترتفع التوقعات. لذلك قررتُ المضي قدمًا بحذر وخطوات مدروسة، ساعيًا إلى إيجاد توازن بين الطموح والتواضع”. وعن خططه المستقبلية، أكد يوسف أنه لا يطمح فقط إلى الشهرة، بل إلى تقديم أدوار متنوعة تُظهر إبداعه وتنوعه. ويطمح إلى مسيرة فنية تحمل بصمته الخاصة، مستوحاة من تجارب والده، ولكن بطريقته الخاصة. قدم الفنان يوسف وائل نور العديد من المسرحيات، أبرزها “كلبش”، و”جمال الحريم”، و”ضربة معلم”، و”دايما عامر”، و”ضرب نار”، و”الحلنجي”، و”فات المعد”. كما كانت له تجربة مسرحية ناجحة مع عرض “المدرسة الموسيقية”.

ميران أحمد عبد الوارث: لم أدخل عالم الفن بالواسطة، الموهبة هي التي مهدت لي الطريق.

أوضحت الفنانة الشابة ميران عبد الوارث، ابنة الفنان الراحل أحمد عبد الوارث، أن دخولها عالم التمثيل لم يكن مخططاً له، بل جاء بمحض الصدفة أثناء دراستها الجامعية، حيث تشكل شغفها بالفن تدريجياً بطرق غير متوقعة. ونفت ميران استغلالها اسم والدها لدخول المجال الفني، مشيرة إلى أن والدها توفي قبل أن تخطو خطواتها الأولى كممثلة. وأضافت أنها لم ترَ نفسها في هذا المجال خلال حياته، وأن التمثيل لم يكن من اهتماماتها. إلا أنها لاحظت بعد وفاته تشابهًا ملحوظًا بينها وبينه، في ردود أفعالهما وتعبيراتهما، وكأن موهبته انتقلت إليها دون وعي. وأكدت أن مسيرتها الفنية كانت بجهودها الذاتية بالكامل، موضحة: “لم يساعدني أحد في دخول المجال الاحترافي، ولم أعتمد على العلاقات. بدأت مسيرتي كغيري، بالاختبارات وتجارب الأداء، وأؤمن أن الموهبة هي الأساس الحقيقي للنجاح، وليس الاسم أو الشهرة”. فيما يتعلق بطموحاتها الفنية، أكدت ميران أنها تسعى دائمًا للأدوار الصعبة والمختلفة عن المألوف. وأشارت إلى أنها تنجذب للشخصيات ذات الأبعاد المعقدة، وتؤمن بأن خوض التجارب الجديدة يُصقل موهبة الفنان ويتيح له مساحة حقيقية للتطور. شاركت الفنانة ميران عبد الوارث في عدد من الأعمال الدرامية، منها “كلبش”، و”ريفو”، و”بينا معاد”، و”المعلم”، و”أثينا”، كما شاركت في فيلمي “عمر أفندي”، و”رحلة 404”.

أحمد عصام السيد: بدأت خلف الكاميرا.. وانتقلت للتمثيل.

كشف الفنان الشاب أحمد عصام السيد، نجل المخرج المسرحي عصام السيد والممثلة حنان يوسف، أن رحلته الفنية لم تبدأ من الأمام بل من الخلف، حيث خاض تجارب في الإخراج وكتابة السيناريو قبل أن يجد مساحة في التمثيل تعكس شخصيته وتعبر عن ذاته الحقيقية. أوضح: “درستُ الإخراج وتدربتُ عليه لسنوات، لكن شيئًا ما في داخلي ظلّ يدفعني للتمثيل. قررتُ الذهاب إلى تجارب الأداء، وكل دور حصلتُ عليه كان ثمرة جهدٍ حقيقي، وليس استثناءً أو منحةً”. رغم انتمائه لعائلة فنية مرموقة، أكد أحمد أن والده لم يتدخل قط في قراراته المهنية، ولم يحاول الترويج له على حساب موهبته. وقال: “كل من يعرف والدي يعلم جيدًا أنه لا يُملي الأسماء على أحد. أنا شخصيًا لا أقبل فكرة دخولي هذه المهنة بالوراثة أو اسمي فقط. بالنسبة لي، النجاح لا معنى له إن لم أستحقه”. أكد أحمد أنه على الرغم من سعيه الحالي للتمثيل، إلا أنه لا ينوي التخلي عن شغفه الأصلي بالإخراج. بل يعتقد أن تجاربه الحالية أمام الكاميرا تُثري رؤيته كمخرج مستقبلي. وأضاف: “أتابع المشاهد عن كثب، وأُلاحظ عقلية كل مخرج أعمل معه، وأُدرك التفاصيل. آمل أن أقدم في الوقت المناسب عملاً يجمع بين خبرتي التمثيلية ورؤيتي كمخرج، ويعكس كل ما تعلمته في كلا المجالين”. شارك الفنان أحمد عصام السيد في عدد من الأعمال السينمائية، منها “الشنب” و”سيكو سيكو” و”الشاطر”، بالإضافة إلى تجربتين دراميتين في مسلسلي “عايشة الدور” و”كتالوج”.

مريم أشرف زكي: اخترت الفن عن قناعة.. وأسعى لإثبات ذاتي بغض النظر عن الألقاب.

قالت الممثلة الشابة مريم أشرف زكي، ابنة أشرف زكي وروجينا، إنها تأثرت بالفن منذ صغرها، وشهدت خلفيته وكيفية إنتاجه. إلا أن قرارها بدخول هذا المجال جاء بعد تفكير ودراسة طويلة. وأضافت أنها لم تُرِد أن تُرى فقط كابنة لعائلة فنية، بل إن دخولها إلى عالم الفن كان قائمًا على الدراسة والعمل الجاد منذ البداية. وأوضحت: “لم أدخل هذا المجال بسبب اسم عائلتي، بل درستُ التمثيل والإخراج وعملتُ على تطوير نفسي لأكون جاهزةً لخوض هذه التجربة مهنيًا، دون ألقاب أو اعتبارات شخصية”. وتابعت: “أعشق الكوميديا والدراما، وأجد أن السينما تمنحني أوسع مساحة للتعبير عن نفسي. ومع ذلك، لا أستطيع الابتعاد عن المسرح، فهو المكان الذي تتشكل فيه هوية الفنان وتصقل موهبته”. وأكدت أن والديها لم يفرضا عليها أي توجيهات فنية، بل تركا لها حرية الاختيار مع تقديم النصح والدعم. وأضافت: لطالما أخبروني أن النجاح الحقيقي لا يتحقق إلا لمن يدرك قيمة الفن ويفهمه فهمًا حقيقيًا. وأنا أعمل يوميًا لأكون عند حسن ظنهم. شاركت الفنانة مريم أشرف زكي في عدة أعمال درامية، منها “سيثم” و”السر الإلهي” و”تقشير الحجر”. كما قدمت أول بطولة لها في مسرحية “الصالون”.

عمر محمد رياض: الشهرة لا تصنع فناناً.. والنجاح لا يورث.

قال الفنان الشاب عمر محمد رياض، نجل محمد رياض ورانيا ياسين وحفيد محمود ياسين وشهيرة، إن انتمائه لعائلة من الفنانين لا يفتح له الطريق، بل يفرض عليه مسؤولية إثبات ذاته من خلال موهبته والتفاني المستمر. أوضح عمر أنه رغم تأثير والده الكبير عليه، إلا أنه لم يدفعه قط نحو الفن. وأكد أن النجاح الحقيقي يبدأ بالوعي، لا بشهرة العائلة. وتابع: «الفن مهنة صعبة، لذلك قررت أن أبدأ ببطء وأتعلم ببطء، خاصة من خلال العمل في المسرح، حيث تتشكل شخصية الفنان الحقيقي». ورغم ما تردد عن “الفرص الموروثة”، أكد عمر أن اسمه ليس باباً مفتوحاً، بل مرآة يحكم من خلالها الجمهور والنقاد على خطواته الأولى. وأضاف: “نشأتي في عائلة فنية تُعلي من شأني. هذا لا يمنحني أفضلية، بل يُجبرني على توخي الحذر والتفكير العميق في كل ما أفعله. لا أريد أن أكون مجرد امتداد لنفسي؛ أريد بناء هويتي الخاصة”. أوضح عمر أنه لا يسعى لأدوار قيادية، بل يركز على الأدوار التي تمنحه فرصة حقيقية للتعلم وإبراز موهبته. وأكد أن تركيزه الأساسي حاليًا هو اكتساب الخبرة والمعرفة. شارك الفنان عمر محمد رياض في عدد من الأعمال الدرامية، منها “قدري ومصيري”، و”الحلم”، و”قلعة الحجر”.


شارك