السهرات التليفزيونية.. كنوز درامية تُكتشف من جديد!

منذ 18 ساعات
السهرات التليفزيونية.. كنوز درامية تُكتشف من جديد!

بعد غياب 30 عاماً، يعود الجيل الجديد للدراما المسائية.

بعد غياب دام أكثر من ثلاثين عاماً، عادت أمسيات التلفزيون إلى دائرة الضوء، ولكن هذه المرة بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، التي أنعشتها وأعادت إليها روحاً جديدة، واستقطبت جمهوراً مختلفاً يتوق إلى الإنتاجات القصيرة والمكثفة.

إن الجيل الجديد الذي لم يختبر عصر ليالي التلفزيون يعامله وكأنه كنز مدفون تم اكتشافه على موقع يوتيوب ويشاهده بشغف المغامر الذي وجد ما كان يبحث عنه.

ويبدو أن هذا الجيل الذي يعشق الدراما القصيرة قد وجد ضالته في هذه الأمسيات، خاصة مع الانتشار المتزايد للدراما التي لا تتجاوز 10 أو حتى 5 حلقات على مختلف المنصات الرقمية.

دراما مكثفة وموضوعات متنوعة

يقدم برنامج المساء تجربة درامية شاملة في أقل من ساعتين. تتراوح مواضيع المسلسل بين الشرطة والرومانسية والمجتمع والرعب، مما يلبي أذواق الجمهور الرقمي واستهلاك المحتوى السريع اليوم. وقد أثار هذا التنوع اهتمامًا كبيرًا، يتجلى في وجود العديد من الصفحات والمجموعات المخصصة على منصات التواصل الاجتماعي لعرض المسلسل والتعليق عليه.

يصفه بعض المتابعين بأنه: «مسلسل طويل ينتهي في ليلة واحدة»، أو كما قال أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي: «يشبه مشاهدة فيلم، ولكن بروح مسلسل تلفزيوني».

النجوم الذين عادوا إلى دائرة الضوء بحلول المساء

عادت أمسيات التلفزيون لتسلط الضوء على نجوم كبار مثل سعيد عبد الغني ومحمد وفيق وتهاني راشد، أسماء قد لا يعرفها جيل اليوم. لكن مع انتشار هذه الأمسيات على فيسبوك وصعودها من الأرشيف إلى الترند بفضل جيل الدراما السريعة، عادت هذه الوجوه إلى الواجهة، حيث انتشرت أسماؤهم وصورهم على نطاق واسع بعد أن لفتت الأمسيات التي شاركوا فيها انتباههم.

انتشرت ملصقات هذه الأمسيات على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما وأن المشاهدين تجاوزوا مجرد المشاهدة وأجروا مقارنات شيقة مع الأعمال المعروضة حاليًا. وأشار البعض إلى أن بعض الأمسيات سبقت أعمالًا عالمية ناجحة في موضوعها. على سبيل المثال، قورنت أمسية “جمعية حماية الإنسانية” بالمسلسل الكوري الشهير “لعبة الحبار”، إذ تتناول قصة منظمة سرية تعتقل الأشخاص الذين يخططون للانتحار، وتجري يانصيبًا أسبوعيًا لإعدام أحدهم.

أجاثا كريستي على التلفزيون المصري

لا تزال مسلسلات الجريمة والغموض والتشويق، وخاصةً تلك المقتبسة من أعمال الكاتبة الشهيرة أجاثا كريستي، تحظى بشعبية كبيرة بين جمهور الإنترنت على الرغم من بساطة إخراجها. ومن أشهرها مسلسل “فندق الضحايا” (1980)، المقتبس عن مسرحية “مصيدة الفئران”، بترجمة فيصل ندا وإخراج حسام الدين مصطفى، وبطولة أحمد زكي، ويوسف شعبان، وصفاء أبو السعود، وحمدي أحمد، وآخرين.

حظيت الأمسيات الاجتماعية باهتمام كبير، مثل “صعود لا ينتهي” للمخرج صالح مرسي، وبطولة إبراهيم الشقنقيري ومحمود مرسي، ودلال عبد العزيز، وأحمد عبد الوراق. تتناول الأمسية الأعباء المالية التي يعيشها رفقي، الذي يقترب من التقاعد ويأمل في إيجاد حلٍّ لمشكلة راتب ابنته، بينما يحاول ابنه إيجاد عملٍ يُخفف عنه العبء.

سهرة رومانسية احتفل بها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بفيلم “الحب لا يولد غريبًا”، تأليف نبيل صبري، وإخراج علاء كامل، وبطولة حسن يوسف، وآثار الحكيم، وهالة صدقي. تدور أحداثه حول رشا التي ترفض الزواج (جلال)، فتفسخ الخطوبة، وتسافر إلى عمها، وفي القطار تلتقي بالمهندس (رمزي كامل) الذي يُعجب بها، لكن (جلال) يحاول الانتقام منها لتأجيل زواجها ومصادرة أموال والدتها.

جذور الأمسيات التلفزيونية في مصر

بدأت الأمسيات التليفزيونية مع انطلاق التليفزيون المصري رسميًا عام 1960 وظهر أول إنتاج لها عام 1961.

كان الهدف تقديم دراما قوية تُشكّل بديلاً للأفلام السينمائية، وتُحلّ محلّ المسلسلات الطويلة. بلغ الاهتمام بهذا النوع ذروته في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، قبل أن يتوقف إنتاجه في مصر كلياً.

واليوم، وسط حنين الأجيال الأكبر سناً وحماس الجيل الرقمي، يعود التلفزيون المسائي، بعد أن أعاد الجيل الجديد إحياءه بعد أن كان منسياً.


شارك