الحر يهاجم الدماغ.. كيف تؤثر موجات الحرارة على المخ والجهاز العصبي؟

لارتفاع درجات الحرارة خلال موجات الحر الحالية آثار واسعة النطاق على صحة الإنسان، وخاصةً الصحة النفسية والجهاز العصبي. وفي ظل استمرار الحر، يتساءل الكثيرون عن علاقة الحرارة بوظائف الدماغ، وتأثيرها على التركيز والمزاج والصحة العصبية، ومدى خطورتها على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في الدماغ والأعصاب.
في هذا التقرير، ندرس آثار الحرارة على الدماغ، وعواقبها على مرضى الأعصاب، والمخاطر المحتملة على المدى الطويل. ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة الإندبندنت، نقدم نصائح مهمة لحماية الصحة العصبية خلال موجات الحر.
كيف تؤثر الحرارة على وظائف المخ؟
مع ارتفاع درجات الحرارة، يُحوّل الجسم بعض موارده لتنظيم درجة حرارته. يُعيق هذا تدفق الدم إلى الدماغ، مما يؤدي إلى تباطؤ عمليات التفكير، وضعف التركيز، وصعوبة تذكر المعلومات، وانخفاض القدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات. كما يُمكن أن يؤدي هذا إلى الشعور بتشتت الذهن، خاصةً في حالات الجفاف أو التعرض للحرارة لفترات طويلة دون راحة أو تبريد.
هل تؤثر درجة الحرارة على المزاج والعواطف؟
ترتبط درجات الحرارة المرتفعة بزيادة حدة المشاعر والتوتر. قد يؤدي الشعور بالحرارة إلى الضيق، وربما الغضب، أو الأرق المفرط، أحيانًا بسبب اضطرابات النوم أو الانزعاج الجسدي. كما تصبح مراكز المشاعر في الدماغ أكثر حساسية، مما يزيد من التوتر والأرق في الطقس الحار.
الحرارة وخطر الإرهاق الذهني
يبذل الجسم جهدًا كبيرًا لتبريد نفسه، مما يستهلك الطاقة ويضعف الأداء العقلي. يؤدي ذلك إلى الإرهاق الذهني، والخمول، وتباطؤ الانتباه وردود الفعل، وانخفاض الحماس والدافعية لأداء المهام اليومية. وتزداد هذه الأعراض وضوحًا في حالات الجفاف أو التعرض للحرارة لفترات طويلة دون تبريد.
تأثيرات الحرارة على الأشخاص المصابين بأمراض عصبية
مرضى الأعصاب، مثل مرضى التصلب اللويحي والصرع والصداع النصفي، أكثر حساسية للحرارة. قد تزيد الحرارة من التعب، وتضعف الإشارات العصبية، وتخفض عتبة النوبات، وتؤدي إلى الصداع. لذلك، يلزم اتخاذ احتياطات خاصة أثناء موجات الحر لتجنب المضاعفات.
هل هناك فوائد محتملة للحرارة على الصحة العقلية؟
على الرغم من آثاره الضارة، يُمكن أن يكون للطقس الدافئ آثار إيجابية أيضًا. فالتعرض لأشعة الشمس يزيد من إفراز السيروتونين، وهو هرمون يُحسّن المزاج والنوم والتوازن العقلي. كما يُمكن لزيادة فيتامين د في الشمس أن تُحسّن الأداء العقلي وتزيد النشاط الاجتماعي، ولكن فقط في درجات حرارة معتدلة.
هل يتكيف الجسم والدماغ مع الحرارة على المدى الطويل؟
مع التعرض المطول للحرارة، يُطوّر الجسم عملية تُعرف بالتكيف الحراري. يُحسّن هذا التعرق، والدورة الدموية، ويزيد من النتاج القلبي. يُساهم هذا في تنظيم درجة حرارة الجسم وتخفيف الانزعاج. مع ذلك، لا يمنع هذا الآثار النفسية للحرارة الشديدة، والتي تختلف باختلاف العمر والحالة الصحية، وتكون أقل وضوحًا لدى الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة.
ما هي المخاطر التي يشكلها التعرض المزمن للحرارة على صحة الدماغ؟
تشير الدراسات إلى أن التعرض المتكرر لدرجات الحرارة المرتفعة قد يؤدي إلى التهاب جهازي وإجهاد تأكسدي في الدماغ، بالإضافة إلى اضطراب الأوعية الدموية، مما يقلل من تدفق الدم إلى الدماغ ويزيد من خطر التدهور المعرفي واضطرابات النوم، وربما الأمراض العصبية. كما يؤدي الجفاف المزمن إلى تغيرات في بنية الدماغ.
كيف نحافظ على صحة الدماغ والجهاز العصبي في الطقس الحار؟
ينصح الأطباء باتخاذ إجراءات وقائية مختلفة خلال موجة الحر، وخاصة فيما يتعلق بالأمراض العصبية:
1- شرب الماء بانتظام لتجنب الجفاف. 2- تجنب التعرض لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة وارتداء الملابس القطنية. 3- استخدم مكيف الهواء أو المراوح لخفض درجة حرارة الجسم. 4- تناول وجبات خفيفة لتخفيف الضغط على الجسم. 5- احصل على قسط كافٍ من الراحة وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس. 6- تحسين جودة النوم في غرفة باردة ومظلمة. 7- استشارة الطبيب لوضع خطة علاجية فردية للمرضى الذين يعانون من اضطرابات عصبية مثل التصلب، والصرع، والصداع النصفي.