علاقات إسرائيل وأوكرانيا.. دعم دبلوماسي وتحفظ عسكري

• اتسمت العلاقات بين الجانبين بفترات من التوتر والخلاف، وخاصة خلال الحرب الروسية الأوكرانية.
تسلط زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إلى أوكرانيا، التي بدأت اليوم الثلاثاء، الضوء على طبيعة العلاقات بين البلدين.
وقد استمرت هذه العلاقات لأكثر من ثلاثة عقود، واتسمت بفترات من التوتر، وخاصة خلال الحرب الروسية الأوكرانية.
وبحسب القناة 12، فإن ساعر هو أعلى مسؤول إسرائيلي يزور كييف منذ فبراير/شباط 2023، عندما زارها وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك إيلي كوهين.
بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد أشهر من حصول أوكرانيا على استقلالها عن الاتحاد السوفييتي السابق عام 1991. ووفقًا لوسائل الإعلام العبرية، افتتحت أوكرانيا سفارة في تل أبيب عام 1992، تلاها افتتاح سفارة إسرائيلية في كييف عام 1993.
توجد في أوكرانيا إحدى أكبر الجاليات اليهودية في العالم، حيث تقدر وسائل الإعلام العبرية عدد أعضائها بنحو 200 ألف.
وعلى الرغم من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ظلت إسرائيل محايدة أثناء ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014. ومع ذلك، عارضت تل أبيب حرب روسيا ضد أوكرانيا، والتي بدأت في فبراير/شباط 2022، وأرسلت مساعدات إنسانية إلى كييف.
في المقابل، رفضت إسرائيل دعوات فرض عقوبات على روسيا، ورفضت تقديم مساعدات عسكرية فتاكة أو تزويد أوكرانيا بتكنولوجيا الدفاع الصاروخي مباشرةً. أثار هذا غضبًا مكبوتًا لدى الجانب الأوكراني، انعكس في إشارات غير مباشرة من مسؤولين أوكرانيين كبار.
مع ذلك، قدّمت إسرائيل دعمًا دبلوماسيًا لأوكرانيا في حربها ضد روسيا. وأفادت وزارة الخارجية الإسرائيلية بوضوح في 16 فبراير/شباط 2023 أن وزير الخارجية آنذاك إيلي كوهين، خلال زيارته لكييف ولقائه بالرئيس فلاديمير زيلينسكي، أكّد دعم تل أبيب لكييف في حربها ضد موسكو.
وقال كوهين في ذلك الوقت: “خلال العام الماضي، وقفت إسرائيل إلى جانب الشعب الأوكراني وأوكرانيا”.
ومع ذلك، طلب زيلينسكي مرارًا وتكرارًا معدات دفاع جوي إسرائيلية، وخاصةً نظام الدفاع الصاروخي “القبة الحديدية”، دون جدوى. ورغم أنه قدّم هذه الطلبات علنًا في كثير من الأحيان، إلا أن تل أبيب لم تُلبِّها قط.
في 13 يوليو/تموز 2023، قال زيلينسكي إن أوكرانيا لديها “مصلحة حقيقية في الحفاظ على علاقات مهمة وتاريخية وثيقة مع إسرائيل”، ولكن “دون نتائج”.
في هذه الأثناء، صرح السفير الإسرائيلي لدى أوكرانيا ميخائيل برودسكي أن كييف تدعم القرارات المناهضة لإسرائيل في الأمم المتحدة في 90% من الحالات، مما يؤثر على دعم الدولة اليهودية.
في المقابل، تدعم إسرائيل الإجراءات المؤيدة لأوكرانيا في الأمم المتحدة، بما في ذلك قرار غير ملزم في الذكرى السنوية الأولى للحرب في عام 2023 يدعو روسيا إلى إنهاء الأعمال العدائية في أوكرانيا وسحب قواتها.
ومع ذلك، ورغم الدعوات المتكررة من كييف، تواصل إسرائيل اتباع سياسة صارمة بعدم تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا، حسبما ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
يُشار إلى أن زيارة ساعر لأوكرانيا تأتي في وقت تشن فيه إسرائيل حرب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تتضمن القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري.
خلّفت الإبادة الجماعية المدعومة من الولايات المتحدة أكثر من 201 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 11 ألف مفقود. وشُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين، بمن فيهم عشرات الأطفال.