أردوغان يؤكد دعمه المطلق لحل الدولتين في قبرص
أحيا القبارصة الأتراك يوم الأحد الذكرى الحادية والخمسين للغزو العسكري التركي لقبرص، الذي قسّم الجزيرة على أسس عرقية. وبهذه المناسبة، جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعمه الكامل لاتفاقية السلام المثيرة للجدل التي تُنشئ دولتين منفصلتين.
وترفض الأغلبية القبرصية اليونانية في الجنوب المعترف به دوليا هذه الخطة بشكل كامل، وترى فيها محاولة للحفاظ على تقسيم الجزيرة وتأمين قاعدة دائمة لتركيا هناك، كجزء من مساعيها للسيطرة على الدولة ذات الموقع الاستراتيجي واحتياطياتها من الغاز الطبيعي في مياهها الإقليمية.
وقال أردوغان للحشود خلال الاحتفالات التي بلغت ذروتها بعرض عسكري (أقيم في الليل هذا العام لتجنب حرارة الصيف): “إن دعمنا لرؤية (زعيم القبارصة الأتراك إرسين تتار) لحل الدولتين مطلق”.
وأضاف أنه “حان الوقت للمجتمع الدولي لمعالجة الواقع على الأرض”، داعيا المجتمع الدولي إلى إقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية مع دولة قبرص التركية الانفصالية في شمال الجزيرة، والتي أعلنها القبارصة الأتراك في عام 1983.
جاء الغزو التركي عقب انقلابٍ دعمته الطغمة العسكرية الحاكمة في أثينا، وكان هدفه ضم قبرص إلى اليونان. وحتى اليوم، لا تعترف بهذه “الدولة” سوى تركيا، التي نشرت 35 ألف جندي في شمال البلاد.
جاء دعم أردوغان المتجدد لحل الدولتين بعد أيام من اجتماع عُقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك بين تتار والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس، ووزراء خارجية الدول الضامنة الثلاث (اليونان وتركيا والمملكة المتحدة)، ووزير الدولة البريطاني لشؤون أوروبا، والأمين العام أنطونيو غوتيريش. وكان الهدف كسر الجمود المستمر منذ ثماني سنوات في مفاوضات السلام.
مع ذلك، لم يُحرز الاجتماع تقدمًا يُذكر نحو استئناف المفاوضات الرسمية، إذ أصرّ تتار على الاعتراف بالدولة القبرصية التركية الانفصالية كشرط أساسي. مع ذلك، أُحرز بعض التقدم في تدابير بناء الثقة، مثل تبادل الممتلكات الثقافية وتشكيل لجنة استشارية للمجتمع المدني.
