رئيس الرقابة المالية يدعو المستثمرين الأجانب لاستكشاف الفرص المتاحة بمصر

قال محمد فريد رئيس هيئة الرقابة المالية البريطانية إن تحسين بيئة الأعمال وتطوير الآليات والمنتجات المالية غير المصرفية من أهم الأولويات لجذب المزيد من الاستثمارات خلال الفترة المقبلة.
جاء ذلك خلال حلقة نقاشية استضافتها الجمعية البريطانية المصرية للأعمال (BEBA) في لندن، بحضور ممثلين عن البنوك البريطانية والدولية، ومجتمع المال والأعمال، ومستثمرين دوليين، وفقًا لبيان صدر اليوم. وأوضح فريد أن إصلاح القطاع المالي غير المصرفي يوفر فرصًا استثمارية عديدة في مختلف المجالات، ودعا المشاركين إلى استكشاف هذه الفرص.
وأكد التزام الهيئة بتحسين بيئة الأعمال في القطاع المالي غير المصرفي، بهدف تعزيز ثقة المستثمرين المحليين والأجانب في الأسواق المالية غير المصرفية. وأوضح أن مصداقية مناخ الاستثمار تبدأ بثقة المستثمرين المحليين في السياسات وبيئة الأعمال.
تُنفّذ الهيئة استراتيجية الحكومة المصرية “رؤية مصر 2030″، وتُعزز نمو القطاع الخاص من خلال أجندتها للإصلاح الاقتصادي. ويُكمّل ذلك جهود الهيئة في تعزيز التحوّل الرقمي، الذي يُعدّ ركيزةً أساسيةً لتعزيز القطاع المالي غير المصرفي في الاقتصاد، من خلال إصدار لوائح مُحدّدة للتكنولوجيا المالية.
وأضاف فريد أن التكنولوجيا المالية والتحول الرقمي أساسيان لزيادة معدل الادخار في المجتمع، وتحسين التكامل المالي والاستثماري والتأميني، وبالتالي زيادة الاستثمار. وهذا سيمكن الاقتصاد من تمويل نفسه ذاتيًا دون الاعتماد كليًا على التمويل الخارجي. لذا، تُعدّ التكنولوجيا المالية السبيل لبناء اقتصاد قائم على التضامن.
أوضح فريد أن الهيئة تعمل على تحسين فرص الحصول على منتجات الاستثمار والتمويل للأفراد والشركات. ولذلك، نفذت مؤخرًا خطة طموحة لرقمنة الخدمات المالية غير المصرفية، إذ تلعب التكنولوجيا دورًا مهمًا في صياغة المستقبل.
أكد اهتمام الهيئة بتطبيق منظومة إلكترونية متكاملة قائمة على ثلاثة محاور: التحقق الإلكتروني من الهوية، والعقود الرقمية، وربط بيانات الهوية بأرقام الهواتف المحمولة. وأشار إلى أن هذه الخطوة مهدت الطريق لازدهار هذا القطاع. وأظهرت بيانات حديثة أصدرتها الهيئة تسجيل أكثر من 200 ألف حساب جديد في صناديق استثمار الذهب خلال عام. وبلغت قيمة الاستثمارات في هذه الصناديق، التي لم تكن معروفة في السوق، أكثر من ملياري جنيه مصري.
وأكد أن تنويع الأدوات والمنتجات المالية والاستثمارية يُساعد العملاء والمستثمرين على تلبية احتياجاتهم وتحقيق أهدافهم. كما أكد على سعي الهيئة الدائم لوضع ضوابط تشريعية وتنظيمية مستقرة ومرنة وواضحة لتعزيز تنافسية الأسواق المالية غير المصرفية.
وأضاف أن قانون التأمين الموحد الذي صدر في يوليو 2024 يمثل نقلة نوعية لقطاع التأمين ويهدف إلى تعزيز دوره في خدمة الاقتصاد الوطني من خلال تحسين مستوى الادخار الوطني.
وأكد أن الهيئة تُراقب الأسواق عن كثب وبشكل مستمر لتطويرها، بهدف تحقيق الاستقرار وحماية أصحاب المصلحة. وينصب التركيز على إدارة المخاطر، وتحسين الحوكمة، والرقمنة، وتبسيط الإجراءات إلى أقصى حد ممكن. وأكد أن تطوير الأسواق وطرح منتجات جديدة تُتيح فرصًا استثمارية في القطاع المالي غير المصرفي سيظل هدفًا ثابتًا، فضلًا عن الجهود المتواصلة لتهيئة بيئة مواتية للاستثمار والنمو في هذا القطاع.