‫دراسة نفسية اجتماعية: رد فعلك لضغوط الحياة اليومية ينبئ عن مستقبل صحتك

منذ 3 ساعات
‫دراسة نفسية اجتماعية: رد فعلك لضغوط الحياة اليومية ينبئ عن مستقبل صحتك

قال ديفيد ألميديا، أستاذ التنمية البشرية ودراسات الأسرة: “الإجهاد اليومي ليس السبب المباشر للأمراض الجسدية المزمنة كارتفاع ضغط الدم والسكري وآلام المفاصل، بل هو نتيجة ردود أفعالنا تجاهه”. وتُعدّ نتائج هذه الدراسة جزءًا من دراسة وطنية أوسع نطاقًا بعنوان “منتصف العمر في الولايات المتحدة”.يُطلب من المتطوعين في هذه الدراسة الإجابة عن أسئلة تتعلق بحياتهم اليومية، بغض النظر عن أصولهم أو وضعهم الاجتماعي أو خلفيتهم الثقافية أو عرقهم. يقدمون سردًا مفصلًا للأحداث التي وقعت على مدار 24 ساعة قبل اللقاء، الذي يحدث على مدار ثماني ليالٍ متتالية كل شهر. يصفون الضغوط والمشاكل التي يواجهونها، وكيفية تفاعلهم معها، وما إذا كانت الأمور تزداد تعقيدًا أو تُحل دون مضاعفات كبيرة. كما يسألون عن كيفية إدراك الناس للأمور، وما إذا كانوا يأخذون مشاكلهم معهم إلى منازلهم بعد العمل مساءً.هل يبالغ الناس في ردود أفعالهم تجاه الضغوط والمشاكل اليومية، ويحاولون استيعابها، أم يهربون منها ويؤجلونها حتى تحل نفسها؟امتد البحث على مدى عشر سنوات متتالية. واستندت النتائج إلى تحليل نفسي واجتماعي لهذه التفاعلات، ومتابعة الحالة الصحية للمرضى، وتسجيل نتائج فحوصات الدم الدورية، وفحوصات أداء الشرايين القلبية والدماغية، بالإضافة إلى وظائف الكبد والكلى.بالإضافة إلى ذلك، فُحصت عينات اللعاب أربع مرات في أوقات مختلفة خلال فترة المتابعة التي استمرت ثمانية أيام لتحديد مستويات هرمون التوتر الكورتيزول. كما سُجِّل عمر الفرد، ومستواه التعليمي، وثقافته، ونوع نشاطه، وأهميته في اتخاذ القرارات ورسم السياسات.وتشير نتائج الدراسة، التي نشرت على الإنترنت هذا الشهر في مجلة Annals of Behavioral Medicine، إلى تغييرات مهمة:يتعرض الجميع لأشكال مختلفة من الضغط النفسي. إلا أن الأكثر تأثرًا هم من هم دون الأربعين، مدفوعين بطموحهم للوصول إلى منصب مهني يرون أنهم يستحقونه. أما من تزيد أعمارهم عن 55 عامًا، فهم أقل تأثرًا، إذ يشعرون باستقرار نسبي ورضا عن إنجازاتهم المهنية.إن أكثر الناس تعليماً وثقافة يعانون من آثار الضغط النفسي، مما لا شك فيه أنه يزيد من ردود أفعالهم تجاهه ويؤدي إلى ظهور أعراض أمراض عضوية مثل ارتفاع ضغط الدم، وتكلس الشرايين القلبية والدماغية، والسكري، وآلام المفاصل، والصداع النصفي، وآلام العضلات.أولئك الذين يتحكمون في ردود أفعالهم تجاه الضغوط النفسية والعصبية ويحاولون التعامل معها بطريقة تتجنب آثارها، مثل أولئك الذين يمارسون الرياضة ويستمتعون بالعطلات ويمارسون الهوايات أو الرياضات القائمة على التأمل، هم الأقل عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة. خلال الدراسة التي استمرت عشر سنوات، كان هؤلاء هم في الواقع من لم يصابوا بأمراض خطيرة، وخاصةً غير المدخنين.


شارك