هل مكتبك يسرق نومك؟ تأثير الجلوس الطويل على الأرق وجودة النوم وطرق المواجهة

منذ 4 ساعات
هل مكتبك يسرق نومك؟ تأثير الجلوس الطويل على الأرق وجودة النوم وطرق المواجهة

هل تستيقظ منهكًا كل صباح، رغم نومك الطويل؟ ليس عدد ساعات نومك هو ما يحدد جودته فحسب، بل أيضًا ما يحدث خلال تلك الساعات.

مع زيادة الوظائف المكتبية التي تتطلب الجلوس لفترات طويلة، أصبح الأرق رفيقًا دائمًا للعديد من العاملين.

هل هناك علاقة بين العمل المكتبي والأرق؟ التقرير التالي يوضح ذلك.

– ما هو النوم الصحي؟

لا يُقاس النوم الصحي بعدد ساعاته فحسب، بل أيضًا بجودته واستمراريته وانتظامه. ووفقًا لمجلة “نيوز ميديكال لايف ساينسز”، يُعرّف النوم الصحي بأنه النوم بسهولة ودون انقطاع والاستيقاظ في نفس الوقت تقريبًا كل يوم. وهذا يُقوي جهاز المناعة ويُقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.

الأرق هو اضطراب منتشر على نطاق واسع في عصر العمل المكتبي.

الأرق اضطرابٌ يُسبب صعوبةً في النوم أو البقاء نائمًا، بالإضافة إلى الاستيقاظ المتكرر ليلًا. ووفقًا لدراسةٍ أجرتها جامعة جنوب فلوريدا، يُعاني 80% من موظفي المكاتب من أحد أشكال الأرق.

– لماذا يرتبط الجلوس لفترات طويلة بالأرق؟

1. قلة النشاط البدني

قلة ممارسة الرياضة خلال النهار تُخلّ بإيقاع النوم الطبيعي. كما أن الجلوس لفترات طويلة يُقلّل من إفراز المواد الكيميائية المُحفّزة للنوم، مما يُصعّب النوم مساءً.

2. الاستخدام المفرط للتكنولوجيا

أظهرت الدراسات أن استخدام شاشات المكاتب والهواتف الذكية يزيد الأرق بنسبة 37%. فالضوء الأزرق المنبعث من هذه الأجهزة يُعطّل إفراز الميلاتونين، الهرمون المسؤول عن النوم.

3. انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم

تتزايد حالات انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم (OSA)، وهي حالة تسبب توقفًا متكررًا في التنفس أثناء النوم، بين العاملين في المكاتب، مما يؤدي إلى النعاس أثناء النهار وإضعاف التركيز والإنتاجية.

4. قلة ضوء الشمس

يؤدي العمل داخل المنزل إلى حرمان الجسم من ضوء الشمس الطبيعي، مما يؤدي إلى خلل في الساعة البيولوجية ويؤثر سلباً على إفراز هرمون الميلاتونين.

5. القلق والتوتر النفسي

إن الضغط النفسي المرتبط بالالتزام بالمواعيد النهائية للمشاريع والمهام يمكن أن يؤدي إلى التوتر والقلق، والتي بدورها تعد من الأسباب الرئيسية للأرق واضطرابات النوم.

كيف يمكننا تقليل تأثير العمل المكتبي على النوم؟

على الرغم من صعوبة تغيير نوع العمل المكتبي، إلا أنه بإمكانك تحسين جودة نومك باتباع النصائح التالية:

تحرك أثناء فترات الراحة، حتى لو كانت لبضع دقائق فقط.

اخرج إلى الشمس يوميًا في الأوقات الآمنة (قبل الساعة 10 صباحًا أو بعد الساعة 4 مساءً).

قلل من استخدام الشاشة قبل النوم بساعتين على الأقل.

مارس تمارين التأمل والاسترخاء لتقليل القلق والتوتر.

استشر طبيبًا إذا استمرت مشاكل النوم على الرغم من تحسن عاداتك اليومية.

– المخاطر الخفية

قد تبدو وظائف المكاتب مريحة، لكنها تُشكل مخاطر خفية على الصحة النفسية والجسدية، وخاصةً الأرق. يُعد تحسين نمط حياتك اليومي، والموازنة بين العمل والنشاط البدني، وتقليل التوتر، مفتاحًا لنوم صحي ونوعية حياة أفضل.


شارك