خبراء: قرار تثبيت أسعار الفائدة جاء لتقييم الآثار المحتملة للتعديلات التشريعية لضريبة القيمة المضافة

منذ 7 ساعات
خبراء: قرار تثبيت أسعار الفائدة جاء لتقييم الآثار المحتملة للتعديلات التشريعية لضريبة القيمة المضافة

• محمد فؤاد: البنك المركزي اتخذ إجراءات لكبح جماح التضخم، في حين تحاول وزارة المالية تعظيم الإيرادات.

 

ويرى المحللون والاقتصاديون أن قرار البنك المركزي بإبقاء أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه الأخير كان يهدف إلى تقييم التأثير المحتمل للتعديلات التشريعية على قانون ضريبة القيمة المضافة والسيطرة على التضخم بشكل أكبر.

قرر البنك المركزي مؤخرًا الإبقاء على أسعار الفائدة على الودائع والقروض، متوقفًا بذلك عن سياسة التيسير النقدي. ويخشى البنك من عودة معدلات التضخم المرتفعة عقب التعديلات الأخيرة التي أجرتها وزارة المالية على قانون ضريبة القيمة المضافة، والتي أدت إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وخاصة التبغ.

أكد البنك المركزي في بيان صادر عن لجنة السياسة النقدية أن مؤشرات الاقتصاد الكلي، بما في ذلك ارتفاع نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4.8% في الربع الثاني وانخفاض معدل التضخم إلى 15.3% خلال الفترة نفسها، تدعم استمرار التيسير النقدي. ومع ذلك، فضّل البنك المركزي الانتظار مع خفض سعر الفائدة لتقييم الأثر المحتمل للتعديلات التشريعية على قانون ضريبة القيمة المضافة.

قالت أستاذة الاقتصاد علياء المهدي إنه كان ينبغي أن تكون السياسة المالية أكثر تناغمًا مع السياسة النقدية للبنك المركزي لتجنب عرقلة عملية خفض أسعار الفائدة. وهذا يُظهر غياب التنسيق، إذ يعمل البنك المركزي على خفض التضخم بينما تُعدّل وزارة المالية معدلات ضريبة القيمة المضافة.

وكان البنك المركزي قد رفع في السابق أهدافه للتضخم بسبب إجراءات ضبط الأوضاع المالية العامة، ويهدف الآن إلى تحقيق معدل تضخم بنسبة 7% زائد/ناقص 2% بحلول الربع الرابع من عام 2026 بدلا من عام 2024.

من جانبه، يرى الخبير الاقتصادي محمد فؤاد أنه لا يوجد حاليا أي تعارض بين سياسة البنك المركزي والسياسة المالية، لأن السياسة النقدية في الأسواق الناشئة تسترشد بالسياسة المالية، وبالتالي غالبا ما ننتظر نتائجها قبل التصرف وفقا لها.

وأضاف فؤاد لـ”الشروق” أن السياسة المالية الحكومية الأخيرة، والتي تتضمن زيادات ضريبية على بعض السلع، قد تُحدث آثارًا تضخمية على المدى القصير. ولذلك، لن تُصاحبها سياسة نقدية مُتشددة للسيطرة على التضخم، وبالتالي فإن السياستين المالية والنقدية ليستا في تعارض جوهري.

وتابع قائلاً: “السياسة النقدية للبنك المركزي حاليًا حذرة واستباقية، تهدف إلى احتواء التضخم المتوقع، بينما تهدف السياسة المالية إلى تعظيم الإيرادات. لذلك، قد تُتخذ قرارات لا تتوافق تمامًا مع الجدول الزمني للسياسة النقدية. ومع ذلك، هذا لا يعني وجود تعارض كامل بينهما”. وأشار إلى أن هذا ينطبق حتى على الولايات المتحدة، حيث يرفض الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة، خوفًا من التأثير التضخمي لسياسة التعريفات الجمركية التي ينتهجها الرئيس دونالد ترامب. وهذا يُظهر استقلالية في قرارات البنوك المركزية، وليس تعارضًا معها.


شارك