وكيل الأزهر للشباب: عليكم الحذر من الأفكار الهدامة حتى لو ظاهرها الإصلاح

منذ 7 ساعات
وكيل الأزهر للشباب: عليكم الحذر من الأفكار الهدامة حتى لو ظاهرها الإصلاح

أكد الأستاذ الدكتور محمد الدويني، وكيل الأزهر الشريف، أن الشباب يتميز بصفات لا توجد في مجالات الحياة الأخرى، ومن هذه الصفات أن الشباب هو الفترة التي يتمتع فيها الإنسان بكامل قوته البدنية. وأشار إلى أن القرآن الكريم فسر الشباب بأنه فترة قوة بين فترتي ضعف.

جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية في منتدى “الشباب وتحديات العصر” الذي نظمه مجمع البحوث الإسلامية بالتعاون مع مجلس الشباب المصري.

وأضاف الضويني أن الشباب هم رجال الغد وآباء المستقبل، وهم مسؤولون عن تربية الأجيال القادمة وقيادة الأمة في جميع المجالات. فعندما نهتم بالشباب، فإننا نهتم بالمستقبل. وأكد أن رفاهية الشباب تعني رفاهية الأمة، فهم القوة الدافعة للمجتمع، وهم القادرون على تشكيل أنفسهم وتغييرها. ولذلك، فإن الشباب هم الأكثر استجابة لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم. أما كبار قريش، فقد ظل معظمهم على دينهم، ولم يعتنق الإسلام إلا القليل منهم.

أكد وكيل الأزهر الشريف أن الشباب، في كل زمان ومكان، هم عماد الأمة الإسلامية، وسر نهضتها، ومصدر حضارتها، وحاملو لواءها، وقادة مسيرتها نحو المجد والنصر. فبفضل هذه الكوكبة المؤمنة التي نشأت في مدرسة النبي -صلى الله عليه وسلم- وتخرجت من جامعته الشاملة، ارتفعت راية الإسلام بين البشر، وامتد سلطانه في ربوع الأرض، وبلغ صيته أرجاء العالمين. الشباب هو مسرح القوة والنشاط والطاقة والطموح. الشباب هو أبو المعجزات، ومرحلة العطاء المثمر، وبستان الإبداع المزدهر.

أكد الضويني أن البداية يجب أن تكون بأيدي الشباب، وفي أيديهم، إذا أردنا النهوض بالأمة في جميع مناحي الحياة. فالشباب قوة الأمة، وأمل الحاضر، ورجال المستقبل. منهم يخرج القادة والحكام والوزراء والقضاة والمعلمون والعمال والمربون. بل إن شباب الأمة هو قوتها وقوتها. وأضاف أن على الشباب الحذر من الأفكار الهدامة، وإن بدت صالحة وإصلاحية، فلا ينبغي الاستسلام لأي فكرة أو رأي إلا بعد أن يؤيده علماء رصينون، لئلا يقع فريسة لدعاة الباطل.

كما أكد على أهمية معرفة الشباب لدينهم، وتجسيده في سلوكهم وأفعالهم، والاقتناع به، وأن يتجاهلوا كلام الحاقدين والمشككين، وأن يستغلوا ما وهبهم الله من قوة وطاقة لخدمة هذا الدين.

وأكد أن من واجب الشباب أن يتخذوا القدوة الصحيحة لا الفاسدة وأن يلتزموا بالأمور النبيلة لا التافهة.

وأضاف: “نبينا صلى الله عليه وسلم هو خير قدوة، وهو القدوة العملية للأمة جمعاء. وعلى شبابنا أن يقتدوا بشباب الصحابة رضي الله عنهم، ويسيروا على نهجهم، ويهتدوا بهم في العمل والسلوك والحياة والكفاح والإنتاج والبناء، لتشرق شمس عزنا وكرامتنا من جديد”.

وتابع: “من الواجب على الشباب أن يمتلئوا بروح الأمل والتفاؤل، متمسكين بمستقبل مشرق وبشائر خير، بعيدًا عن الحديث عن اليأس والقنوط والكآبة. الأنبياء عليهم السلام قدوة لنا. هذا يعقوب عليه السلام، الذي غاب عن ابنه الحبيب أكثر من أربعين عامًا، ومع ذلك خاطب أبناءه بروح التفاؤل. هذا خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم، يزرع الأمل والتفاؤل في نفوس أصحابه الكرام في كل جهادهم. كان صلى الله عليه وسلم يقول لهم كثيرًا: انطلقوا وابشروا، فقد وعدني الله تعالى إحدى الفريقين”.

واختتم وكيل الأزهر كلمته قائلاً: “إنني على يقين أنكم أيها الشباب الأمين، بأسلحتكم وعقلكم وشغفكم بالمعرفة، قادرون على تحويل الواقع من الكسل إلى العمل، ومن الجهل إلى العلم، ومنافسة الأمم والحضارات العظيمة، ليس فيما تملكه فقط، بل فيما نملكه نحن من عقيدتنا وهويتنا وتميزنا وتاريخنا وقيمنا وحضارتنا”.


شارك