عائلات أسرى إسرائيل بغزة: كفى موتا لجنودنا وبالإمكان التوصل لاتفاق

• هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في رسالة إلى نتنياهو: وسيذكر التاريخ ما اخترتموه: الرهائن والمقاتلين أو المناورات السياسية الرخيصة. – هل أنت منتخب من قبل الشعب الإسرائيلي أم من قبل محور سموتريتش-بن جفير؟
أعربت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيلية، السبت، عن قلقها إزاء التقارير التي تحدثت عن “تعثر المفاوضات” بشأن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، فيما أفادت وسائل إعلام عبرية عن “محادثات جارية” في الدوحة.
وأصدرت المنظمة بيانا زعمت فيه أن “الشعب الإسرائيلي يريد إنهاء الحرب في غزة”، وقالت: “أوقفوا مقتل جنودنا في غزة”.
وأضافت أن “كل يوم تستمر فيه الحرب هو نجاح لحماس وخطر حقيقي على أسرانا ومقاتلينا”.
وجاء في البيان أن “الأغلبية الساحقة من الشعب الإسرائيلي ترغب في إنهاء القتال في قطاع غزة وعودة جميع الرهائن والسجناء إلى عائلاتهم”.
أعربت لجنة أهالي الأسرى عن قلقها إزاء التقارير التي تتحدث عن “تعثر المفاوضات”، وأكدت أن “فقدان الزخم الحالي سيكون بمثابة فشل ذريع. يواجه الأسرى لحظة الحقيقة، ومن الممكن التوصل إلى اتفاق”.
وقالت: إن تعثر المفاوضات يعود إلى دوافع سياسية خاطئة تتعارض مع إرادة الشعب.
وناشدت العائلات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلين: “التاريخ سيذكر خيارك: الرهائن والمقاتلين أو المناورات السياسية الرخيصة”.
وتابعت رسالة نتنياهو: “هل انتخبكم الشعب الإسرائيلي أم محور سموتريتش-بن جفير؟”، في إشارة إلى وزيري المالية والأمن القومي اللذين يعارضان الاتفاق مع حماس.
وفي هذا السياق، أفادت القناة 12 الإسرائيلية أن آلاف الإسرائيليين يتجمعون حاليا في وسط تل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى مع حماس.
ونقلت القناة 12 عن سياسي لم تكشف هويته قوله: “المفاوضات لم تفشل والوفد الإسرائيلي يواصل المحادثات في الدوحة رغم العراقيل التي تضعها حماس”.
وأعلنت حماس يوم الأربعاء موافقتها على إطلاق سراح عشرة أسرى إسرائيليين أحياء كإشارة إلى “مرونتها” تجاه التوصل إلى اتفاق بشأن غزة، في حين تظل إسرائيل متمسكة بموقفها المتصلب بشأن “القضايا الجوهرية”، بما في ذلك الانسحاب من غزة.
في المقابل، لا تزال إسرائيل تصر على إقامة منطقة عازلة بعرض يتراوح بين 2 إلى 3 كيلومترات في منطقة رفح، وبعرض يتراوح بين 1 إلى 2 كيلومتر في المناطق الحدودية الأخرى.
منذ أيام، تُعقد جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين وفدي حماس وإسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة. بوساطة قطرية ومصرية، وبمشاركة أمريكية، تهدف هذه المفاوضات إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى.
بدورها، نقلت القناة 13 عن سياسي لم تكشف هويته قوله: “المفاوضات في الدوحة مستمرة، وجرت اليوم السبت. ويعمل الوفد المفاوض مع وسطاء من مصر وقطر”.
وأوضح المسؤول السياسي أن الوفد الإسرائيلي المفاوض “على تواصل دائم مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر”.
قبل أيام قليلة، قالت حماس في بيان لها إن هناك “نقاطاً أساسية تبقى خاضعة للمفاوضات، وعلى وجه الخصوص: تقديم المساعدات الإنسانية، وانسحاب القوات المحتلة من قطاع غزة، وتوفير ضمانات حقيقية لوقف إطلاق النار الدائم”.
وتابعت: “رغم الصعوبات التي واجهتها المفاوضات حول هذه القضايا حتى الآن بسبب تعنت القوة المحتلة، فإننا نواصل العمل بشكل مكثف والتزام مع الوسطاء لتجاوز العقبات، وإنهاء معاناة شعبنا، وضمان تطلعاته إلى الحرية والأمن والحياة الكريمة”.
وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فإن الاقتراح الذي يتم مناقشته في المفاوضات الحالية يتضمن وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما يتم خلالها إطلاق سراح عشرة أسرى إسرائيليين أحياء على مرحلتين (ثمانية في اليوم الأول واثنان في اليوم الخمسين)، بالإضافة إلى إعادة جثث 18 أسيراً آخرين على ثلاث مراحل، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين وزيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
وأضافت الصحيفة أن الاقتراح ينص أيضا على أن ترامب سيعمل كضامن لإنهاء الحرب في وقت لاحق.
تُقدّر تل أبيب وجود 50 سجينًا إسرائيليًا في غزة، 20 منهم ما زالوا على قيد الحياة. في غضون ذلك، يقبع أكثر من 10,800 فلسطيني في السجون، يعانون من التعذيب والجوع والإهمال الطبي. وقد لقي العديد منهم حتفهم، وفقًا لتقارير حقوق الإنسان ووسائل الإعلام الفلسطينية والإسرائيلية.
على مدى نحو عشرين شهراً، جرت عدة جولات من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
خلال هذه الفترة، تم التوصل إلى اتفاقيتين لوقف إطلاق النار، الأولى في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 والثانية في يناير/كانون الثاني 2025، والتي تضمنت أيضاً اتفاقيات بشأن تبادل جزئي للأسرى.
نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية، تهرب من تنفيذ الاتفاق الأخير باستئناف الإبادة الجماعية في قطاع غزة في 18 مارس/آذار الماضي.
وتزعم المعارضة الإسرائيلية أن نتنياهو مهتم فقط باتفاقيات جزئية تضمن استمرار الحرب، ويسعى لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، وخاصة الاحتفاظ بالسلطة، مراعاة للفصيل الأكثر يمينية في حكومته.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل، بدعم أمريكي، إبادة جماعية في قطاع غزة. قُتل وجُرح ما يقرب من 196 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء. وما زال أكثر من 10 آلاف شخص في عداد المفقودين. وشُرد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين، بمن فيهم عشرات الأطفال.