جالانت في رسالة إلى خامنئي: أي عدوان جديد سيقود إيران إلى كارثة

الوكالات
أرسل وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق يوآف غالانت رسالة علنية إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، محذرا إياه من أن أي هجوم آخر على إسرائيل قد يدفع بلاده إلى كارثة، وحثه على تغيير مساره السياسي قبل فوات الأوان.
في رسالته المؤرخة يوم الخميس، صرّح غالانت بأنه يتابع خامنئي منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، ويراقب قراراته وهيكلية الشبكات والأذرع التي بناها في المنطقة لتحقيق الهيمنة الإيرانية. وأكد أنه يفهم ليس فقط أهداف القيادة الإيرانية، بل أساليبها أيضًا.
وزعم غالانت أن إسرائيل نجحت خلال فترة توليه منصب وزير الدفاع في تحويل قدراتها الاستخباراتية والجوية إلى خطة عسكرية منسقة نجحت في اختراق ما أسماه “حلقة النار” حول إسرائيل وأدت إلى انهيارها.
وأوضح أن هذه الخطة توجت بحرب استمرت 12 يوما شنتها إسرائيل والولايات المتحدة ضد البرنامج النووي الإيراني ومرافق الدفاع الجوي وإنتاج الصواريخ والقيادة العسكرية العليا في طهران.
اعتبر غالانت الحملة ليس مجرد عملية عسكرية، بل “انهيارًا استراتيجيًا” لنظام إيراني بُني على مدى أربعة عقود. وأوضح أن “حلقة النار” الإيرانية تهدف إلى تطويق إسرائيل من خلال حماس في الجنوب، وحزب الله في الشمال، وسوريا والعراق في الشرق، والحوثيين في الجنوب الشرقي.
وأضاف الوزير الإسرائيلي السابق أن إيران، من خلال وكلائها، تنوي شن حرب استنزاف ضد إسرائيل في الوقت الذي تعمل فيه على تطوير ترسانة من الصواريخ الدقيقة بعيدة المدى، وصولاً إلى مشروعها النووي، الذي يهدف إلى منح إيران الحصانة ضد أي محاولة لتغيير النظام وضمان هيمنتها الإقليمية وردعها العسكري.
صرح غالانت بأن الهجوم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 اعتمد على دعم إيراني بالأموال والسلاح والتدريب والمعلومات الاستخبارية. وحمّل طهران مسؤولية عواقبه، مؤكدًا أنه رغم الخسائر التي تكبدتها، لم تنهار إسرائيل، بل واجهتها بحزم وردّت بقوة عسكرية غير مسبوقة.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي نفذ سلسلة من الهجمات المستهدفة على قيادة حماس ومستودعات أسلحة حزب الله ومرافق إنتاج الصواريخ الإيرانية، بل ونفذ عمليات داخل إيران نفسها، بما في ذلك اغتيال قادة عسكريين وعلماء بارزين وتدمير أنظمة دفاعية متقدمة مثل S-300، مما أدى إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني عدة سنوات.
أكد غالانت أن إسرائيل اليوم تمتلك قدرات استخباراتية غير مسبوقة: “نرى كل شيء. نسمع كل شيء. نحن في كل مكان. نعرف جداولكم، ومواقعكم، ومحادثاتكم، وحتى خططكم الطارئة ونقاط ضعفكم”.
وتساءل جالانت عما إذا كانت إيران قادرة على مواصلة تطوير برنامج نووي سري في ظل غياب السرية والمعلومات الاستخباراتية الموثوقة حول أنشطتها.
وحذر نتنياهو من أن امتلاك الأسلحة النووية هو “حلم أكثر منه مقامرة”، مؤكدا أن الأمل ليس استراتيجية وأن أي سباق تسلح نووي من شأنه أن يكشف عن قدرات إسرائيل الاستخباراتية والعسكرية.
وأشار إلى أن شبكة الوكلاء التي أنشأتها إيران تحولت من مصدر قوة إلى نقطة ضعف. وأوضح أنه بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، انسحب حزب الله من المواجهة المباشرة رغم الطلبات المتكررة من زعيمه، حسن نصر الله، للسماح له بالمشاركة في الحرب. وهذا يُظهر حدود عقيدة إيران الإقليمية.
وأشار إلى أن نفوذ إيران قد ضعف بفعل التحولات الإقليمية. على سبيل المثال، تدهورت علاقات طهران مع دول الخليج، واختار خليفة بشار الأسد في سوريا مسارًا مختلفًا، ويتزايد عداء العراق للنفوذ الإيراني.
واختتم غالانت رسالته بثلاثة خيارات لخامنئي: إما أن يتخلى عن السعي للحصول على الأسلحة النووية ويركز على رفاهية الشعب الإيراني، أو أن يحاول إعادة بناء القدرات التقليدية التي سوف تتعرض لمزيد من الدمار، أو أن يسرع في مشروعه النووي، على يقين من أن إسرائيل سوف تكشفه وتستهدفه.
وأكد “إذا قمت بالاختيار الخاطئ مرة أخرى، فسنكون هناك في انتظارك”.