هل يوجد تشابه بين قصة فيلم سوبرمان والحرب على قطاع غزة؟

عُرض فيلم “سوبرمان” في دور السينما قبل يومين، وأثار جدلاً واسعاً منذ ذلك الحين. بدأ الأمر بانتقاد ادعاء المخرج أن البطل “مهاجر”، ثم تبعه تكهنات من الجمهور بأن بعض أحداث الفيلم تُشبه حرب غزة. ما وراء هذا الجدل؟
في مقابلة مع صحيفة التايمز اللندنية، أوضح المخرج جيمس غان أن للفيلم أبعادًا سياسية وإنسانية عميقة. وقال: “سوبرمان مهاجر قدم من مكان ما واستقر في بلد جديد. لكن الأهم بالنسبة لي هو أن الفيلم يتمحور حول قيمة اللطف الإنساني – وهي قيمة فقدناها في عالمنا اليوم”. ورغم الطابع السياسي للفيلم، أكد غان أن قصته مبنية على أهمية الخير والشر: “نعم، الفيلم يتناول السياسة، ولكنه يتناول أيضًا الأخلاق. هل تعارض القتل تحت أي ظرف من الظروف، أم أنك تُقيّم المبادئ؟”
وأثار هذا التصريح موجة من الانتقادات من جانب الجماعات المناهضة للهجرة وأنصار سياسات الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب التي تهدف إلى تشديد القيود على المهاجرين وتقليص أعدادهم في البلاد.
ردّ غان على هذا الانتقاد في مجلة فارايتي، قائلاً خلال العرض الأول لفيلم “سوبرمان” في مسرح TCL الصيني في هوليوود: “لستُ هنا لأحكم على الناس. أعتقد أن هذا الفيلم يدور حول اللطف، وأعتقد أن هذا أمرٌ يمكن للجميع التعاطف معه”.
دافع شون غان، الذي يلعب دور ماكسويل لورد في الفيلم، عن شقيقه، مؤكدًا أن المهاجرين جزء لا يتجزأ من النسيج الأمريكي. وقال: “رد فعلي هو أن هذا هو محور الفيلم. نحن ندعم شعبنا، أليس كذلك؟ نحن نحب مهاجرينا. نعم، سوبرمان مهاجر، ونعم، الأشخاص الذين ندعمهم في هذا البلد مهاجرون. إن لم يعجبك ذلك، فأنت لست أمريكيًا. كل من يعارض المهاجرين يعارض أسلوب الحياة الأمريكي”.
من بين الجدل الذي أثاره الفيلم بعد عرضه تشابه بعض خطوطه الدرامية مع أحداث واقعية في قطاع غزة. يصور الفيلم جيشًا متطورًا يهاجم المدنيين من خلف سياج حدودي، وهي مشاهد يعتقد البعض أنها تعكس أحداثًا حقيقية بوضوح.
يبدأ الفيلم بعد ثلاثة أسابيع تقريبًا من تدخل سوبرمان لمنع دولة خيالية تُدعى بورافيا، حليفة الولايات المتحدة، من مهاجمة دولة مجاورة تُدعى جارهانبور. ووفقًا للوصف الدرامي، تظهر بورافيا كقوة عسكرية متقدمة تدعمها الولايات المتحدة، بينما تُصوَّر جارهانبور كدولة ضعيفة تفتقر إلى الموارد الدفاعية، ويبتعد مدنيوها عن القتال. كما يُقدم الفيلم خطة بورافيا كمشروع استيطاني يهدف إلى تهجير سكان جارهانبور الأصليين وتوسيع دولة بورافيا.
في أحد المشاهد، يتقدم الرجال والنساء والأطفال من منطقة جارهانبور وهم يحملون العصي والحجارة، بينما يوجه جنود “بورافي” من الجانب الآخر بنادقهم نحوهم.