أئمة مسلمون يزورون إسرائيل وسط موجة غضب واتهامات بـ”التطبيع الديني”

منذ 6 ساعات
أئمة مسلمون يزورون إسرائيل وسط موجة غضب واتهامات بـ”التطبيع الديني”

أثارت زيارة وفد من الأئمة الأوروبيين إلى إسرائيل الاثنين الماضي جدلاً واسعاً وموجة من الغضب والاستنكار في الأوساط الأوروبية والإسلامية العربية.

كان الوفد، الذي ضمّ نحو 15 إمامًا وزعيمًا دينيًا من دول مثل فرنسا وبلجيكا وهولندا وإنجلترا وإيطاليا، في زيارة رسمية لإسرائيل، والتقى بالرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في القدس المحتلة. وقد اعتبر الكثيرون الزيارة خيانةً للقضية الفلسطينية ودلالةً على تطبيع الاحتلال.

صورة 1 أئمة

وتأتي الزيارة، التي نظمتها شبكة القيادة الأوروبية (ELNET)، وهي منظمة غير حكومية تهدف إلى تعزيز العلاقات بين أوروبا وإسرائيل، في وقت تصاعد فيه العنف في المنطقة وانتقادات واسعة النطاق للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

أظهرت مقاطع فيديو الوفدَ وهو يؤدي طقوسًا بروتوكولية أمام الرئيس الإسرائيلي. وغنى أحد الأعضاء النشيد الوطني الإسرائيلي “هتكفا”، مما أثار موجة من الغضب والرفض على مواقع التواصل الاجتماعي.

صورة 2 أئمة

أثار الإمام الفرنسي التونسي حسن شلغومي، الذي ترأس الوفد، جدلاً واسعاً بموقفه المؤيد لإسرائيل وظهوره العلني ضد السياسيين الإسرائيليين. وخلال لقائه بهرتسوغ، صرّح قائلاً: “الحرب التي اندلعت بعد 7 أكتوبر هي حرب بين عالمين، وإسرائيل تمثل عالم الإنسانية والديمقراطية”. قوبلت هذه التصريحات بردود فعل غاضبة، واعتبرها الكثيرون محاولةً لتبييض صفحة الاحتلال الإسرائيلي والتغاضي عن جرائمه المستمرة ضد الفلسطينيين.

لم تتأخر ردود الفعل الرسمية. فقد أدان المجلس الأوروبي للأئمة الزيارة، واصفًا إياها بـ”زيارة أئمة مزعومين”، ولا تمثل موقف المسلمين في أوروبا. ووصفها المجلس بأنها “مشبوهة” وتخدم أغراضًا لا علاقة لها بالمبادئ الإسلامية أو التضامن مع الشعب الفلسطيني. وأكد المجلس في بيانه أن أعضاء الوفد غير معروفين في الأوساط الإسلامية الأوروبية، ولا ينتمون إلى أي مؤسسة دينية شرعية معترف بها.

صورة 3 أئمة

كما أدان مفتي مصر بشدة الزيارة، واصفًا المشاركين فيها بأنهم “باعوا ضمائرهم بثمن بخس” وتخفوا بزي الدين للمثول أمام قادة الاحتلال، وهو مشهدٌ مُخزٍ روّج لسلامٍ وحوارٍ زائفين ملطخين بدماء الأبرياء. وأكد المفتي أن هذه الزيارة تتناقض مع المبادئ الإسلامية الأصيلة التي تدعو إلى الحق، وتأتي في وقتٍ تواصل فيه إسرائيل حربها الإبادة الجماعية على قطاع غزة.

على الصعيد العام، تعرض الأئمة المشاركون لهجوم حاد على مواقع التواصل الاجتماعي. واتهمهم ناشطون ودعاة إسلاميون بعدم تمثيل المسلمين الأوروبيين، بل بإضفاء الشرعية على الاحتلال تحت ستار الدين. كما شهدت عدة مدن أوروبية مظاهرات واحتجاجات ضد الزيارة، ورُفعت شعارات تؤكد دعم القضية الفلسطينية وترفض تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

صورة 4 أئمة

على المستوى المؤسسي، فرضت بعض المؤسسات الإسلامية الأوروبية عقوبات على بعض الأئمة المشاركين. ففي هولندا، أعلن مسجد بلال في ألكمار إيقاف الإمام يوسف مصبح عن العمل فور عودته من زيارته، مؤكدًا أن تصرفاته لا تمثل المسجد ولا الجالية المسلمة المحلية. وقد عُزل من منصبه بسبب مشاركته في زيارة إسرائيل وأدائه النشيد الوطني الإسرائيلي. وأكد بيان المسجد أنه لا مكان للمشاغبين أو من يروجون للانقسام داخل الجالية المسلمة.

لم تقتصر هذه العقوبات على هولندا، بل سُمعت دعواتٌ لعزل المشاركين ومقاطعتهم في دولٍ أخرى. وقد تم ذلك تحت ضغطٍ اجتماعي، وأحيانًا بتهديدات، لا سيما من قِبَل الحركات الإسلامية التي ترى في أي تقاربٍ مع إسرائيل خيانةً للقضية الفلسطينية وتطبيعًا دينيًا مع دولة الاحتلال.

صورة 5 أئمة


شارك